اللاجئون يصابون بالإحباط.. (م.
ت. ف) تفشل برفع الحصار عن "اليرموك"
غادر وفد منظمة التحرير
الفلسطينية العاصمة السورية دمشق "خالي الوفاض"، دون تمكنه من رفع
الحصار المفروض على مخيم اليرموك للاجئين لليوم الـ124 على التوالي من قبل النظام
السوري.
وأصيب اللاجئون المتبقون في
المخيم بالإحباط إثر فشل الوفد في مهمته، واتخاذ أي إجراءات تذكر للتخفيف من
معاناتهم، وإدخال الأغذية والمواد الطبية اللازمة، وتحييد المخيم عن أي اقتتال بين
النظام والجهات المعارضة.
وقال منسق مجموعة العمل من أجل
فلسطينيي سوريا طارق حمود: إن وفد منظمة التحرير فشل في مهامه بسبب تعنت النظام
السوري، ومجموعات الجبهة الشعبية- القيادة العامة، ومراوغتهما في تحقيق مطلب رفع
الحصار عن المخيم.
مبادرة سابقة.
وأوضح حمود
لـ"فلسطين"، أن الوفد بنى رؤيته على أساس مبادرة سابقة قامت بها
الفعاليات الأهلية والوطنية في المخيم كانت تتفاوض فيها مع النظام السوري، لحل
مشكلة "اليرموك" وحصاره، غير أنه لم يحقق أيا من بنودها مطلقا.
وبيّن أن الوفد خرج من سوريا رغم
مكوثه عدة أيام فيها، وأعلن أكثر من مرة أن الحصار سيرفع فعليًا، بعد وعود النظام
السوري والقيادة العامة له، مشيراً إلى الوفد تعامل مع هذه الوعود على أنها حقائق
مؤكدة وأنها قيد التنفيذ.
وشدد على أن الحصار ما زال
مفروضا رغم كل هذه الوعود، فيما أن الوفد عليه أن يضع الرأي العام الفلسطيني
والعربي أمام حقيقة الجهة التي أفشلت مهامه، وعدم التغطية عليها، لافتا إلى أن
أهالي المخيم أصيبوا بإحباط كبير.
ولفت النظر إلى أن الإحباط والخذلان
أصاب اللاجئين المتبقين في المخيم، وأن شعورا لديهم بأن القيادة الفلسطينية تخلت
عنهم، ولم تتعامل مع قضيتهم بضغط وعمل حقيقي، وقد كان لديهم شواهد بأنها تستطيع
القيام بذلك ولاسيما بعد توسطها في قضية إطلاق سراح المعتقلين قبل عدة أسابيع.
ونظم سكان مخيم اليرموك مسيرة
حاشدة أول أمس، طالبوا فيها بتحييد المخيمات الفلسطينية عن الصراع الدائر في سوريا
خاصة مخيمهم، وتطبيق مبادرة منظمة التحرير، وفك الحصار الخانق الذي يفرضه الجيش
النظامي على مداخل ومخارج المخيم، والذي منع بموجبه إدخال المواد الغذائية
والأدوية والدقيق.
ولا يزال ما بين 20 و25 ألف
فلسطيني لاجئ يقيمون في المخيم حاليًا، من أصل نحو 170 ألفًا كانوا يقطنونه قبل
بدء النزاع منتصف شهر مارس/ آذار عام 2011، فيما هاجر قسم منهم داخل سورية، وقسم
كبير خارجها.
محمود الحنفي مدير مؤسسة شاهد
المختصة بشأن اللاجئين، قال بدوره: إن فشل الوفد في تحقيق النتائج المرجوة في
إزاحة الحصار المفروض على اللاجئين في مخيم اليرموك، "أوجد حالة من الإحباط
لجميع المتابعين والمعنيين بشكل خاص من أهالي المخيم".
احتياجات إنسانية
وشدد الحنفي
لـ"فلسطين"، أن المخيم بحاجة ماسة إلى رفع الحصار، وإدخال المساعدات
الإنسانية والطبية إليه، عوضا عن رجوع الأهالي المهجرين منه، مشيراً إلى أن المخيم
من أكثر المخيمات التي عانت في سوريا من الحصار والاستهداف.
وأبدى اعتقاده بأن فشل الوفد
يعود إلى عدم مراعاته للظروف السياسية، والتقائه بطرفي النزاع، وعدم الاكتفاء
بالتقاء النظام فقط وممثليه، عوضا عن ضرورة تواصله مع أطراف دولية وعربية على
اعتبار أن الأزمة السورية ليس محلية فقط.
وذكر أن وفد المنظمة غفل التواصل
مع فصائل فلسطينية لحل الأزمة، ولم يضع من جهة أخرى يده على حقيقة من أفشل مهامها
ولم ينفذ أيا من بنود المبادرة المطروحة، مشددا على أن هذا الفشل يجب أن لا يثني
الجهود الفلسطينية لحل مشكلة اللاجئين في سورية.
وتتعرض المخيمات للاجئين
الفلسطينيين في سورية، منذ بدء الأحداث السورية، لعمليات عسكرية مختلفة، على خلفية
الصراع الدائر بين النظام والمعارضة، ما تسبب في سقوط مئات الضحايا من سكانها،
فضلا عن عمليات نزوح كبيرة.
فلسطين أون لاين