القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 20 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

داعش يغتال قياديا في حركة حماس بمخيم اليرموك المحاصر

داعش يغتال قياديا في حركة حماس بمخيم اليرموك المحاصر

الإثنين، 13 تموز، 2015

اغتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مساء أمس الأحد 12-7-2015، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مصطفى الشرعان، أثناء خروجه من صلاة التراويح من مسجد عبد القادر الحسيني في مخيم اليرموك المحاصر جنوبي دمشق.

ووفقا لمصادر إعلامية، فإن ملثمان من تنظيم داعش أطلقا الرصاص على الشرعان، مما أدى إلى إصابته في رأسه، ثم نقل إلى المستشفى ليعلن عن وفاته بعد ساعة.

وعمل الشرعان، مديراً سابقا لهيئة فلسطين الخيرية، وهو ناشط إغاثي لعب دوراً مميزاً في خدمة مخيم اليرموك وأهله طيلة ثلاث سنوات من أزمة المخيم، وقد رفض الخروج منه عقب سيطرة داعش على اليرموك في أبريل الماضي.

وأسس الشرعان، جمعية الوفاء الإغاثية واستمر في العمل الإغاثي بالمخيم حتى اغتياله أمس.

ويعتبر اغتيال الشرعان ثاني عملية تصفية بحق ناشطي المخيم بعد احتلال داعش له، إذ اغتال ذات التنظيم في أبريل الماضي الناشط الإغاثي أبو صهيب حوراني بنفس الطريقة، والشهيد حوراني يعتبر رفيق درب الشهيد الشرعان.

ويخضع مخيم اليرموك منذ أبريل الماضي لسيطرة داعش مع وجود مجموعات من جبهة النصرة وأخرى تابعة لحركة فتح، في ظل استمرار النظام السوري وبعض الفصائل الفلسطينية بحصار المخيم وتدهور الوضع الإنساني فيه.

رحل بصمت

بدوره، وصف الباحث إبراهيم العلي، رحيل مصطفى شرعان، بالقول: "عمل بصمت ورحل بصمت إلى روحك السلام".

وأضاف العلي "لقد عمل الشرعان على إغاثة النازحين بمخيم اليرموك منذ اليوم الأول لدخولهم إليه في مراكز الإيواء وفي منازلهم، ونذر نفسه لخدمة أهله يوم انفض الجمع وخرج الناس من اليرموك، فقد لا يعلم الكثيرون من هو أبو معاذ ولكن يكفيه أن الله يعلمه ومطلع على عمله".

أما الناشط أبو عبد الرحمن، من ناشطي المخيم، فقال "إن يدك البيضاء التي امتدت لتساعد أبناء شعبك، ستلاحق من قام باغتيالك"، مشيراً إلى أن الشرعان وهب حياته ووقته لخدمة أبناء شعبه الفلسطيني، فقد رفض الخروج من مخيم اليرموك وأصر على مساعدة الكبار والصغار، وكان يألم لوجع أبناء المخيم ويفرح لفرحهم، وأضاف "لقد رحل من رسم البسمة على شفاه الأطفال والنساء وكبار السن".

بدوره، وجه سعيد موعد، المنسق العام لمؤسسة إيثار رسالة إلى قاتل الشرعان، قال فيها "هل علمت قبل أن تطلق رصاصاتك أنك وجهتها لرجل ماعرفناه إلا حاملاً معه الخير وسباقاً له، كان يصل ليله بنهاره دون كلل أو ملل، همه الوحيد كيف يساعد الناس"، وختم رسالته "أبو معاذ لعن الله قاتلك وأبدلك داراً خيراً من دارك وأهلاً خيراً من أهلك نحتسبك عند الله شهيدا".

من جانبه، عبر الباحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين، أحمد الباش، عن مدى حزنه لفراق الشرعان وتساءل من شدة لوعته وحزنه "لماذا استعجلت الرحيل؟ غدا ليلة القدر وبعد أيام قلائل سيأتي العيد، إنهم ينتظرون منك شيئا من الفرح لا الحزن، فقراء المخيم وأيتامهم وأراملهم ينتظرون بسمة العيد يا أبو معاذ"، وأضاف، "وأنت أيها القاتل يا ابن خفافيش الظلام .. لقد أتم أبو معاذ صلاته وقد اشتاق لأحبته ... فخسئت طلقاتك الخسيسة".

وودع الناشط أبو سلطان الأسمر، الفقيد أبو معاذ، بهذه الكلمات فقال: "نم قرير العين إلى جنان الخلد ورحمك الله وأسكنك فسيح جنانه يا شهيد رمضان، نم قرير العين كما سبقك الأبطال والشهداء، هذه فاتورة الحق ندفعها بشرف وعزة، حماكم الله أيها الشرفاء المنتظرين في قوافل الشهداء، أنتم الأبطال الذين أبيتم أن تتركوا شعبكم في حصارهم وكنتم خداما لهم، نم قرير العين أيها الشهيد وأنت الذي اختارك الله شهيدا مكرما في هذا الشهر الفضيل".

يُشار أن اغتيال "الشرعان" رفع حصيلة الناشطين الذين اُغتيلوا داخل المخيم إلى 15 ناشطاً هم: بهاء صقر، أحد أعضاء تجمّع أبناء اليرموك، والناشطان أحمد السهلي، وعبد الله بدر، و"علي الحجة"، والناشط "محمد يوسف عريشة"، مدير المكتب الإغاثي في المخيم، ومحمد طيراوية ممثل حركة فتح في مخيم اليرموك، والناشطان "نمر حسين" عضو المجلس المدني لمخيم اليرموك، و"فراس حسين الناجي "مسؤول مؤسسة بصمة في مخيم اليرموك، و"يحيى عبد الله حوراني أبو صهيب".

والجدير بالذكر أن المخيم كان قد شهد عدة محاولات اغتيال فاشلة لناشطين آخرين داخل المخيم.

ويعاني مخيم اليرموك من حصار شامل ومطبق يفرضة النظام السوري بالتعاون مع عدد من الأطراف من بينها تنظيم داعش، حيث يمنع إدخال المساعدات الطبية والغذائية إليه، كما تم استهدافه بشكل مباشر بالقصف بالبراميل المتفجرة والقذائف من طائرات النظام، وهو ما أسفر عن عمليات قتل وتشريد لآلاف اللاجئين المقيمين فيه.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام