مخيم اليرموك .. تفاقم المعاناة في مواجهة الموت
السبت، 04 نيسان، 2015
بتحدٍّ وإصرار؛ يستمر أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في مواجهة
ما يتعرض له المخيم من تنكيل متزايد واستهداف متواصل من تنظيم الدولة الإسلامية
"داعش" والأطراف الداعمة لها، ويصر أهالي المخيم والمقاومون بداخله على مقاومة
هذا الاستهداف لهم، في ظل تفاقم المعاناة والأزمة الإنسانية التي يعيشونها.
فقد أسدلت شمس الجمعة خيوطها على المخيم المحاصر وسط اشتباكات عنيفة على
عدة محاور قتالية بين كتائب "أكناف بيت المقدس" من جهة، وتنظيم الدولة
"داعش" مدعوماً بجبهة النصرة من جهة أخرى.
ترويع المواطنين
وبحسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا؛ فقد قام عناصر "داعش"
بالانتشار على أسطح المنازل بالقرب من ساحة أبو حشيش وسط استمرار الاشتباكات، التي
تركز معظمها في محيط شارع لوبية.
وبدأت "داعش" بحملات ترويع للأهالي، حيث تم خطف العشرات من الشباب،
بالإضافة إلى شابتين قامت "داعش" باختطافهما من منزلهما في شارع المدارس،
فيما أكد ناشطون لمجموعة العمل أن داعش قطعت رأس اثنين من المنشقين عن جيش التحرير
الفلسطيني ووجد جثماناهما دون رأس في أحد حارات المخيم.
ومنعت "داعش" الأهالي من الوصول إلى نقاط توزيع المياه، حيث
بقي الأهالي داخل منازلهم بسبب انتشار القناصة وحظر التجوال.
وتعرض المخيم للقصف العنيف الذي أصاب مناطق واسعة منه متسبباً بأضرار مادية
كبيرة، ودارت اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة بين داعش وكتائب أكناف بيت المقدس في محيط
شارع لوبية.
واقتحم عناصر داعش أحد مقرات الهيئات الإغاثية في مخيم اليرموك، وعمدوا
إلى ختطف ناشطين إغاثيين منه.
معاناة إنسانية
وعلى صعيد الواقع الإنساني، فقد توقفت جميع النقاط الطبية في المخيم عن
العمل؛ وذلك بسبب سيطرة داعش على معظمها.
وسجلت مجموعة العمل، استشهاد اللاجئ "رضوان الأحمد" متأثراً
بجراح أصيب بها الخميس إثر القصف على المخيم، ونعت فتح الانتفاضة "عبد الله حسن
عبد الله" الذي قضى أثناء الاشتباكات التي اندلعت في مخيم اليرموك.
فيما استشهد اللاجئ الفلسطيني "ماجد العمري"، من أبناء المخيم،
وذلك خلال الاشتباكات التي اندلعت في اليرموك، ما يرفع حصيلة الضحايا الذين تم توثيق
أسمائهم منذ دخول داعش إلى مخيم اليرموك إلى سبعٍ، على الأقل.
وسيطرت داعش على شارع صفد ومشفى الباسل، ومسجد عبد القادر الحسيني، ودعت
عبر مكبرات الصوت عناصر أكناف بيت المقدس لتسليم أنفسهم، وأمهلتهم ساعة واحدة.
وسادت حالة من الذعر بين الأهالي في المخيم، ونزوح العديد منهم إلى جنوب
اليرموك والمناطق المجاورة للمخيم من بينها؛ ببيلا، وبيت سحم، ويلدا.
بدوره، أكد "أبو همام" أحد قياديي أكناف بيت المقدس عبر تسجيل
صوتي صمود الأكناف داخل المخيم ووعد بطرد داعش من
اليرموك.
وناشد أهالي المخيم الصليب الأحمر التدخل العاجل لإجلاء الجرحى، وذلك بعد
توقف جميع النقاط الطبية عن العمل داخل المخيم.
فيما اتسعت المناطق التي تسيطر عليها داعش في المخيم لتشمل 80% تقريباً
من مساحة المخيم، وسط تجاهل فصائل المعارضة لنداءات استغاثة أطلقها أهالي المخيم.
من جانبها تؤكد مجموعة العمل أن الكارثة الإنسانية بدأت في مخيم اليرموك؛
حيث لا يوجد أي خدمات طبية، في ظل وجود العشرات من الجرحى نتيجة القصف والاشتباكات
المستمرة، كما تدعو المجموعة جميع الهيئات الدولية وعلى رأسها الصليب الأحمر للعمل
على إيصال المساعدات الطبية وتأمين العلاج للجرحى، وإنقاذ حياة أكثر من 3500 طفل داخل
المخيم لا يجدون الماء أو الغذاء.
كما تؤكد المجموعة ضرورة تحمل كافة الجهات الفلسطينية والسورية لمسؤولياتها
سواء في الداخل أو الخارج، والتحرك بأسرع وقت لوقف الوضع المتدهور داخل المخيم.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام