تلكؤ في إعادة إعمار مخيم اليرموك بعد عامٍ من استعادته
الأربعاء، 22 أيار، 2019
أكدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا وجود تلكؤ
في إعادة إعمار مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بعد عام كامل من سيطرة النظام السوري
على المخيم، مشيرة إلى أنه وفي ظل هذا التلكؤ وما يحدث بالمخيم فإن عودة اللاجئين إليه
مستحيلة.
وقالت المجموعة على صفحتها الرسمية عبر "فيسبوك"،
إن عامًا كاملًا مرّ على سيطرة النظام السوري على مخيم اليرموك والتي أعلن عقب دخوله
إليه سيطرته على كامل جنوب دمشق، بعد العملية العسكرية التي شنها يوم 19 أبريل
2018 على اليرموك ومناطق جنوب دمشق لطرد تنظيم داعش وإعادة السيطرة عليه، مما أسفر
عن إلحاق دمار 60% من منازل اليرموك وقضاء 31 مدنياً وسقوط العشرات من الجرحى.
ونقلت عدد من الإعلاميين والباحثين من أبناء المخيم
أن قضية مخيم اليرموك باتت واضحة، عودة قريبة لأبناء المخيم مستحيلة، خاصة مع استمرار
عملية التعفيش التي طالت حتى البنى التحتية"، والمماطلة بإعادة الإعمار وخلق حجج
تخديرية واهية، منوهين إلى أن مخيّم اليرموك تحوّل إلى ساحة للارتزاق المالي، عبر مؤسسات
وأموال تُصرف وتمويل يأتي من الخارج، تحت عناوين تنظيف المخيّم وازالة الردم، والتمهيد
لعودة الناس، لم يكن المستفيدين منها سوى حفنة من المقاولين والمرتشين، بينما أهالي
المخيّم مازالوا مشرّدين يعانون من اسوأ الظروف المعيشيّة والانسانيّة.
وشدوا على أنه بالرغم مما يتردد من حديث عن إعادة
اعمار أو ترميم أو عودة سكان اليرموك إليه، فنحن أمام عملية تدمير وتجريف واسعة تعرض
لها أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين خارج البلاد، سواء من حيث العدد والمساحة أو من
حيث الرمزية والمكانة على المستوى الوطني أو الدور التاريخي والتجربة النضالية.
ووفقاً لأبناء المخيم أن عودة اليرموك إلى سابق
عهده باتت من المستحيلات، ذلك أن عملية التفكيك التي تعرضت لها البنية البشرية والمجتمع
الفلسطيني في مخيم اليرموك أدت إلى نتائج كارثية من حيث عدد الضحايا والمفقودين والمهجرين
والذين هاجروا خارج البلاد واستقروا في المهاجر.
وقالوا إنه "حتى لو توفرت الارادة أو النوايا
الحسنة لدى الجهات المسيطرة على المخيم تجاه اعادة الاعمار وعودة المنطقة إلى سابق
عهدها، فمن الذي يستطيع أن يعيد الضحايا والمفقودين أو المهاجرين الذين استقروا في
أوروبا وهجروا إلى غير رجعة إلى تلك البلاد".
وفي السياق، يعاني اللاجئون الفلسطينيون في سورية
بشكل عام وأبناء مخيم اليرموك بشكل خاص أزمات اقتصادية غير مسبوقة بسبب انعكاس آثار
الحرب السلبية عليهم، واضطرارهم للنزوح عن مخيمهم إثر تدهور الوضع الأمني والقصف والحصار
وسيطرة تنظيم داعش على جزء واسع من المخيم، حيث فقد معظم أهالي اليرموك أعمالهم وخسروا
ممتلكاتهم ومنازلهم.
وأشارت مجموعة العمل إلى تضاعف التزاماتهم من إيجارات
منازل ومصاريف معيشية وانتشار البطالة في صفوفهم وعدم وجود مورد مالي ثابت يعينهم على
تأمين متطلبات حياتهم اليومية، ما جعلهم يعانون أوضاعاً اقتصادية غاية في السوء.
وتعيش معظم عائلات مخيم اليرموك خلال السنوات الماضية
معتمدة على مساعدات وكالة "الأونروا" بشكل رئيسي، حيث تقدم الأونروا مساعدات
مالية دورية لها تستخدمها العائلات بدفع جزء من إيجارات المنازل.
وطالب أهالي اليرموك جميع الجهات المعنية بالإسراع
بإعادة بناء المخيم، وتأمين البنى التحتية وإعادة الكهرباء والماء إلى منازلهم وحاراتهم،
وفتح الطريق أمامهم ليتمكنوا من العودة إلى بيوتهم والتخلص من الأعباء الاقتصادية والمادية
التي تثقل كاهلهم.
من جهة أخرى اشتكى أهالي مخيم خان دنون من طفح مياه
الصرف الصحي في حارات وأزقة مخيمهم وتجمعها في برك، وغمرها مضخات مياه الشرب الأمر
الذي يهدد المياه بالتلوّث، محذرين من النتائج السلبية التي ستنعكس على الصحة العامة
والبيئة بشكل عام، خاصة مع بدء ارتفاع دراجات الحرارة وانتشار الروائح الكريهة وتكاثر
الحشرات، التي تتسرب إلى منازلهم.
بدورها نشرت إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي
الفيس بوك المعنية بنقل أخبار مخيم خان دنون صوراً عديدة تظهر طفح مياه الصرف الصحي
وتجمعها في شوارع وحارات المخيم، مطالبة من المعنيين والأونروا تحمل مسؤولياتهم الخدمية
تجاه أبناء المخيم وايجاد حل لهذه المشكلة التي باتت تشكلُ خطراً على صحة الأهالي.
فيما اتهم الأهالي البلدية التي يتبع لها مخيم دنون
بالتقصير في تقديم الخدمات الأساسية للأهالي وخدمات البنى التحتية، مضيفين أنهم قاموا
بتقديم شكوى للبلدية إلا أن الأخيرة تحججت أن الصاروخ الذي يشفط المياه معطل، وهي لا
تستطيع في الوقت الحاضر فعل شيء لهم. وأشار الأهالي إلى أن المخيم يعاني منذ زمن من
مشكلة الصرف الصحي، وانقطاع الكهرباء والمياه لفترات زمنية طويلة.