"اليرموك مخيم للموت".. فلسطينيون بين
مطرقة المسلحين وسندان الأسد
السبت، 28 نيسان، 2018
حذرت الأمم المتحدة من أن أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين
في سوريا "تحول إلى مخيم موت" مع مضي قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد
قدمًا في هجومها على مسلحين من فصائل المعارضة السورية ومقاتلي تنظيم داعش الإرهابي
الذين يسيطرون على المنطقة.
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن
مخيم اليرموك في جنوب دمشق شهد أسبوعًا من القتال العنيف مع محاولة قوات النظام السوري
والمليشيات الحليفة معها سحق آخر مناطق يسيطر عليها المسلحون في العاصمة السورية.
وهرب أكثر من 5 آلاف مدني من المنطقة نتيجة لعمليات
القصف الكثيفة، فيما ينام معظم المدنيين، سواء كانوا لاجئين فلسطينيين أو سوريين، في
الشوارع بعد نزوحهم من منازلهم.
وقال المتحدث الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين (أونروا) كريستوفر غانيس، إن "اليرموك" مخيم للاجئين تم تحويله
إلى "مخيم موت"، وأنه شهد أسبوعًا من القتال الضاري.
وأضاف: "الأمور أصبحت وحشية بشكل لا يمكن تصوره
بالنسبة للمدنيين هناك".
وأوضحت (أونروا) أن آلاف المنازل تعرضت للدمار خلال
القتال على مدار الأسبوع الماضي، ولا يوجد مياه بالمنطقة، وآخر مستشفى عامل أصبح خارج
الخدمة بفعل القصف.
يشار إلى أنه قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية
عام 2011، كان اليرموك موطنًا لحوالي 160 ألف لاجئ فلسطيني، كما يعيش هناك أيضًا
100 ألف سوري.
بداية القتال
اندلع القتال في المخيم عام 2013 مع اتخاذ بعض الفصائل
الفلسطينية جانب النظام السوري واتخاذ الآخرين جانب المعارضة، ووضع جيش النظام المخيم
والمنطقة المحيطة رهن الحصار.
ودخل مقاتلون من تنظيم داعش المنطقة عام 2015، مما
جعل السكان واقعين تحت حكم مشابه للموجود في الرقة التي كان يسيطر عليها داعش واتخذها
عاصمة لخلافته المزعومة قبل تحريرها والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي.
وكانت قوات النظام السوري راغبة في استئصال قوات
المعارضة داخل مخيم اليرموك، بعد تمكنها من السيطرة على الغوطة الشرقية الشهر الماضي،
حيث حولت قوات النظام تركيزها إلى اليرموك والمناطق المحيطة.
وتقصلت أعداد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك
من حوالي 160 ألفًا عام 2011 إلى 6 آلاف فقط الشهر الماضي، طبقًا لتقديرات الأمم المتحدة،
وربما أصبح العدد الآن أقل من 1000 شخص مع هروب الناس من قتال الأسبوع الماضي.
وقتل العشرات من اللاجئين الفلسطينيين والمدنيين
السوريين خلال القتال الأخير، وطالبت أونروا بممرات آمنة للمدنيين وتمكين مجموعات المساعدات
الإنسانية من الوصول إليهم.
وذكرت أونروا أنها تحتاج 235 مليون دولار هذا العام؛
من أجل توفير خدمات للاجئين الفلسطينيين الذين لايزالون موجودين في سوريا وللذين هربوا.