مآلات مريرة ... لقرار منع دخول
اللاجئ الفلسطيني السوري إلى لبنان
مجموعة العمل من
أجل فلسطينيي سورية
لم يكد يجف الحبر الذي كتب فيه قرار
منع اللاجئ الفلسطيني من سورية بالدخول إلى لبنان حتى تبدت العديد من المشكلات
المعقدة التي ارتبطت بتطبيق هذا القرار .
لقد انتاب الشارع الفلسطيني الشعور
بالخذلان وخيبة الأمل تارة ً والغضب والعتب و الشعور بالقهر و الظلم تارة ً أخرى
خصوصا ً أن هذا القرار يأتي في ظروف صعبة يمر فيها اللاجئون الفلسطينيون من سورية
إلى لبنان فزاد من معاناتهم وضاعف من عوامل الضغط التي تمارس ضدهم سواء داخل سورية
أو في دول اللجوء الجديد .
وساهم هذا القرار في انقسام بعض
عائلات اللاجئين الفلسطينيين بين من هم داخل سورية أوخارجها ، مما يشكل تهديدا ً
للنسيج الاجتماعي الفلسطيني إن استمرت الحكومة اللبنانية في تطبيق قرارات المنع
الصادرة بحقهم ، ففي زيارة لمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان
تبين وجود العديد من الحالات المتضررة بشكل مباشر من تلك القرارات بين اللاجئين
الفلسطينيين السوريين هناك فاللاجئة الفلسطينية ( س – ي) (20) عاماً صادف عودة
زوجها إلى سورية من أجل تسجيل ابنهما بدائرة النفوس في اليوم السابق لصدور القرار
الذي يمنع الفلسطيني السوري بالدخول إلى لبنان واشتراط الحصول على تأشيرة مسبقة من
الأمن العام اللبناني فلم يتمكن من العودة، وقالت تلك المرأة " راجعتُ أحد
مراكز الأمن العام في محاولة لاستصدار تلك التأشيرة فطلب مني تسوية وضعي القانوني
أولا ً من خلال الحصول على إقامة علما ً أنه لم يمض على وجودي سنة كاملة ، وأن هذه
الاجراءات قد تستغرق عدة أشهر" وأضافت " لا أعلم مالذي سأفعله برفقة
ولدي الرضيع في حال استمرار وجود مثل هذا القرار الذي يفصل بيني وبين زوجي "
على حد تعبيرها .
وكذلك انعكس هذا القرار سلباً على
حالات عديدة في الداخل السوري ، فكما هو معلوم أن الصراع المستمر في سورية منذ
أكثر من ثلاث سنوات أدى الى إنسحاب معظم البعثات الدبلوماسية أو القنصلية من سورية
وكذلك صعوبة السفر من خلال مطار دمشق الدولي، فأصبح غالبية المسافرين من الجنسية
السورية أو اللاجئين الفلسطينيين السوريين ينطلقون من مطار بيروت باعتبار أن لبنان
كانت البوابة الأقرب والأسهل لدخولهم إليه .
وفي ظل ما تشهدته المخيمات والتجمعات
الفلسطينية في سورية من صراع أدى إلى تهجير غالبية سكانها بين الداخل السوري ودول
العالم، وبعد وصول الآلاف منهم إلى آوروبا وأمريكا واستراليا وغيرها ، فقد بدء
هؤلاء بإجراءات لم شمل عائلاتهم الذي يترتب عليها كخطوة أولى إجراء مقابلات في
سفارات تلك الدول ، حيث قد يستغرق الحصول على الموعد عدة أشهر، فقد عبرت اللاجئة
الفلسطينية ( و –ع ) عن أسفها وحزنها الشديد عندما منعتها السلطات اللبنانية من
الدخول إلى لبنان يوم الأحد 4 أيار – مايو 2014 لمراجعة السفارة الهولاندية في
اليوم التالي لاستكمال إجراءات لم الشمل، مما يرتب عليها الحصول على موعد جديد قد
يمتد لأشهرٍ أخرى .
أما اللاجئ محمد الشاب الذي ركب
البحر ووصل إلى السويد عبر مراكب الموت تاركا ً خلفه في سورية عروسه التي حصلت
مؤخرا ًعلى تأشيرة الدخول إلى السويد ، هي اليوم حائرة ولا تجد من يجيبها على
أسئلتها تضارب التصريحات الصادرة حول الموضوع ، فهل ستتمكن من السفر من مطار بيروت
وهل سيسمح لها بالدخول إلى لبنان أصلا ً ؟
إن هذه الأمثلة الحية من الواقع
الجديد و المؤلم الذي صار إليه حال اللاجئين الفلسطينيين سواءً في سورية أو في
لبنان أو في دول اللجوء الجديد ما هي إلا صورة بسيطة ومصغرة من المشهد المآساوي
الذي يغلف حياتهم ويصبغها بكل ألوان العذاب والشقاء ، لذلك لا بد من التوجه بنداء
ٍ إلى الحكومة اللبنانية لإعادة النظر في هذه القرارات الجائرة والمخالفة لأبسط
حقوق الانسان وقواعد القانون الدولي ، وكذلك دعوة كل الدول العربية إلى التخفيف من
القيود المفروضة على حرية التنقل للاجئين الفلسطينيين واحترام وجودهم فيها
باعتباره وجودا ً مؤقتا ً ريثما تتحقق آمالهم في التحرير والعودة.