القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 16 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

لاجئون من اليرموك: 56 يومًا ولم يصلنا أي مساعدات غذائية

لاجئون من اليرموك: 56 يومًا ولم يصلنا أي مساعدات غذائية


يتجرع أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق، ألم الجوع وشح الأغذية لليوم الـ56 على التوالي، بعد منع الجهات المحاصرة للمخيم إدخال المساعدات المقدمة لهم من المؤسسات الدولية والإنسانية.

وتُنذر حالة منع الأغذية والأدوية عن المخيم، وفقًا لشهادات حية من داخل المخيم، بعودة سلسلة ضحايا الموت جوعًا والتي أسفرت في الفترة الماضية عن سقوط عدد كبير من أبناء المخيم، إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة.

في هذه الأثناء، توفي طفل فلسطيني أمس، بسبب استمرار حصار جيش النظام السوري والمجموعات الفلسطينية الموالية له لمخيم اليرموك منذ 565 يومًا.

وذكرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في بيان صحفي نشر أمس، أن الطفل حديث الولادة وهو من "آل الشهابي" توفي جراء نقص المستلزمات والأجهزة الطبية.

ولفتت النظر إلى أن حصيلة ضحايا الحصار بلغت 161 ضحية قضت بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية، مشيرة إلى أن ذلك يتزامن مع انتشار حالات الجوع في مخيم اليرموك، والبحث عن الطعام في الشوارع وبين الحاويات.

بدوره، يقول اللاجئ نجيب عبد الله: إن جميع أهالي المخيم يعانون بشكل خطير جراء انقطاع تسليم اللاجئين للمساعدات الغذائية لليوم الـ56 على التوالي، عوضا عن عدم تدخل أي طرف كان لاستئناف ادخال المساعدات.

وأوضح لـ"فلسطين" أن مخيم اليرموك محاصر من جهاته الأربع، ويعتمد سكانه على كرتونة الغذاء المقدمة لهم سابقا من الأونروا وبعض الجهات الإنسانية الدولية، وأن انقطاع هذا الأمر يعني ببساطة "الموت المحتم".

أعشاب ونباتات

وأشار عبد الله إلى أن كثيرا من اللاجئين في المخيم بات يعتمد على الحشائش التي تنبت لوحدها في فصل الشتاء، أو تزرع في أراضي المخيم وضواحيه المفتوحة، كالبقدونس والجرجير والفجل والسلق.

وذكر أن جل ما هو متوفر في المخيم من هذه الأعشاب أو النباتات قليل ولا يتناسب مع حجم وعدد السكان، مبديًا خشيته في ذات الوقت من عودة المخيم إلى حالات الموت جوعا والتي قضى على إثرها العديد من اللاجئين المحاصرين.

وشهد مخيم اليرموك خلال الأيام القريبة الماضية مظاهرات حاشدة، جابت أرجاء المخيم وذلك للمطالبة بفك الحصار عنه وتحييده عن كافة الأعمال العسكرية الموجهة إليه من قبل أي جهة كانت مع السماح لعودة سكانه إليه.

وشدد المتظاهرون الذين حملوا لافتات كتب عليها" مخيم اليرموك عاصمة الشتات.. بردان .. جوعان"، و"أطفال مخيم اليرموك يموتون بردًا وجوعًا"، و "لا لجوع الأطفال والمسنين"، على ضرورة إدخال المساعدات الغذائية إليه، فيما حمل المتظاهرون طرفي الصراع مسؤولية إيقاف إدخال السلات الغذائية.

أما اللاجئ فايد محفوظ فقال: إن عائلته لا تأكل في اليوم إلا وجبة واحدة، وذلك من شحيح ما تبقى من أرز وعدس استلمها قبل نحو ما يقارب الشهرين، خزنها لتوقعه أن المساعدات ستتوقف مرة أخرى.

وذكر محفوظ لـ"فلسطين"، أن الحشائش والنباتات المزروعة في المخيم باتت عنوانا لمعظم العائلات لوقف جوعهم، مشيرا إلى أن سكان المخيم ابتدعوا طرقا للطعام لا تتقبلها الأنفس إلا أن الاضطرار فرض عليهم ذلك.

حالات موت

وشدد على أن وضع المخيم مرشحٌ للوصول إلى حالات موت حقيقية في صفوف اللاجئين، ولاسيما الأطفال وكبار السن والمرضى، متسائلا باستغراب عن المصلحة التي يحققها المحاصرون للمخيم ومنع الحياة عنه رغم حيادته.

ومخيم اليرموك يعاني من استمرار الحصار المفروض عليه من قبل النظام السوري، والجبهة الشعبية (القيادة العامة) لليوم الـ(563) على التوالي، وانقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من (644) يوماً، والماء لـ (134) يوماً على التوالي، فيما وصل عدد ضحايا الحصار (160) لاجئا.

وفي ذات السياق؛ أصدر المجلس المدني في المخيم بيانا استغرب فيه عدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية الغذائية للمخيم، متسائلا باستغراب أيضا عن الأهداف من وراء هذا الأمر، وإطلاق النار حينما يعلن عن استئناف الهدنة بالقرب من حواجز المخيم الخارجية.

وقال المجلس في بيان له "لماذا لا توزع السلة على المواطن الفلسطيني داخل المخيم اسوة بالمناطق المجاورة، ولماذا يطلق النار علما ان هناك تفاهما بين كل الاطراف على فصل المسألة الاغاثية عن المسألة الامنية؟".

ودعا المجلس فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني الفلسطيني إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه أزمة اليرموك، ومعالجة مشاكلة بأقصى وقت ممكن.

المصدر: فلسطين أون لاين