فلسطيني من سورية يروي تفاصيل مرعبة عن غرق أم فلسطينية وطفلها
في بحر اليونان
رام الله ـ وليد عوض: روى لاجئ فلسطيني تفاصيل مرعبة عن
غرق لاجئين فلسطينيين هاربين من الحرب الدائرة في سوريا قبالة شواطئ اليونان.
وكشف اللاجئ يوسف تفاصيل غرق الطفل "عبد الرحمن
السعدي" وأمه "مها السعدي" وذلك بعد وصولهم إلى اليونان، كما تحدث
عن المعاملة السيئة وغير الإنسانية التي تلقوها من قبل خفر السواحل اليوناينة.
وفي تفاصيل رحلته يروي يوسف بعد وصوله الى اليونان
"كنا حوالي 40 شخصاً معظمنا من اللاجئين الفلسطينيين من المخيمات الفلسطينية
في سورية، وبعد وصولنا سلمنا أنفسنا بشكل مباشر إلى عناصر الجيش، والذين أبقونا
عندهم لحوالي السبع ساعات، وبعد مرور تلك الساعات تم تسليمنا إلى فرقة من الملثمين.
يتابع يوسف حديثه عن الترتيبات التي تمّت لنقلهم
"بعد أن جمعونا تم نقلنا إلى مركب صغير ومنه نقلنا إلى مركب أكبر تابع لخفر
السواحل اليونانية، وبعد مرور بضع دقائق بدأوا يفرزوننا كل عشرة على حدة ومن ثم
يجبرون كل عشرة على الركوب بقارب مطاطي الذي بدوره ينقلنا عبر البحر إلى منطقة
تبعد عن الساحل حوالي كيلو متر واحد، ومن ثم يجبرون الركاب على القفز في الماء، لم
نستطيع المقاومة فقد كانوا مسلحين وبعضهم يحمل شيئا يشبه الرمح إن قاومته يضربك
فيه، البعض من شدة الخوف من الضرب كان يقفز إلى الماء مباشرة لتجنب تعرضه
للضرب".
وعن تفاصيل غرق الطفل "السعدي" ووالدته يصف
"يوسف" قائلاً "قاموا برمينا جميعاً، شبابا وأطفالا ونساء، فقد
رموا الطفل "عبد الرحمن السعدي" في الماء دون أن يكترثوا أنه طفل ودون
رحمة ولا إنسانية كأننا لسنا ببشر، وبعد أن رُمي الطفل قفزت والدته "مها
السعدي" خلفه مباشرة، علّها تنقذ إبنها لكن للأسف فقد غرقت هي وأبنها في
الماء، كما غرقت أيضاً امرأة غير عربية غالباً هي امرأة افغانية، لقد عاملونا
بمنتهى القسوة، فقد بقينا في الماء وسط الظلام والبرد الشديدين".
وعن كيفية إنقاذهم يتابع يوسف "بقينا في الماء إلى
أن جاء خفر السواحل التركية وقاموا بإنقاذنا"، مضيفا: "في تركيا تمت
معاملتنا بطريقة مغايرة تماماً لمعاملة اليونانيين لنا، حيث أخذوا بعض التفاصيل
منا ليتأكدوا أننا من سوريا إضافة إلى تفاصيل عن كيفية غرق الأم وطفلها، كما قدموا
لنا الإسعافات والطعام، إضافة إلى أن الإعلام التركي تفاعل مع قضيتنا بشكل كبير،
ومن ثم تم الإفراج عنّا جميعاً".
القدس العربي، لندن، 13/12/2013