"السفير": سريان الهدنة يبدأ
تدريجاً في مخيم اليرموك بسورية
طارق العبد: بدأ مخيم اليرموك قرب دمشق أخيراً يتنفس
الصعداء بعد سريان الهدنة تدريجاً في شوارعه وإدخال المساعدات الإنسانية لشعب ذاق
الأمرين على مدى سنة من الحصار.
عند مدخل المخيم ثمة عشرات الشاحنات تنتظر الدخول لتقديم
المساعدات الغذائية، وبعضها تلقى الضوء الأخضر بالفعل. لكنّ هناك تشديداً على
الحواجز التابعة للجيش أو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة، والتي
تزدحم بالعائلات، سواء تلك الخارجة أو التي تنتظر إذن الدخول لتفقد بيوتها بعد
إعلان بدء تطبيق الهدنة.
وردا على تأكيد العناصر أن المخيم بات منطقة آمنة ويمكن
للأهالي العودة إلى منازلهم وبدء إعادة الإعمار، يعلق رجل أربعيني قائلاً: قدر
الفلسطيني أن ينزح من مكان الى آخر، أو يعيد بناء بيته المهدم.
ويحدث كل هذا رغم استمرار إدخال المساعدات، بينما يقول
بعض من تمكن من المغادرة ان هناك حالات وفاة قد سجلت بسبب تناول الأكل بعد أشهر
طويلة من الجوع. ولعل الأخير هو القاتل الأكبر للسكان أكثر من القصف والاشتباكات
والأعمال العسكرية، حيث وثق ناشطون وفاة أكثر من 60 شخصاً بفعل الجوع.
مصادر وشهود عيان تحدثوا لـ"السفير" عن الوضع
الحالي في المخيم، حيث أسفرت سلسلة اجتماعات، عقدتها لجنة للمصالحة مع الفصائل
الفلسطينية، عن اتفاق يقضي بانسحاب المقاتلين من الشوارع تدريجاً، مقابل دخول
وحدات من الجيش، وتحديداً الهندسة لتفكيك الألغام وتأمين المناطق، وهو ما تم
بالفعل بالنسبة الى مدخل المخيم وحتى ساحة الريجة. أما شارع الثلاثين والجهة
الخلفية، إضافة الى مخيم فلسطين المجاور، فلا تزال تحت سيطرة المسلحين، بينما كانت
وجهة سائر المقاتلين إلى جزء من حي التضامن وكذلك القدم والحجر الأسود.
السفير، بيروت، 24/2/2014