القدس العربي: المئات من فلسطينيي سورية يتكدسون
في مراكز احتجاز في مصر
الإسكندرية – رويترز- ماجي فيك - عبد الرحمن يوسف: بعد أن نجت الأسرة من
القصف في دمشق ومن الرصاص في البحر انتهى مآل توأمتين فلسطينيتين تبلغان من العمر
14 شهرا بين مئات الفلسطينيين المحتجزين في مراكز شرطة بمصر دون أن تلوح في الأفق
نهاية لمعاناتهم.
وتقول الأمم المتحدة إن الحكومة المصرية رفضت السماح لها بتسجيل
الفلسطينيين القادمين من سورية على أنهم لاجئون ومنحهم البطاقة الصفراء التي تسمح
لهم بالعيش في مصر. ونتيجة لذلك احتجز مئات منهم في مراكز الشرطة.. فما من مكان
آخر يمكنهم الذهاب إليه.
تقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن أفراد الأسرة الفلسطينية لو كانوا يحملون
الجنسية السورية لسمح لهم بمغادرة مصر فور اعتقالهم والتوجه إلى مخيمات اللاجئين
في دول أخرى بالمنطقة. وبما أن هذا ليس هو الحال لم يكن أمامهم سوى البقاء في مركز
شرطة لأجل غير مسمى.
كذلك لن تقبل تركيا ولا الأردن بلاجئين فلسطينيين من سورية ولن يسمح لهم
لبنان بدخول أراضيه إلا لمدة 48 ساعة فقط.
قالت تمارا الرفاعي من منظمة هيومن رايتس ووتش ‘الأكثر إيلاما أن هؤلاء
النازحين أودعوا السجن بعدما لجأوا إلى أشد الحلول يأسا وهو ركوب أحد قوارب الموت
هذه. حقيقة أنهم مستعدون للمجازفة ومعهم أطفال لا تتعدى أعمار بعضهم شهرا واحدا
تظهر مدى إحباطهم’.
ويحصل هؤلاء على وجبة واحدة يوميا من إحدى جماعات الإغاثة ويقطع كثيرون
الوقت بالصلاة بينما يتردد صدى بكاء الأطفال عبر الغرف.
وهناك ما يتراوح بين خمسة وستة آلاف فلسطيني من بين نحو 300 ألف شخص فروا
من سورية إلى مصر.
الغالبية العظمى من هؤلاء لم تطأ أقدامهم الأراضي الفلسطينية ويعتبرون
سورية وطنهم الوحيد. لكن مصر ترفض السماح للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين بمعاملتهم معاملة اللاجئين الآخرين الفارين من سورية.
قال تيدي ليبوسكي المتحدث باسم المفوضية في القاهرة ‘ترى الحكومة المصرية
أن الفلسطينيين لا يقعون في نطاق تفويض المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين… لذا لا تتمكن المفوضية من تقديم العون للاجئين الفلسطينيين في مصر أو
الدفاع عنهم بشكل فعال’. وتقول السلطات المصرية إن الفلسطينيين المحتجزين في مراكز
الشرطة انتهكوا قواعد الهجرة.
القدس العربي، لندن، 21/11/2013