السبت، 25 آذار،
2023
ها هو رمضان اخر
يمر على الفلسطينيين الذين يعيشون في المخيمات السورية، وسط ظروف تكاد هي الأسوأ
على الإطلاق من الناحية المعيشية منذ الأزمة السورية التي اندلعت قبل 12 عامًا،
وسط تدهور قيمة العملة المحلية، وارتفاع نسب الفقر.
وفي ظل الظروف
المعيشية الصعبة زاد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من فبراير
الماضي، والذي أدى لوفاة 67 فلسطينيًّا، لمآس لا توصف.
انهيار القدرة
الشرائية
يوجد في سوريا
ما يزيد على 13 مخيماً للاجئين الفلسطينيين، بعضها رسمي والآخر غير رسمي، ويقدر
عدد الفلسطينيين فيها بأكثر من نصف مليون نسمة، هجر منهم نحو 280 ألف لاجئ إلى
خارج الحدود.
وسط فقدان العملة السورية لقيمتها، مع
إنعدام القدرة الشرائية وارتفاع رهيب في الأسواق، أصبح رمضان هذا العام هو الأقسى
على الإطلاق، ما جعل اللاجئين الفلسطينيين وغيرهم يقاسون الأسعار المرتفعة.
ويضرب اللاجئ
الفلسطيني أبو أحمد مثالاً حول تكلفة طبق "شوربة العدس” وهو من الأطباق الأساسية
لديهم في المنزل على الموائد الرمضانية، باتت تكلفته أكثر من 10 آلاف ليرة سورية
"في حال توفرت مكوناته”.
ويوضح اللاجئ
الفلسطيني: إنّ سعر نصف كيلو العدس صار 5 الاف ليرة سورية، فيما يسجل البصل
ارتفاعاً غير مسبوقاً في سعره، وبلغ سعر الكيلو غرام الواحد نحو 6500 ليرة سورية،
وهو من المواد الأساسية التي تدخل في تكوين طبق الشوربة.
ويطالب الجهات
المعنية وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” بالتدخل
لوضع حد للتدهور الحاد في معيشتهم.
الحياة في سوريا
غير ممكنة
إحدى اللاجئات
المهجرات من مخيم اليرموك وتقطن حالياً بمنطقة ركن الدين في دمشق "أم علي شعبان”
أكدت، أنّ الحياة في سوريا غير ممكنة، دون تحويلات الأقارب المغتربين، أو مساعدة
الجمعيات الاغاثية ووكالة "الأونروا” التي دائما ما تتهم بالتقصير.
وأشارت اللاجئة
وهي ربة أسرة مكونة من 4 اشخاص، أنّ لولا تحويلات تأتيها من أشقائها المغتربين في
أوروبا، لما استطاعت توفير أدنى مقومات الصمود المعيشي، لافتةً إلى أنّ الأسرة
المكونة من 4 اشخاص كي تتدبر أكلها وشربها، تحتاج على الأقل لمبلغ مليون ونصف
المليون ليرة سوريّة.
تقديرات اللاجئة
الفلسطينية للمبلغ المطلوب لتأمين الحد الأدنى معيشياً، أدني بكثير مما حددته
دراسات حول متوسط المعيشة في سوريا، ما يشير إلى أنّ تحديد الأهالي لاحتياجاتهم
الغذائية متواضعة، نظراً لما تحتاجه متطلبات الاكتفاء.
ولمواجهة
التدهور المعيشي، لا يجد اللاجئون الفلسطينيون سوى المبادرات المحلية التعاضدية
التي توفر للعديد من الأسر الفقيرة بعض المتطلبات الرمضانية، فيما يبقى التعويل
الأكبر على المغتربين، سواء لدعم أقاربهم واسرهم بشكل مباشر، أو مشاركتهم في دعم
المبادرات المحليّة.
رمضان الخير
وأطلق لاجئون في
مخيم خان دنون مبادرة ” سلّة رمضان الخير” وتقوم على جمع كميّات من المواد
الغذائيّة المتنوعّة، وحث أبناء المخيّم على وضع كميّة قليلة مما عنده من مواد
وخضار لصالح المبادرة، بغية توزيعها على العائلات الفقيرة.
والمبادرة، هي
تقليد سنوي في المخيم بات معمولاً به منذ العام 2020، بعد ارتفاع معدلات الفقر
وسياسات رفع الأسعار، وما خلفته سياسات الاغلاق وتوقف الاعمال جراء جائحة "كورونا”
حينذاك. لتصبح مبادرة سنوية خصوصاً خلال شهر رمضان.
الناشط من أبناء
المخيم هادي حلاوة، حثّ أهالي المخيم على التفاعل مع المبادرة هذا العام، نظراً
لأهميتها في دعم العائلات.
وشددأن تنظيم
المبادرة يقوم على جهود فردية من قبل نشطاء في المخيم. وتقوم على جمع ما يمكن جمعه
يومياُ من خضار ومواد غذائية، لتوزيعها على العائلات واعالتهم لتأمين ما يمكن تأمينه
على موائدهم خلال شهر رمضان.
وكانت وكالة غوث
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا قد خذلت الفلسطينيين في سوريا، قبل حلول شهر
رمضان، حين أغلقت إمكانية تحقيق مطالبهم في توفير دعم مالي وغذائي شهري، يتصدى
للحالة المعيشية المتدهورة في البلاد.
وبلغت فيه نسب
الفقر في صفوف الفلسطينيين في سوريا عتبة 90 % حسبما أشار المفوض العام للوكالة
فيليب لازاريني في تصريحات سابقة، وهو ما يزيد الطلب على الإغاثة. في وقت لا تغطي
مداخيل معظم اللاجئين الفلسطينيين، المعيار الدولي للفقر المطلق.