حالة يأس وإحباط يعيشها فلسطينيو سورية
على الحدود المقدونية بانتظار تحديد مصيرهم ووجهتهم الجديدة
الخميس، 31 آذار، 2016
يعيش مئات اللاجئين الفلسطينيين العالقين
على الحدود المقدونية اليونانية حالة يأس وإحباط بانتظار تحديد مصيرهم ووجهتهم الجديدة
من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فيما وجه اللاجئون الفلسطينيون والسوريون الفارون من جزيرة كيوس اليونانية، رسالة إلى كافة المنظمات
الإنسانية والدولية، طالبوا خلالها "بحق اللجوء إلى الدول الأوروبية وعدم اعتراض
مسيرهم إلى دول اللجوء الأوروبي" باعتباره "حق انساني مشروع" حسب وصفهم.
كما أطلقت تلك العائلات نداء مناشدة للمنظمات
الدولية وحقوق الإنسان ومنظمة التحرير الفلسطينية للتدخل من أجل مساعدتهم والضغط على
الحكومات الأوروبية من أجل استقبالهم في بلدانهم، كما طالبوا بتحسين وضعهم المعيشي،
حيث وصف أحد اللاجئين بأن أوضاعهم الإنسانية مزرية نتيجة عدم توفر أماكن لإيواء جميع
اللاجئين، وأضاف بأن العديد منهم يبات في العراء ويفترش الأرض مما أصابهم بحالة من
الإحباط والاكتئاب.
من جهتها قالت أم محمد لاجئة من مخيم اليرموك
بأنها واجهت العديد من المشاق والمخاطر حتى استطاعت أن تصل إلى الحدود المقدونية اليونانية،
وأضافت: "عندما وصلنا إلى هناك قامت السلطات اليونانية بتسجيلنا في السجلات الرسمية
ولم يزودونا بمعلومات عن مصيرنا، حتى أننا لا نعلم ماذا سيحل بنا، ننتظر فقط ولا نفعل
شيئًا سوى ذلك".
مشيرة إلى أنها اختارت الهجرة إلى أوروبا
بعد أن فقدت كل ما تملك في سورية، فقد مات زوجها تحت التعذيب في السجون السورية، موضحة
أنه لم يبق لها سوى أطفالها الأربعة، لذلك قررت الهرب بهم إلى للبحث عن الأمن والأمان
على حد قولها.
وبدورها أكدت اللاجئة الفلسطينية
"قناز النابلسي" والدة الطفل "جواد" الذي يعاني من مرض مزمن في
منطقة الرأس نتيجة استنشاقه غازات ألقيت على بلدة الحجر الأسود أنها اضطرت للانتقال
من سورية إلى لبنان بعد أن تدهورت حالة ابنها الصحية، وعندما لم تجد من يتكفل بمصاريف
علاجه وعمليته، قررت المخاطرة بحياتها وحياة ابنها للوصول إلى اليونان على أمل أن يستكملا
طريقهما إلى أوروبا، حتى يستطيع طفلها تلقي العلاج.
وذكرت السيدة قناز أنها صدمت بالمعاملة
السيئة من قبل الشرطة اليونانية تجاههم واتجاه آلاف اللاجئين العالقين فيها، حيث قامت
تلك الشرطة بحسب وصف العائلة بـ" عمليات إذلال ممنهجة تتنافى مع حقوق الانسان
دون مراعاة لوضع الأطفال والمرضى".
أما الشاب يوسف "اسم مستعار"
(22 عاماً) من أبناء مخيم حندرات بحلب، الذي فر من سورية بعد أن فقد عائلته في سورية،
وأصبح مطلوباً لخدمة الجيش، فقد أكد بأنه هرب من جحيم الحرب في سورية ليقع فريسة الانتظار
والقلق والإحباط على الحدود المقدونية، قائلاً "إننا كفلسطينيين عامة وفلسطينيين
سوريين بشكل خاص ممنوعون من دخول كافة الدول العربية لذلك طرقنا باب الهجرة إلى أوروبا
وركبنا قوارب الموت علنا نحيا حياة كريمة".
هذا وكشفت صحيفة "صنداي تايمز"
البريطانية الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون في جزيرة ليسبوس اليونانية، حيث تحولت
مراكز اللاجئين إلى محتشدات اعتقال ينتظرون فيها إجراءات ترحيلهم إلى تركيا.