الأربعاء، 29 تموز، 2020
شارك مئات من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين
من سوريا إلى لبنان، في اعتصام صباح الثلاثاء 28 تموز أمام السفارة السويدية في بيروت،
لمطالبة السويد باستقبال طلبات اللجوء الخاصة بفلسطينيي سوريا بشكل مباشر.
وجاء الاعتصام بدعوة وتنظيم من "رابطة
اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان" إثر إعلان مصلحة الهجرة السويديّة
قبل أيّام، البدء باستقبال حصّتها من اللاجئين، بموجب "نظام الحصّة" وتشمل
لاجئين قادمين من تركيا ولبنان والأردن، إضافة إلى لاجئين سوريين وفلسطينيين من حملة
وثائق السفر السوريّة، وذلك بعد استقبال طلباتهم عبر المفوضيّة الأممية الساميّة لشؤون
اللاجئين "UNHCR".
وحول الاعتصام، قال مسؤول الرابطة في لبنان
طالب حسن لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّه جاء لمطالبة السويد، بفتح
باب القبول للاجئين الفلسطينيين بشكل مباشر، وتجاوز شرط تلقي الطلبات عبر مفوضيّة شؤون
اللاجئين، وذلك لاستحالة تسجيل اللاجئين الفلسطينيين ضمن المفوضيّة، لأنّهم يقعون تحت
ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وأوضح حسن، أنّ اللاجئين الفلسطينين المهجّرين
من سوريا، يحرمون من تقديم طلبات اللجوء لدى أي دولة تعلن استعدادها لاستقبالهم ضمن
حصّتها، وذلك لأنّ شرط التسجيل عبر المفوضيّة يحول دون ذلك، والمفوضيّة بدورها لا توضّح
ذلك للدولة التي تعلن عن استعدادها لاستقبال فلسطينيين حسبما أضاف.
وقدّمت الرابطة خلال الاعتصام، شرحاً مكتوباً
للمندوب الدبلوماسي السويدي الذي قابلهم، أوضحوا فيه، عدم تمكّن اللاجئين الفلسطينيين
المهجّرين من سوريا إلى لبنان، من الاستفادة من التقديم للهجرة، لعدم إدراجهم ضمن المفوضيّة،
كما قدّموا له ردّاً سابقاً كانوا قد تلقّوه من المفوضيّة بأنّهم خارج صلاحيات عملها،
إضافة إلى ردّ من قبل " أونروا" يفيد بعجزها عن تلبيّة مطلبهم باللجوء الإنساني.
انعدام أمل العودة إلى سوريا
كما لفت حسن، إلى أنّ ضبابية الصورة حول
مستقبل اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، بات يدفع إلى طلب الهجرة،
نظراً لانعدام أمل العودة إلى سوريا لدى اللاجئين المهجّرين على المدى المنظور، بسبب
تدمير بيوتهم، ولكون الكثير منهم مطلوبين للخدمة العسكريّة عدا عن المناخ الأمني العام
الذي راح ضحيّته مئات المعتقلين والضحايا الفلسطينيين.
وأشار، إلى أنّ الحالة العامة لدى اللاجئين
الفلسطينيين السوريين في لبنان، تتجه لاعتبار الهجرة هي الخيار الأمثل، "فالجميع
يريد العيش في دول تحترم إنسانيّتنا وكرامتنا إلى حين العودة إلى فلسطين" حسبما
قال.
ورفع المشاركون في الاعتصام، الذين قدموا
إلى المكان على نفقتهم الخاصّة حسبما أكدّوا، يافطات تروي ما حلّ في مخيّمات اللاجئين
الفلسطينيين في سوريا، من تدمير للمنازل وتهجير للأهالي واستحالة إمكانيّة العودة القريبة.
ويعيش في لبنان، نحو 27 الف لاجئ فلسطيني
مهجّر من سوريا، يقع 89% منهم تحت خط في فقر، في حين يعتمد 80% منهم على المعونات المالية،
فيما يفتقد 55% منهم إلى مستندات إقامة قانونية صالحة وفق تقرير النداء الطارئ الصادر
عن وكالة " اونروا" للعام 2020.
وكانت الوكالة قد توقعت في تقريرها، أن
يؤثر التدهور الاقتصادي الذي يشهده لبنان، على قدرة اللاجئين الفلسطينيين القادمين
من سوريا، على الصمود والتحمل، في حين شخصّت حالهم بـ"الشريحة الأكثر تهميشاً
في المنطقة".