القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 20 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

فلسطينيو سوريا في صيدا: يعاملوننا كأننا متسولون!

فلسطينيو سوريا في صيدا: يعاملوننا كأننا متسولون!


الخميس، 09 تموز، 2015

تقيم مئات العائلات الفلسطينية النازحة من سوريا في مخيم عين الحلوة، وتتعدد صور وأنماط الضغوط التي يتعرضون لها، معتبرين أنها تهدف إلى دفعنا للانتحار بما بات يُعرف بـ «قوارب الموت»، إذ يعانون من ضغوط أمنية وإنسانية ونفسية، تمت مضاعفتها أخيراً عبر قرار «الأونروا» تقليص مساعداتها ووقف دفع بدل الإيواء.

يعيش صالح محمود وعائلته المؤلفة من ستة أفراد، في غرفة واحدة في عين الحلوة. الغرفة صغيرة تحتوي على مطبخ وحمام. يختصر وضع محمود حالة غالبية النازحين الفلسطينيين من سوريا. يقول: «هذه حالنا. كنا نعيش في بيوت نملكها في اليرموك، ولم نشعر يوماً بأننا من النواحي الحياتية والمعيشية والاجتماعية والإنسانية ينقصنا شيء».

يقوم محمود بإجراء مقارنة سريعة بين حياته في اليرموك وبين الوضــع الذي وصل اليه اليوم، مؤكداً أنه منـــذ أن «تهجرت من بيتي اصبحت مريضاً، لا أقدر على فعل شيء. بالي مشغول وعقلي مشوش». يسأل: «كيف أتدبر أمري وكل هذه المآسي نزلت علينا دفــــعة واحدة، وحتى الأمن هــنا نكـــاد نفتقده، والانروا بدل ان تحمينا اوقفت مساعداتها عنا وحــتى بدل الإيـــواء؟ نحـــن بحاجة إليه لأننا بتنا بعد ان حولونا الى محتجاين نسعد بالقليل القليل وأشبة بمتسولين».

ويقول بغضب وصوت خافت: «لقد دفعنا ثمناً باهظاً لتلك الحرب وتحولنا الى نازحين مهجَّرين نعيش مرارة الذل والإهانة، نقيم في غرفة يحسبوها علينا بيتاً، فيما يقيم غيرنا من اترابنا في غرف آيلة للسقوط، عدا عن ان الاكثرية تقيم في تجمعات لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الانسانية».

يضيف: «أولادي كلهم اطفال، ولا أحد يعمل بينهم كونهم تلامذة في المدرسة، وإن مت سيتحولون الى مشردين»، مناشداً «الأونروا» والدول المانحة والمجتمع الدولي «التحرك السريع لوقف إجراءات الانروا بحقنا، أو إعادتنا الى مخيماتنا في سوريا».

ويؤكد نازحون فلسطينيون من سوريا في مخيم اليرموك، أنهم لم يعد يحتملون «هذه الأوضاع المأساوية»، معتبرين أن «الدول تحاربنا بكل الوسائل بهدف الضغط علينا بلقمة العيش، وما وقف برنامج مساعدات بدل الإيواء إلا مؤشر خطير جداً يضعنا في زاوية ضيقة، وخياراتنا اصبحت محدودة جداً، وأولها الهجرة في البحار عبر قوارب الموت المحتم، أو الذل واليأس والتشرد وصولاً إلى التسول».

المصدر: السفير