القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 27 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

قصف سوري وروسي لـ"خان الشيح" بقنابل محرمة دوليًا

قصف سوري وروسي لـ"خان الشيح" بقنابل محرمة دوليًا

الإثنين، 14 تشرين الثاني، 2016

جددت الطائرات الحربية السورية والروسية غاراتها على محيط مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق الجنوبي، مساء أمس، بحوالي 10 براميل متفجرة على الأقل، فيما سقطت 4 براميل في محيط مسجد الرحمن داخل المخيم.

وقالت مصادر من داخل المخيم لصحيفة "فلسطين": "إن قصف المخيم أسفر عن دمار هائل في البنى التحتية ومنازل ومنشآت اللاجئين، فيما اشتعلت النيران لساعات طويلة في أماكن سقوط بعض الصواريخ المتفجرة، دون تمكن أي جهة من اخمادها بأي وسيلة كانت".

ورجحت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، لدواع أمنية، أن تكون بعض القنابل التي أسقطتها الطائرات الحربية على المخيم "فسفورية"، نظرًا لكثافة الدخان المنبعث منها، والحرائق التي أعقبت سقوطها.

ويأتي استهداف الطائرات الحربية للمخيم وسط بوادر كارثة إنسانية داخله، على إثر نفاد المواد الإغاثية والغذائية والطبية بشكل كامل، عن أكثر من 12 ألف لاجئ، بينهم 3 آلاف طفل، حيث يقبع المخيم لحصار مستمر لليوم الـ 46 على التوالي.

ابتزاز المعارضة

وقال منسق مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، أحمد حسين: "إن النظام السوري وحلفاءه العسكريين يعمدون عبر القصف المستمر إلى الضغط على المخيم، وابتزاز المعارضة المسلحة في المنطقة من خلال استهداف المدنيين المتواجدين هناك".

وأضاف حسين في تصريح لـ"فلسطين"، أن الشواهد الحية للقصف واستهداف المخيم تشير إلى عدم وجود حرمة للمدنيين العزل، إضافة إلى عدم وجود أي مراعاة لخصوصية المكان والسكان، بل على العكس تمامًا فإن الفلسطينيين باتوا أحد أكثر الأقليات اضطهادًا واستهدافًا في سوريا.

وبين أن مخيم خان الشيح وفي ظل الوضع الأمني المتدهور والقصف والاستهداف المستمر، خسر المئات من أبنائه، كضحايا ومعتقلين، فيما خسر الآلاف منهم كمهاجرين اضطروا للهروب من القصف بالبراميل المتفجرة، والموت تحت الحصار.

ووفقا لمؤسسات حقوقية وأممية مختلفة، فإن نحو 12 ألف لاجئ من أصل 30 ألفا هم فقط من يوجد داخل مخيم خان الشيح، وأن هذه القلة المتبقية يهددها الموت ما بين قصف الطائرات أو الموت جوعًا نتيجة للحصار المفروض.

وأشار حسين إلى تمكن مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، من توثيق ١٩٣ ضحية و١١٢ معتقلًا بالتفصيل مكانًا وزمانًا وبكافة الملابسات، غير أن المجموعة على يقين تام بأن الأعداد الحقيقية أكبر من ذلك.

وذكر أن أبعاد مأساة المخيم أوسع من المجريات المعلومة، إذ إن هناك الكثير من الحالات داخل المخيم بترت أطرافها بسبب قلة الرعاية الطبية، وتم احصاء أكثر من ٢٥٠ امرأة حاملا تحتاج رعاية خاصة ومثل ذلك من المعاقين، جميعهم في خطر شديد خاصة مع عدم وجود أي كوادر طبية متخصصة.

وحمل حسين النظامين السوري والروسي "اللذين يستهدفان المدنيين داخل المخيم"، المسؤولية الكاملة عما يحدث داخل المخيم، كما حمل كل فلسطيني يدعم النظام السوري قولاً أو فعلاً جزءاً من هذه المسؤولية.

وطالب السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، "اللتين تخلتا عن دورهما في حماية أبناء الشعب الفلسطيني وتركتهم لمواجهة مصيرهم تحت سمع وبصر الجميع، بالتراجع عن حالة الخذلان للمخيمات في سوريا وخاصة ما يجري في مخيم خان الشيح".

وأكد حسين أن منظمة التحرير يمكن أن تلعب دورا عبر علاقاتها مع النظام السوري وأجهزته وبعثاتها الدبلوماسية في أنحاء العالم، لإنقاذ الوضع القائم في مخيم خان الشيح وغيره من المخيمات المستهدفة.

كما أكد أن المسؤولية بشأن ما يجري تتضاعف على الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين الخاضعين لولايتها والمحاصرين على أراضيها في مخيم رسمي تعترف به وترعاه منذ تأسيسه.