الحرب والفقر يجبران
الطلاب الفلسطينيين بسوريا على ترك مدارسهم
الثلاثاء، 20 أيلول، 2016
دمشق -"القدس" دوت كوم- اجبر
عدد كبير من الطلاب اللاجئين الفلسطينيين في سورية على ترك مدارسهم بسبب الحرب والتهجير
وتزايد مستويات الفقر والبطالة وعدم القدرة على تأمين الطعام والصعوبة في إيجاد مكان
بديل للسكن.
وحسب وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين
"أونروا"، فإن الفقر تمكن من مجتمع اللاجئين الفلسطينيين، في ظل الشعور الدائم
بالخوف والغموض لمعرفة مصيرهم، خاصة أن ما يحصل من صراع في سورية أيقظ الذكريات القديمة
المؤلمة بأنهم لاجئون منذ عام 1948، وبأن وضعهم لم يحل على مدى سنوات طويلة.
ونوهت الوكالة في وقت سابق أن مغادرة الأساتذة
الكفوئين من سورية أثر سلباً على نوعية التعليم في مدارسها، وأجبرت الحرب المتواصلة
منذ سنوات مئات الآلاف إلى هجرة مخيماتهم بفعل الصراع الدائر في سورية واستهداف أحيائهم
ومدارسهم.
وأكدت أن بعض المخيمات غدت خاوية من أهلها
كمخيم اليرموك والسبينة ودرعا وحندرات، واضطروا إلى السكن في مراكز إيواء في بعض المدارس
أو استئجار منازل جديدة في دمشق وريفها.
ودفع هذا بأفراد العائلة إلى البحث عن عمل
لسد احتياجات الحياة بما فيهم الأطفال وترك أحلام المعرفة والتدرج التعليمي، وتحمل
كثير من الشباب الفلسطينيين الصغار عبء انقاذ عائلاتهم المنكوبة وتركوا مقاعدهم في
المدارس.
في حين هاجر أكثر من 150 ألف لاجئ فلسطيني
نحو دول الجوار والدول الأوروبية، وتنقل التقارير من دول الجوار السوري معاناة هؤلاء
اللاجئين على كافة المستويات، وأهمها التعليم وتكاليفه وظروف المعيشة الصعبة التي فرضتها
الهجرة.
وفي السياق، قالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي
سورية، إن تنظيم الدولة - داعش، منع فتح أبواب المدارس للطلبة في المخيم، وذلك في أول
أيام افتتاح المدارس في سورية.
وأضافت الأنباء أن التنظيم حصرها بمدرسة
واحدة للذكور قرب مسجد إبراهيم الخليل في حي العروبة جنوب المخيم، ومدرسة واحدة للإناث
في منطقة الحجر الأسود معقل التنظيم جنوب المخيم، وأقرَّ مناهج جديدة من إعداده.
في غضون ذلك، نظمت نساء مخيم اليرموك المحاصر،
وقفة احتجاجية في شارع المدارس، اعتراضاً على القرارات التي اتخذها تنظيم (داعش) والقاضية
بإغلاق المدارس في المخيم.
كما طالبن تنظيم الدولة بإعادة فتح المدارس،
واستكمال المسيرة التعليمية لأبناء المخيم حتى لا تضيع عليهم سنة دراسية.
وأشارت إلى أنه رغم الحصار المفروض عليهم
من قبل النظام السوري ومجموعاته الموالية لمخيم اليرموك والنكبات التي توالت عليهم
إلا أن ذلك لم يمنع من إيقاف التعليم واغلاق المدارس، وأنها المرة الأولى التي يتم
فيها اغلاق المدارس وفرض مناهج جديدة على الطلاب.
وفي ريف دمشق الغربي استهدفت قوات النظام
السوري محيط مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين والمزارع المحيطة به بأربعة براميل
متفجرة، مما أثار حالة من التوتر والخوف بين أبناء المخيم خوفاً من استهداف مخيمهم
الذي يتعرض دوماً للقصف بالبراميل المتفجرة وقذائف الهاون والمدفعية، مما أدى إلى سقوط
عدد كبير من الضحايا والجرحى من أبناء المخيم.
تجدر الإشارة إلى أن سكان مخيم خان الشيح
يعيشون أوضاعاً إنسانية مزرية بسبب استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في المزارع والمناطق
المحيطة به، علاوة على إغلاق جميع الطرقات الواصلة بالعاصمة دمشق.