
الأربعاء، 25
حزيران، 2025
دقّت منظمات
فلسطينية ناقوس الخطر محذرة من تداعيات إنسانية ومعيشية وخيمة بسبب استمرار تأخر
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في صرف المساعدات النقدية
الشهرية المخصصة للاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا والمقيمين في لبنان.
وتعتمد آلاف العائلات بشكل شبه كلي على هذه المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
تأخير
"مجحف" يفاقم المعاناة
أعربت كل من
"مبادرة فلسطينيي سوريا للرقابة الشعبية – مرصد" و"مجموعة العمل من
أجل فلسطينيي سوريا" عن قلقهما البالغ إزاء الوضع. واستنكرت "مبادرة
الرقابة الشعبية" إعلان "الأونروا" بأن الدفعة القادمة من
المساعدات لن يتم صرفها إلا في أوائل أغسطس، مشيرة إلى أن الفلسطينيين السوريين في
لبنان لم يتلقوا سوى دفعتين فقط منذ بداية عام 2025.
ووصفت
المبادرة هذا التأخير بـ"المجحف"، مؤكدة تلقيها بلاغات من لاجئين يعبرون
عن استيائهم الشديد، موثقين تأثير هذا التأخير على قدرتهم على دفع الإيجارات وشراء
الأدوية والغذاء.
مخاوف من
"العودة القسرية" وانهيار الثقة
أشارت
المنظمتان إلى أن هذا النمط من التأخير، في ظل غياب أي توضيحات رسمية من الوكالة،
يثير مخاوف جدية بشأن استخدام المساعدات كأداة ضغط لدفع اللاجئين إلى "عودة
قسرية" إلى سوريا. يأتي ذلك رغم التقارير الدولية، بما فيها تقارير الأمم
المتحدة، التي تؤكد أن الظروف في سوريا لا تزال غير آمنة وغير مهيأة لعودة طوعية
وكريمة.
وأكدت
"مبادرة الرقابة الشعبية" أن السبب الرئيسي وراء بقاء آلاف اللاجئين في
لبنان هو الدمار الواسع الذي طال مخيماتهم في سوريا، وغياب أي خطة لإعادة الإعمار
أو إعادة التأهيل، متسائلة: "إلى أين يطلب من اللاجئ أن يعود؟"
دعوات
للشفافية والدعم العاجل
شددت
المنظمتان على أن المساعدات النقدية هي "حق إنساني لا منّة"، وطالبتا
"الأونروا" بوضع جدول موحد وشفاف لصرف المستحقات، مع ضرورة تقديم تفسير
رسمي وعاجل لأسباب هذا التأخير، وصرف المتأخرات فورًا. كما دعت "مبادرة
الرقابة الشعبية" إلى عقد لقاء مباشر بين إدارة الوكالة وممثلي اللاجئين
والمبادرات المجتمعية لتعزيز الشفافية.
من جانبها،
أكدت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أن "الأونروا" لم
تصرف بعد مساعدات شهري مايو ويونيو، رغم صرف دفعات فقط عن الأشهر الأربعة الأولى
من العام. وحذرت المجموعة من أن هذا الواقع "يهدد بشكل مباشر سبل عيش آلاف
العائلات"، داعية الوكالة إلى تقديم توضيح رسمي وشفاف حول مصير الأشهر
المفقودة، وجدولة فورية لصرفها، مؤكدة أن "اللاجئين لا يستطيعون الانتظار
أكثر، فحياتهم معلقة بهذه المساعدات".
ختامًا، أكدت
كلتا المنظمتين أن استمرار هذا الوضع سيعمق فقدان الثقة بالوكالة ويزيد من التدهور
الإنساني، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وتوفير دعم عاجل ومستقل
لفلسطينيي سوريا في لبنان.