فيلم "شباب اليرموك".. المخيم الفلسطيني على فوهة بركان خامد
بيروت - فجر يعقوب: من خصائص الفيلم التسجيلي أن المخرج لا يشركك بأفكاره
بشكل مسبق. ثمة واقع يفرض نفسه على هذه الأفكار ويدعو لإعادة تقطيعها وتركيبها من
باب تخليصها من المكونات العادية التي تمنع نموها «لولبياً» إن جاز التعبير حتى
تقدم صورة واقعية لواقع لا يستنفذ هذه المكونات. في فيلم «شباب اليرموك» (2014) للمخرج
الفرنسي أكسل سلفاتوري – سينز، ثمة ما يعيق تطوير هذه الفكرة، باعتبار أن الكتابة
عنها قد تعني ورطة ما.
فالفيلم صوّر على مراحل زمنية متقطعة، قبل المآل التراجيدي الذي وصل إليه
المخيم الفلسطيني القريب من دمشق، والأكبر من بين التجمعات الفلسطينية في المنافي
والشتات، بعد خضوعه لتجاذبات الأطراف المتصارعة في سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات،
وسقوطه بأيدي مسلحي المعارضة السورية باعتباره «ممراً» للجهاد في الطريق إلى إسقاط
النظام السوري. ربما – بحسب ما شاهدنا – لم يكن ســـلفاتوري على دراية بما ستؤول
إليه الأمور، وهذا أمر مؤكد، فما نعرفه شخصياً، أنه تربطه صداقات بشخصيات فيلمه،
وهم من شباب وصبايا المخيم الذين عملوا في وقت ســابق في تجمع ثقافي فلـــسطيني
يحمل اسم «جفرا»، وكانت لديهم أحلامهم الفنية والثـــقافية والإنـــسانية قبل أن
«تضيق» بهم الأرض في بقعة جغرافية متحصلة، تقول عنها تسنيم، إحدى الشخصيات في
الفيلم، إنها منفى قبيح، ونحن لا نعمل شيئاً سوى أن نجــمّله، وكأننا سنقضي العمر
كله نعيش ونهرم فيه.
الحياة، لندن، 18/7/2014