
الثلاثاء، 11
تشرين الثاني، 2025
في ظل تفاقم
الأزمة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون القادمون من سوريا إلى لبنان،
وجّه عدد من النشطاء الفلسطينيين، يوم الاثنين 10 تشرين الثاني/نوفمبر، رسالة
عاجلة إلى جهات دولية عدة، بينها بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ومنظمة الأمم
المتحدة للطفولة (يونيسف)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومنظمة حقوق الإنسان في لبنان، دعوا فيها إلى تدخل
فوري لإنقاذ آلاف الأسر الفلسطينية من الانهيار المعيشي والقانوني الذي يهدد
حياتهم.
الرسالة تأتي
في إطار حراك متواصل وضغوط إعلامية ينفذها لاجئون فلسطينيون مهجّرون من سوريا منذ
أسابيع، سعياً لإيصال صوتهم إلى المجتمع الدولي بعد تراجع الدعم الإنساني واستمرار
تجاهل أوضاعهم.
معاناة متصاعدة
وغياب الدعم
وبحسب ما ورد
في الرسالة، فإن وكالة الأونروا أوقفت منذ أشهر المساعدات الشهرية النقدية التي
كانت تشكّل شريان الحياة لآلاف العائلات، ما أدى إلى تزايد حالات العجز عن دفع
الإيجارات، وتهديد مئات الأسر بالطرد والتشريد. كما تعيش العائلات انقطاعاً
متكرراً للكهرباء وعدم قدرة على تسديد الفواتير، ما فاقم معاناة الأطفال وكبار
السن في بيئة تفتقر إلى مقومات الراحة والأمان.
وأشار النشطاء
إلى أن الأطفال الفلسطينيين السوريين يُحرمون من التعليم بسبب اشتراط بعض المدارس
الإقامات القانونية للتسجيل أو الحصول على الشهادات، فيما تضطر عائلات كثيرة إلى
الاكتفاء بوجبة طعام واحدة يومياً نتيجة انعدام فرص العمل وتراجع المساعدات.
شتاء قاسٍ يهدد
حياة اللاجئين
ومع اقتراب فصل
الشتاء، حذّر النشطاء من كارثة إنسانية وشيكة، في ظل غياب وسائل التدفئة وصعوبة
تأمين الوقود والبطانيات. وجاء في البيان: "حياة الأطفال وكبار السن مهددة بالخطر
إذا لم يتم التدخل العاجل لتأمين التدفئة والمستلزمات الأساسية قبل اشتداد البرد”.
كما شددوا على
أنّ العودة إلى مخيماتهم في سوريا ما تزال مستحيلة بسبب الدمار الكبير وانعدام
البنى التحتية، ما يبقيهم في حالة تهجير قسري مستمرة منذ أكثر من عقد.
مطالب واضحة
وتحركات ميدانية
وطالب النشطاء
المجتمع الدولي والجهات الأممية بـ:
الضغط على
وكالة الأونروا لاستئناف المساعدات المالية المتوقفة.
توفير دعم شتوي
عاجل للأطفال والعائلات.
تسهيل إجراءات
الإقامة القانونية للاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا.
ضمان حق
الأطفال في التعليم والدعم النفسي والاجتماعي.
التنسيق مع
الأونروا لاستمرار الخدمات الأساسية وصون كرامة اللاجئين.
وفي هذا
السياق، دعت لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين والحراك الفلسطيني في
المخيمات إلى اعتصام جماهيري أمام المكتب الرئيسي للأونروا في بيروت يوم الأربعاء
12 تشرين الثاني/نوفمبر، تحت شعار: "لن نقف صامتين.. كرامتنا لا مساومة عليها”.
ويأتي هذا
التحرك احتجاجاً على إهمال إدارة الأونروا لمطالب اللاجئين، وتراجع خدماتها في
مجالات التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية، والمطالبة بإعادة إعمار مخيم نهر
البارد واستئناف برنامج مساعدات فلسطينيي سوريا.
نحو حل جذري
وختم النشطاء
رسالتهم بالتأكيد على أن الحلول المؤقتة لم تعد مجدية، داعين إلى خطة شاملة تضمن
الاستقرار القانوني والمعيشي للفلسطينيين السوريين في لبنان، وتحافظ على كرامتهم
الإنسانية إلى حين تحقيق العودة العادلة إلى وطنهم فلسطين.