الخميس، 18 تشرين الثاني، 2021
لم يكن الفلسطيني، عبد الله المرعي (34
عامًا)، الذي غادر مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية دمشق، "يحلم بأن يدون اسمه،
كأول لاجئ، في قائمة المرشحين للانتخابات البرلمانية السويدية، المزمع إجراؤها في عام
2022"، وفق حديثه لـ"قدس برس".
ويصف "المرعي" رحلته من عاصمة
"الشتات الفلسطيني" إلى السويد، وما صاحبها من أحداث، وصولًا إلى طرق أبواب
البرلمان السويدي، ممثلًا عن حزب الوسط، بـ"المعجزة".
ويوضح، بأنه كأي فلسطيني يقطن في مخيم اليرموك،
"درس المرحلة الابتدائية في مدارس وكالة الغوث التابعة للأونروا، وتخصص بالتجارة
والاقتصاد في جامعة دمشق، وعمل في أحد البنوك التابعة للأمم المتحدة بالعاصمة السورية".
تخرج "المرعي" من جامعة دمشق،
في أواخر العام 2010، ومع اندلاع الأحداث في سوريا كان مطلوبًا للخدمة العسكرية، ولذلك
قرر الهجرة، لـ"عدم رغبته في التورط بالأحداث المندلعة، وموقفه المناهض للعنف"،
وفق قوله.
في الثامن من شهر آب/أغسطس عام 2012، وصل
"المرعي" إلى الأراضي التركية، في "رحلة عذاب"، كما يصفها،
"تعرض خلالها للسجن 3 أشهر، وبعد خروجه واصل مسيره نحو أوروبا، ليتم اعتقاله من
قبل الشرطة اليونانية مدة 5 أشهر"، وفق حديثه لمراسنا.
بداية جديدة
وصل "المرعي" إلى السويد في شهر
يونيو/حزيران، من العام 2013، "ليجد نفسه أمام واقع جديد بمعطيات صفرية، بعد أن
كان ينعم بوظيفة محترمة ووضع مادي جيد"، ويقول: "فجأة تحطم كل شيء، وكان
علي أن أقبل هذا التحدي فتوجهت مباشرة إلى معاهد تعليم اللغة والصليب الأحمر، وبدأت
أشارك في الدورات التطوعية متنقلًا من مدينة إلى أخرى".
ويتابع: "تابعت دراستي الجامعية، وخلال هذه
الفترة حصلت على فرصة عمل، في أحد بنوك ستوكهولم".
ويضيف، "في عام 2015، تطوعت في نشاطات
المجتمع المدني والسياسي، وكنت أول كاتب عمود من اللاجئين، في صحيفة ميترو السويدية،
وعملت فيها بين عامي 2017 و2019".
وأشار إلى أنه كان ينشط في تلك الفترة في
إجراء استطلاعات في الشارع السويدي، حول قضايا العمل والاندماج وعرض نتائج الاستطلاعات
على السياسيين السويديين.
"الخطوة الأخيرة نحو البرلمان"
يقول المرعي: "أؤمن بضرورة إحداث تغيير
في المشهد السياسي السويدي، لذلك أطلقنا العام الماضي حملة (الخطوة الأخيرة نحو البرلمان
السويدي)، والتي تضمنت مسيرًا من مدينة هيتوبوريد إلى مدينة ستوكهولم وجمع حوالي
53 ألف توقيع".
ويضيف: "شكلنا لجنة من عدة أشخاص يتبنون
قضايا مختلفة، كملف الأطفال الذين وصلوا السويد بدون ذويهم، والفلسطينيون الذين لا
يحوزون على أي أوراق قانونية".
وتحدث المرعي لـ"قدس برس" عن
الخطوط العريضة للرؤية التي يحملها، إزاء قضايا اللاجئين في السويد، مشيرًا إلى أن
آلاف الفلسطينيين في السويد بلا إقامات، خاصة القادمين من غزة، بالاضافة للسوريين الذين
حصلوا على إقامات مؤقتة عام 2015، وهم مهددون بالترحيل، وأيضًا لدينا اللاجئين الأفغان.
وأضاف: "باعتباري عضو مجلس إدارة في
مكتب الأمم المتحدة في السويد، لا يمكنني الفصل بين لاجئ وآخر، وبالتالي، فإن الاهتمام
سيكون بملف اللاجئين على اختلاف جنسياتهم".
ويتابع: "بالإضافة لقضايا اللجوء،
فإن قضايا العمل والإسكان والاندماج، ستكون من أولويات برنامجي السياسي".
ويحذر من أن "التعاطف الشعبي مع القضية
الفلسطينية تراجع خلال السنوات الماضية، بسبب حالة التخبط السياسي في المشهد الفلسطيني،
فضلًا عن الفساد في أروقة السلطة الفلسطينية، ما جعل الحكومة السويدية تعيد النظر في
تقديم المساعدات للفلسطينيين"، وفق ما يقول "المرعي".
وأضاف، "نعمل على توضيح الأمور للسياسيين
في السويد، ونسعى لتأمين دعم للتعليم والصحة في فلسطين من أجل إحداث تغيير حقيقي هناك".
وأمس الاثنين، أعلن حزب الوسط عن ترشيح
الشاب عبد الله المرعي للانتخابات البرلمانية القادمة، المزمع إجراؤها في أواخر صيف
العام 2022، ليصبح بذلك "أول لاجئ فلسطيني سوري في السويد يخوض الانتخابات البرلمانية
السويدية".