القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 25 كانون الأول 2024

فلسطينيو سورية

"اللاجئ الفلسطيني من سورية وظلم ذوي القربى"‎

"اللاجئ الفلسطيني من سورية وظلم ذوي القربى"

مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية - أيلول 2013

مقدمة

"اللاجئ الفلسطيني من سورية وظلم ذوي القربى"، مقال يسلط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين السوريين عند الحدود السورية اللبنانية وما يتعرضون له من معاملة سيئة ومزاجية من قبل عناصر الأمن اللبناني.

اللاجئ الفلسطيني من سورية الثائر المناضل المجاهد الإنسان لا يمكننا اليوم أن نصفه كما وصفه طوقان يوم قال بهذا الصنف من الناس (...هو بالباب واقف والردى منه خائف) إلا أننا نستطيع القول هو على الحدود واقف والعرب منه خائف... عشرات العائلات الفلسطينية الفارة من جحيم الأزمة في سورية وقفت ولا يزال منها من يقف على الحدود السورية اللبنانية ينتظر الدخول بلا فائدة أو أمل, إن لم تمتلك تلك العائلات الأدوات اللازمة للعبور !

نعم لقد تعددت متطلبات الدخول إلى لبنان في ظل الإجراءات التي تمارسها إدارة الأمن العام اللبناني على نقطة المصنع عند الحدود، فلم تعد تكتفي بالأوراق الثبوتية الواجب اصطحابها من قبل المسافرين "من الفلسطينيين" للدخول بدءً من تصريح وزارة الداخلية السورية وانتهاءا ً بعقد الإيجار في لبنان أو وجود الكفيل من الأقارب هناك، إنما أصبحت مزاجية الموظف والقناعة المتولدة لديه للدخول هي المعيار الحاكم والأساسي بالإضافة إلى المعايير الأخرى كالواسطة والمعرفة من قبل أشخاص وشرائح معينة من شرائح المجتمع اللبناني أو قيمة المبلغ المدفوع فقد تراوحت تسعيرة الدخول للشخص الواحد ما بين 50 و300 دولار أمريكي، أو قدرة الشخص على الإقناع وعرض حجته واختلاق الأكاذيب أو ما يملكه من مهارات تواصل أو حسن المظهر الخارجي والأناقة التي يتمتع بها طالب الدخول وغيرها.

إن تطبيق هذه المعايير كما يبدو يتم في ظل رضا أو اتفاق ضمني وغير معلن بين الأطراف المسؤولة عن دخول اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان، بدليل أنه لا يوجد قرار رسمي بمنع الدخول الطبيعي للفلسطيني المستكمل للشروط المنصوص عليها أصولاً، بالمقابل ما كان للموظف الاجتراء على التعامل مع الوافدين بطرق خارجة عن أصول البروتوكول المعمول به عند مداخل ومخارج البلاد لولا حصوله على الضوء الأخضر ممن يليه في الترتيب الوظيفي، حتى أنه لم يعد يأبه للحشود المجتمعة في طوابير الانتظار فأخذ بتوجيه الشتائم والسباب والضرب دون التفريق بين رجل كبير أو امرأة أو شاب, فقد أفاد شهود عيان حدوث حالات ضرب للنساء أمام أزواجهن وضرب الرجال أمام زوجاتهم وأبنائهم.

فأي درجة من الانحدار وصل إليها أولئك الفاعلون؟ وما هو المطلوب من الفلسطيني حتى يحظى بالاحترام وهل من غير المسموح للفلسطيني المقيم في سورية أن يخاف على نفسه أو عرضه أو ماله ليخرج بهم من موت محقق أصبح يطارده حيث كان؟؟

بالتالي لقد استطاعت ثلة من الفلسطينيين الذين خرجوا من سورية إلى لبنان من الذين أنعم الله عليهم بأن تمكنوا من إقناع الذين على الحدود سواء بحججهم أو أموالهم أو وساطاتهم، إلا أن السواد الأعظم من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من المخيمات التي تشهد صراعات مشتعلة بين أطراف الصراع الدائر في سورية، لا يحسنون صنعاً عند نقطة المصنع أي لا يملكون المال لتقديمه كرشوة أو لا يجيدون مهارات التواصل أو ليس لديهم ملكة الإقناع، فهل يستمرون في الوقوف منتظرين هبة السماح بالدخول الذي يستغرق أياما ً قد تأتي بها أو لا تأتي؟؟ أم يرجعون من حيث أتوا لمواجهة ما ينتظرهم هناك من أحداث عاصفة تفتك بالشجر والبشر والحجر.

إلا أن السؤال الأهم والأكثر إلحاحا ً من ذلك أين المرجعيات الدولية والوطنية والقومية للشعب الفلسطيني؟ فأين الأونروا بصفتها الرسمية كشاهد على جريمة اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه عام 1948 والمسؤولة عنه إلى أن تتحقق عودته إلى دياره التي أخرج منها؟ أين حركات المقاومة وفصائل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية التي تدعي تمثيل الشعب الفلسطيني وقيادته؟ أين جامعة الدول العربية التي أُقر في أروقتها برتوكول الدار البيضاء الذي ينظم الوجود الفلسطيني في الدول العربية ويضمن لهم حق التنقل والإقامة والعمل ؟ وأخيراً أين لبنان من اتفاقيات حقوق الإنسان التي هو طرف فيها؟ لقد ذُبح الشعب الفلسطيني وما يزال على يد العدو الصهيوني إلا أن هذا لم يعيبه ويثنيه لأنه يدرك أن معركة التحرير بحاجة إلى التضحيات، أما اليوم فهو يذبح برصاص إخوانه العرب وقراراتهم الجائرة التي كسرت ظهره وجعلته يجوب على أبواب السفارات الغربية علها تستوعب ما عجز العرب عن استيعابه، لضمان إنسانيته وكرامته المهدورة على حدود ومطارات الدول العربية.