دعا للإسراع باتخاذ الخطوات المانعة لانهياره
باحث: الأزمة السورية تفكك مجتمع اللاجئين
الفلسطينيين
الإثنين، 31 آب،
2015
قال الباحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين إبراهيم
العلي، إن القصف والاشتباكات والقنص والحصار وغيرها من المفردات الشائعة زمن الحروب،
أصبحت صفات تنطبق على المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية.
وأضاف الباحث في مقالة له، أن هذه الصفات نتيجة مباشرة
لما يحصل في سورية منذ مارس آذار 2011 ولغاية هذه اللحظات من أغسطس آب 2015 بوتيرة
متصاعدة، ولا يستطيع عاقل أن يتنبأ نهايتها نظرًا للتعقيدات التي تشهدها المنطقة عمومًا.
وذكر في مقالته التي نشرتها مجموعة العمل من أجل
فلسطينيي سورية، إن العوامل السابقة ساعدت على تفكيك النسيج الاجتماعي للاجئين الفلسطينيين
في سورية والتي اخذت العديد من المظاهر السلبية ذات العوائد الكارثية على مجتمعاتهم.
وأكد أن عائلات اللاجئين بدأت بالنزوح الداخلي المتكرر
لحوالي 270 ألف لاجئ فلسطيني ولجوء أكثر من 100 ألف لاجئ فلسطيني إلى مناطق مختلفة
خارج سورية.
فعلى الصعيد الداخلي السوري-يقول الباحث- توزعت العائلة
الواحدة على أكثر من مكان وجهة وتقطعت الأوصال بين أفرادها على كل المستويات الأب والأم
في جهة والأولاد والأحفاد في جهة.
وكذلك انقسام العائلة نفسها بين مؤيد يقف على الحاجز
جنبًا إلى جنب مع الجيش السوري ومعارض يحمل السلاح على جبهات مختلفة في صفوف المعارضة
المسلحة السورية ولكل منهما مبراراته ودوافعه وقناعاته .
كما قال "لقد ولدت حالة الاصطفاف الذي شهدها
المجتمع الفلسطيني في سورية وما تبعها من سقوط للضحايا ببنادق العناصر الفلسطينية المؤيدة
للنظام للسوري أو المعارضة له ممن حملوا السلاح في سياق الأحداث الجارية جروحًا غائرة
وندبات واضحة لدى الشارع الفلسطيني".
وشدد على أن هذه الأحداث ستبقى عامل توتير وتعكير
للأجواء لفترات طويلة، إن لم تتجه الأوساط الفلسطينية إلى اتخاذ خطوات حقيقية في رأب
الصدع وتحييد المخيمات والتحضير لمصالحات مجتمعية عاجلة في أول فرصة سانحة.
ودعا إلى إعادة تصويب البوصلة إلى الاتجاه الصحيح
بما يخدم المشروع الوطني التحرري، وإفشال كل المخططات الهادفة إلى شرذمة المجتمع الفلسطيني
وشطب قضية اللاجئين.
أما على صعيد اللجوء الخارجي لفلسطينيي سورية، فيؤكد
الباحث أن قرابة الـ 100 ألف لاجئ فلسطينيي أصبحوا خارج سورية في أوضاع مقلقة وعرضة
للابتزاز والاستقطاب تفصلهم عن ذويهم الحدود تارة، والقوانيين تارة، وعدم القدرة على
التواصل واللقاء تارةً أخرى رغم قصر المسافات أحيانًا.
ونوه العلي إلى أن الكيان الإسرائيلي سعى منذ قيامه
إلى تذويب قضية اللاجئين وسلك في هذا السبيل كل الطرق من قتل وتدمير وتهجير، وكذلك
قدم العالم المتحضر العشرات من مشاريع التوطين التي أخذت لبوساً مختلفاً لذات المضمون،
إلا أنها فشلت في زعزعة إيمان اللاجئ الفلسطيني بحقه في أرضه والعودة إليها رغم مرور
أكثر من 67 عاما على النكبة الفلسطينية.
بالمقابل، فإن المناخ الذي تشهده سورية والأقطار
العربية التي تشهد لجوءًا فلسطينيًا وما يترافق معه من ضغط وتضييق على اللاجئين الفلسطينيين
والسلوك الحالي للراعي الرسمي الفلسطيني تجاه فلسطينيي سورية ينبئ بالتدمير شبه الكامل
للوجود الفلسطيني هناك وينذر ببدء حالة الذوبان والتلاشي التي حلم بها.
وأفاد أن "العدو على تحقيقها طوال سنوات الصراع
المنصرمة، ويشكل بيئة حاضنة وخصبة للقبول بتلك المشاريع، ويحدث تبدلاً خطيرًا في الوعي
الجمعي لدى اللاجئين".
واختتم الباحث مقالته بالقول "إن حسن قراءة
المشهد الحالي وفهمه وإدراكه من قِبَل صانع القرار الفلسطيني- الذي يضع قضية اللاجئين
على رأس أولويات سياسته- لتلك للدوافع، تفرض عليه الإسراع في اتخاذ الخطوات المانعة
لانهيار مجتمع اللاجئين، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لإعادة الثقة المفقودة بينهما بعدما
ترسخت لديه القناعات بالتخلي التام عنهم من قبل الراعي الرسمي لقضيتهم وانحسار اهتماماته
في الداخل الفلسطيني فقط.
المصدر: وكالة صفا