السبت، 10
أيلول، 2022
تعاني
العائلات الفلسطينية المهجّرة في الشمال السوري، من التكاليف الباهظة لتجهيز
تلاميذ وطلاب المدارس، قياساً بمستويات الدخل المتدنية وارتفاع معدلات الفقر
والبطالة، عدا عن تدني المستوى التعليمي في تلك المناطق، ما يؤشر إلى تدني توقعات
مستقبل جيد للطلاب الفلسطينيين.
وحذر مدير
"مديرية شؤون الفلسطينيين" في الحكومة السورية المؤقتة محمد بدر من
مستقبل ضبابي لشريحة كبيرة من الأطفال الفلسطينيين، موضحاً أنّ المدارس في الشمال
السوري، تعاني نقصاً حادّاً بالكوادر التعليمية، ما يدفع الإدارات إلى الاستعانة
بأشخاص غير مؤهلين للتدريس، ولا يحملون شهادات عليا، في ظل غياب جهة مختصّة تشرف
على موضوع التعليم وتطويره، وخصوصاً في أوساط اللاجئين الفلسطينيين.
وحول تكاليف
العملية التعليمية، قال بدر لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ تكاليف تجهيز تلميذ،
تتجاوز 200 ليرة تركية أي ما يعادل 10 دولارات، وهو مبلغ كبير قياساً بضعف الأجور
ويتضمن ثمن الحقيبة وتجهيزات قرطاسية من النوع الخفيف ولا تغطي كامل العام
الدراسي، إضافة إلى تكاليف المواصلات التي تتجاوز 200 ليرة شهرياً أيضاً.
وأضاف، أنّ
معظم المدارس موجودة في مراكز المدن، وهو ما يرتّب على العائلات التي تسكن في
القرى والمخيمات، تكاليف باهظة.
وفيما يخص
أعداد الطلاب الفلسطينيين، أشار بدر الى عدم وجود إحصائيات دقيقة حول عدد الذين
التحقوا في المدارس للعام الدراسي 2022/2023 الحالي، نظراً لكبر مستحة المنطقة
الجغرافية التي تنتشر فيها العائلات الفلسطينية، وعدم تجمّعهم في مكان واحد وغياب
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن تقديم خدماتها لا
سيما فيما يخص التعليم بشكل تام.
وقدّر بدر،
عدد الطلاب الفلسطينيين بالمئات، وذلك بالعودة إلى عدد العائلات "غير
المحدّث" منذ عامين على الأقل، والمقدر بـ 1500 عائلة أي ما يقارب 10 آلاف
شخص، ووجود ما لا يقل عن شخصين في كل أسرة ضمن الشريحة العمرية من 6 سنوات إلى 17
عاماً.
كما لفت إلى
أنّ عدد العائلات الفلسطينية في الشمال، في تزايد مستمر، نظراً لموجات نزوح تأتي
من مناطق النظام، تحمل معها فلسطينيين من مناطق مختلفة.
وأضاف، أنّ
المديريّة أطلقت مؤخراً رابطاً الكترونياً لإحصاء عدد الفلسطينيين في عموم مناطق
الشمال، للخروج لاحقاً بأرقام تفصيليّة حول عدد الطلاب وسواها من ارقام إحصائية.
وأكّد بدر،
أنّ الصورة العامة لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين في الشمال السوري إزاء العملية
التعليمية وتكاليفها، تتطابق مع يعانيه عموم سكان تلك المناطق، من حيث ضعف القدرة
على استيفاء التكاليف، وكذلك تدني العملية التعليمية بسبب ضعف تجهيز المدارس
بالكوادر المختصّة.
وانتقد بدر،
غياب وكالة "أونروا" عن متابعة شؤون الطلاب الفلسطينيين في الشمال،
واستثنائهم من التقديمات التي تقدمها للطلاب في المناطق السوريّة الأخرى، وآخرها،
إعلانها عن توزيع الأدوات القرطاسية لطلابها في سوريا.
وقال: إن لا
مبرر لغياب وكالة "أونروا" وعدم إنشائها مراكز تعليمية في المناطق
الشمالية لاستيعاب الطلبة الفلسطينيين، وإن كان دورها فقط داعماً للعملية
التعليمية عبر دورات التقوية، وتقديم المستلزمات للطلبة.
يأتي ذلك، في
ظل استمرار ما يصفه فلسطينيون في الشمال السوريبتجاهل وكالة " أونروا" لمسؤولياتها تجاه الطلبة الفلسطينيين
المهجّرين قسراً إلى الشمال السوري، كونها المسؤول الأوّل عن تقديم الخدمات
التعليمية للاجئين الفلسطينيين، وغياب أيّ دعم يذكر من قبل الفصائل الفلسطينية
ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.