"رسائل من
اليرموك".. فيلمٌ يرسم الموت في زقاق المخيم المحاصر
"رسائل من اليرموك" فيلمٌ
يوثق حكاية مخيم ضاقت به الدنيا، وصور الموت تحيط به من كل حدب وصوب.
ويلخص الفيلم حكاية ثلاث سنوات من
الموت بكافة أشكاله، جوعا وعطشا، بردا، مرضا، وليس أخيرًا الرصاص والقذائف في
اليرموك.
ويتساءل المخرج الفلسطيني رشيد
مشهراوي في فيلمه: "كيف يمكن لأحد الأشخاص أن يجد فسحة من الأمل وسكينة
الروح، ليعزف على البيانو بين المباني المهجورة، والطرق التي امتلأت بالجثث، وبين
مشاهد الدمار والقصف؟".
في وسط ذلك المشهد، يقول أحدهم:
"في ظل الحصار، تكبر الكارثة الإنسانية". وفي الفيلم الوثائقي،
"كيف يتجمع الناس لتلقي المساعدات، وكل ما يفكرون به في هذه اللحظة أن يحظوا
بفتات الخبز، وفجأة تسقط قذيفة، وتقتل من تقتل من بينهم، وكيف يهتف الفلسطينيون في
المخيم في ظل المأساة: يا الله ما إلنا غيرك يا الله؟".
هي رسائل مخيم التُقطت في لحظات
بالغة التعقيد، رسائل انحازت للحياة في مواجهة الموت، لحظات حب في زمن الحرب،
وانشغالات اللاجئين بسؤال الوطن والمنفى.
هي حكاية في حكاية ما زالت تروى من
خلال صور ثابتة وأخرى متحركة، مرّة محكية، ومرّة مرئية، مليئة بهم، مرسومة بالأمل
في حياة أفضل، رسائل يكتبها شريط سينمائي بلغة وثائقية تشبه الحياة.
وقال مشهراوي وهو من أوائل المخرجين
الذين قدّموا أفلاماً من داخل الأراضي المحتلة خلال مقابلة مع CNN بالعربية: إن "الفيلم الوثائقي الطويل
صُور في مخيم اليرموك في سوريا، والمحاصر منذ 3 سنوات تحت القصف والجوع والمرض
والموت".
وأضاف مشهراوي أن "اللاجئين
الفلسطينيين في الفيلم، هم جزء من حرب لم يشاركوا بها، ومع ذلك، يدفع هؤلاء الثمن
الأغلى، أي حياتهم، لأن القدر شاء أن يكون هؤلاء في مكان وزمان معينين".
وأشار إلى أن "الكارثة التي
حصلت في مخيم اليرموك لم تحصل في أي مخيم آخر للاجئين الفلسطينيين،" مضيفاً
أن "الصمت بحد ذاته، خيانة".
وتابع: إن "أكثر ما أوجعني، هو
المصطلح الجديد الذي استخدم في المخيم عن شهداء الجوع، فقد أحسست أننا في سنة
2014، لدينا جزء من شعبنا الفلسطيني في مكان آخر هو شهيد للجوع".
أما "رسائل من اليرموك"
فتطلّب تصويره ثمانية أشهر، وكانت المهمة صعبة سينمائيا، أي كيف نحكي حكاية ليس
لها أول ولا آخر، على حد تعبير المخرج الفلسطيني.
ويذكر، أن مشهراوي لديه في رصيده
العديد من الأفلام الروائية والوثائقية والتجريبية، منها "جواز سفر"
1986، و"حتى إشعار آخر" 1993، و"حيفا" (أول فيلم فلسطيني يعرض
في "مهرجان كان السينمائي")، و"تذكرة إلى القدس" 2002.
المصدر: فلسطين أون لاين