القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 27 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

الفلسطينيون في ريف دمشق على أعتاب «تغريبة» جديدة بعد أن طالهم التهجير القسري

الفلسطينيون في ريف دمشق على أعتاب «تغريبة» جديدة بعد أن طالهم التهجير القسري

الجمعة، 18 تشرين الثاني، 2016

تحاصر قوات النظام السوري لليوم الـ48، عشرة آلاف مدني من فلسطينيي سوريا في مخيم خان الشيح بريف دمشق، بهدف تقطيع أوصال المخيم الخارجية، حيث شن النظام غارات جوية وألقى براميله المتفجرة عليه، بينما يتولى حليفه الروسي استخدام الأسلحة المحرمة دولياً من نابالم حارق وغيره.

في الوقت الذي لم تلق معاناة المخيم وأهله أي ردة فعل دولية تنهي هذه المأساة، فيما بدأت ملامح شبح التهجير تظهر تدريجياً، لتعيد للذاكرة التغريبة الفلسطينية من فلسطين على يد الكيان الصهيوني.

ويقول الناشط الإعلامي في الغوطة الغربية محمود إسماعيل: إن الطائرات الروسية استخدمت يوم السبت سلاح النابالم الحارق «المحرم دولياً» على المزارع المحيطة بمخيم اللاجئين منفذة أربع غارات جوية، في حين يستمر سلاح جو النظام في ضرب أهدافاً في المخيم، الذي يخلو من أي تشكيل عسكري معارض.

وبين إسماعيل، لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه أن جوانب الحياة المعيشية والتعليمية والطبية في المخيم أصيبت بشلل شبه تام، وهنالك شح في المواد الغذائية وارتفاع كبير في أسعارها، في حين لا تتوانى مدافع الأسد عن استهداف أي شخص يقترب نحو الشوارع الرئيسية، التي كانت قبل الحصار طريقاً للأهالي نحو بقية مناطق الريف الدمشقي.

وأشارت «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا»، عبر موقعها الرسمي، إلى أن ما يتعرض له المخيم يأتي في ظل أوضاع معيشية وصحية غاية في السوء، وذلك بسبب القصف المكثف الذي يستهدف المخيم من جهة، وقيام حواجز قوات النظام بإغلاق جميع الطرقات الواصلة بين المخيم ومركز العاصمة دمشق، الأمر الذي أدى إلى نفاد معظم المواد الطبية والغذائية من داخل المخيم.

وقال المدير التنفيذي لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أحمد حسين لـ «القدس العربي» خلال اتصال هاتفي: شيئاً فشيئاً يتأكد لنا كمراقبين أن شبح التهجير بات أقرب مما مضى، وسياسة النظام والروس لتحقيق هذا الهدف باتت جليّا، من خلال التصعيد الأخير الذي بدأ منذ حزيران/يونيو الفائت.

وأضاف حسين أن الروس والنظام ضربوا جميع مناحي الحياة في المخيم بلا مبرر، من القيادات المجتمعية وانتهاء بالمنازل والمرافق العامة من مدارس ومراكز صحية ومساجد، كان آخرها جامع الهدى الذي قُصف فجر يوم الأحد، ما تسبب بهدم أجزاء كبيرة ومقتل الشيخ حسين هندي ورجل مسن، في جريمة تختزل مسعى النظام للاغتيال المادي والمعنوي لرمزية المكان وأشخاصه، في عمل أقرب منه للانتقام منه لإعادة ضم مناطق تقع خارج سيطرته.

وأضاف المصدر، لدينا خشية كبيرة على حياة المدنيين في المخيم، فهم محاصرون منذ 48 يوماً، وهناك شح كبير في المواد والكوادر الطبية، والأيام الأخيرة شهدت حالات بتر أطراف وحالات وفاة لأسباب يمكن تلافيها، ولكن نقص الرعاية الطبية حال دون ذلك.

كما دعا المدير التنفيذي لمجموعة العمل، كلاً من النظام السوري وروسيا لـ»احترام مدنية المخيم وخصوصيته كمجتمع فلسطيني تعترف به الأمم المتحدة، مطالباً بفك الحصار عنه والسماح له بحرية الحركة وإدخال الإغاثة العاجلة، وإلا فنحن على بعد أسابيع من مخيم يرموك جديد ومضايا جديدة».

وقدم مخيم اللاجئين الفلسطينيين الواقع في خان الشيح بريف دمشق، 193 ضحية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، فيما قصد الدول الأوروبية زهاء 79 ألف لاجئ فلسطيني من المدن السورية كافة بعد عام 2011، أما سجون نظام الأسد فتحوي ألفاً ونيفاً من اللاجئين الفلسطينيين المعتقلين وبعضهم مضى على اعتقاله خمسة أعوام، فيما تم التعرف من قبل الأهالي على 77 معتقلاً من خلال الصور المسربة من سجون النظام، حسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.

المصدر: القدس العربي