القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 13 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

رمضان في عيون اللاجئين الفلسطينيين في سورية.. رمضان له نكهته الخاصة

رمضان في عيون اللاجئين الفلسطينيين في سورية.. رمضان له نكهته الخاصة

يتهيأ المسلمون مشرق الدنيا ومغربها لاستقبال موسم فريد من مواسم الخير والبر، وتتوجه قلوب مئات الملايين من الناس إلى الحق سبحانه وتعالى ، ولا يختلف شهر رمضان عند اللاجئ الفلسطيني عن باقي المسلمين، فلشهر رمضان عند الفلسطينيين وخاصة اللاجئين منهم نكهته وأجواؤه الخاصة الممزوجة بألم الغربة والتهجير وأمل العودة إلى ديارهم التي اخرجوا منها عنوة عام 1948، يأتي رمضان هذا العام على اللاجئين الفلسطينيين في سورية مثقل بالهموم والمتاعب وغلاء الأسعار وعدم الاستقرار والأمان كل ذلك مرده للأزمة التي تعصف بأرض دمشق الفيحاء وما سببته من قتل وتشريد ونزوح لآلاف العوائل السورية والفلسطينية إلى القرى والبلدات المجاورة والمخيمات الفلسطينية القريبة منها والبعيدة ، وهنا لابد من التساؤل كيف يستقبل اللاجئ الفلسطيني القاطن في سورية شهر رمضان وما هي المصاعب والمتاعب التي يواجهها جراء غلاء الأسعار وفقر الحال والتشرد من مكان سكنه ليقيم عند أقاربه أو أبناء شعبه في المخيمات الفلسطينية.

أبو مصطفى لاجئ فلسطيني في الثمانين من عمره يقطن في مخيم درعا ترنو عيناه إلى السماء وهو يتكأ على عصاه تعود به الذاكرة (إلى رمضان أيام البلاد)،فيقول:"كان لصوم رمضان في فلسطين طعم آخر فأنا أذكر كيف كانت القرية برمتها تتبادل التهاني بقدوم رمضان وكيف كان أهل القرية يتبادلون الزيارات بعد الفطور وصلاة التراويح ، إنها ذكريات جميلة لا يمكن أن تمحى من مخيلتي، ويردف الحاج أبو مصطفى لكن لرمضان هذا العام نكهة مؤلمة، فقد أجبرنا على ترك بيوتنا وكل ما نملك وغادرنا مخيم درعا مرغمين بفعل تداعيات الأزمة السورية ، ويضيف وكأن التاريخ يعيد نفسه وكأنه مكتوب على الشعب الفلسطيني أن يظل مشرداً لا يعرف معنى للاستقرار والراحة،ويتساءل أبو مصطفى الذي يعيش الآن في أحد مراكز الإيواء بدمشق هو وعائلته المكونة من اثنا عشر فرداً إلى متى يظل حال اللاجئ الفلسطيني مرهون بالتداعيات السياسية التي تمر بها البلاد العربية أما آنَ لهذا اللاجئ أن يعرف طعم الآمان والاطمئنان لحين عودته إلى دياره التي أُخرج منها دون إرادة منه.

سفيان شاب فلسطيني من المحاصرين في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق قال:"نحن في حالة صوم منذ أكثر من عام وذلك جراء الحصار المفروض على المخيم لقد عانينا من الموت جراء نفاد المواد الغذائية والأدوية، ولكنه بالوقت عينه يعلم علم اليقين أن صوم شهر رمضان له نكهته الخاصة ويتمنى أن لا ينتهي الشهر إلا وفك الحصار عن اليرموك وعاد سكانه إليه .

أما الحاجة أم سليم المقيمة في مخيم خان الشيح والتي تبلغ من العمر (72 عاماً) تقول: « الله يفرج على الجميع لقد ضاقت بنا الحال ولم نعد نقدر على متاعب الحياة، هذه الحرب الدائرة في سورية أنهكت الجميع نحن نعيش عيشة الأموات، وتتنهد الحاجة أم سليم وتعود بذاكرتها إلى أيام فلسطين فتردف كنت صغيرة لكن طقوس رمضان في فلسطين لا تزال في ذاكرتي، أما اليوم وبعد 66 عاما على اغتصاب فلسطين فأننا في كل رمضان ندعو الله عز وجل ونبتهل له بأن يعيدنا إلى منازلنا وديارنا في فلسطين.

ويعتبر سامر لاجئ فلسطيني من قرية الجاعونة ( 45 عاماً) أن رمضان هو رمضان في أية بقعة من الأرض ولكن الصوم في أرض مهد الرسالات والأنبياء يكون له طعم ومذاق آخر هي أرض الوطن التي نتطلع للعودة إليها في أقرب وقت ممكن.

تختلط المشاعر عند الحاج يوسف من قرية غوير أبو شوشه مواليد عام 1932 عندما يأتي رمضان، فيقول:" إن المشاعر لدي تختلط ما بين السرور والبهجة بقدوم شهر المحبة والمودة والتسامح والبركة، ولكن بنفس الوقت لهذا الشهر في قلبي أشجان لأنه يذكرني بوطني فلسطين وكيف أنني غادرت ترابها ولم أعد إليها حتى الآن هذا الأمر يجعل في قلبي غصة واشعر بالألم الشديد.

وعن دور الهيئات والجمعيات ومؤسسات الأهلية في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين تضرروا حتى وصل الحال يبعضهم إلى مرحلة العوز الحقيقي نتيجة الظروف التي رافقت الأزمة في سورية من بطالة وارتفاع للأسعار وجشع وطمع تجار الدم هؤلاء الذين همهم الأوحد تحقيق المزيد من الأرباح والغنى الفاحش ولو على حساب أرواح الآخرين، فقد بين السيد أحد الناشطين في المجال الإغاثي أن الأوضاع الراهنة في سورية وما يجري بها قد انعكست سلبا على السوريين واللاجئين الفلسطينيين لذلك كان لمؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والهيئات الخيرية دور هام في إغاثة المنكوبين والفارين من جحيم هذه الأزمة ، ويضيف لذلك بذلنا ما بوسعنا من أجل مساعدة العائلات المنكوبة والمتضررة في المحافظات السورية والمخيمات الفلسطينية والمتواجدين حاليا في مخيم اليرموك وما حوله.

للحديث عن شهر رمضان روافد لا تنضب عن المغفرة والتعفف والصفاء والإحسان والصحة، يأتي شهر الخير والبركة والسكينة بعد أربع سنوات على الصراع الدموي الدائر في سورية، وما يزال اللاجئ الفلسطيني فيها يؤكد على حياده ويأمل بأن حالهم سيتحسن وأن الأزمة في سورية ستنجلي والأمل يراودهم بان شهر رمضان القادم سوف يصلونه في المسجد الأقصى على أرض فلسطين وانهم للعودة أقرب من أي وقت مضى.

المصدر: مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية