القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 10 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

مخيم اليرموك.. حصار حتى الموت

مخيم اليرموك.. حصار حتى الموت

لندن، الجمعة 3-1-2014

تقديم

أنشئ مخيم اليرموك بين عامي 1953- 1954 إلى الجنوب من مدينة دمشق، على بعد 8 -10 كم عن مركزها، وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج على حدٍّ سواء، ورغم ذلك فهو غير معترف به من الأونروا، رغم أن الخدمات فيه تقدم من الوكالة في جميع النواحي ما عدا النظافة والخدمات العامة. وتقدر مساحة المخيم بـ 2110000 متر مربع اتسعت هذه المساحة عاماً بعد عام لتصبح حجم المساحة اليوم أضعاف تلك المساحة.

وتقدر الإحصاءات الرسمية للأونروا لعام 2013 عدد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك (171,880) ألف لاجئ مسجل مكونة من 44,279 عائلة، وهذا الرقم مجاف للحقيقة، فالإحصائيات غير الرسمية تقدر عددهم بما بين 200 - 220 ألف لاجئ تقريباً.

دخلت المناطق المحيطة بالمخيم في أتون الأزمة مبكراً وتعرضت للقصف مرارا ً وشهدت اشتباكات عنيفة بين أطراف النزاع هناك ما لبثت أن انتقلت إلى المخيم لما يشكله من أهمية جغرافية لطرفي الأزمة في سورية فهو أحد أهم المنافذ للجيش الحر للعبور إلى مدينة دمشق وصلة الوصل بين طرفي المناطق التي بات يسيطر عليها، في حين يعمل الجيش النظامي على التصدي له بكل الوسائل واستخدام كل أنواع الأسلحة ليمنع أي تقدم أو خروج من اليرموك نحو دمشق والحفاظ على تقطيع أوصال المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر.

فقد تم توثيق عدد الضحايا من أبناء مخيم اليرموك الذين سقطوا نتيجة القصف أو القنص أو التعذيب أكثر من (719) ضحية نتيجة القصف أو القنص أو الجوع أونقص العناية الطبية وغيرها، من أصل (1873) فلسطيني قضوا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية والمدن السورية، منذ بداية الأزمة في آذار – مارس 2011 حتى نهاية كانون الأول – ديسمبر 2013.

جدول يبين اجمالي الضحايا بين أبناء اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك

قصف

قنص

طلق ناري

مجهول السبب

تحت التعذيب

جوع

نقص العناية الطبية

تفجير

اعدام ميداني

حرق

طعن

اغتيال

انهيار مبنى

اختناق

الاجمالي

345

111

100

83

37

19

7

7

4

1

1

2

2

1

719

مخيم اليرموك في قلب الحصار

تفرض قوات النظام السوري بالاشتراك مع بعض الفصائل الفلسطينية الموالية لها كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة وفتح الانتفاضة ووجهة النضال وقوات الدفاع الوطني التابعة للنظام حصاراً خانقا ً على مخيم اليرموك.

بدء الحصار منذ صيف 2012 بوضع الحواجز على أطراف المخيم ومداخله واستهداف حارته وأحيائه، والقيام بعملية القضم أولا ً بأول، فأقامت حاجزاً على بداية الشارع الرئيسي لمخيم اليرموك من جهة الغرب والمسمى بشارع الثلاثين لينتقل بعد حين إلى منتصف الشارع باتجاه عمق المخيم.

كما أن َّ استهداف حي الثامن من آذار وحي التقدم من جهة الحجر الأسود وحي الجاعونة من جهة شارع فلسطين - باعتبارها تمثل ممرات لعناصر الجيش الحر بنظر النظام - أدى إلى ترحيل معظم سكان تلك الأحياء باتجاه قلب المخيم، وتحييد مشفى فلسطين ومشفى الباسل الجراحي وتعطيل مهامهما في تقديم المساعدات الطبية للجرحى والمصابين من أبناء المخيم وهذا ما تأكد فيما بعد من خلال القصف المباشر الذي تعرضت له المراكز الطبية الواقعة في تلك المناطق بتاريخ 13 كانون الأول 2012 م.

لقد شكل المخيم قبيل الفترة التي سبقت التهجير والحصار بيئة حاضنة وآمنة لسكان كل المناطق المحيطة به والرئة التي تتنفس منها ضواحي دمشق وريفها، التي تشهد نزاعات مسلحة وخصوصا ً حي التضامن والقدم والعسالي ويلدا والحجر الأسود والميدان وغيرها.

في منتصف ديسمبر 2012 إنهارت اللجان الأمنية التي كانت قد شكلتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة بعد قصف طيران الميغ الحربي السوري لجامع عبد القادر وسط مخيم اليرموك (كان تحت سيطرة كاملة للقيادة العامة) متسبباً بمجزرة بحق العائلات المدنية الفارّة من جحيم المعارك في الأحياء السورية المجاورة، وكان انشقاق العشرات من هذه اللجان أمام مشهد مجزرة جامع عبد القادر سبباً رئيسياً في دخول الجيش الحر للمخيم وطرد لجان الجبهة لخارج المخيم بعد انهيارها بالكامل.

لقد نجم عن القصف بالطيران الحربي " الميغ " بتاريخ 16/12/2012 إلى نزوح حوالي 80 % من السكان، تعرض المخيم خلالها لأعمال النهب والسلب وفقدان الأمن التام داخله بفعل مجموعات عصابية تحت اسم الجيش الحر، كمجموعة بيان المزعل التي تبين لاحقا ً ارتباطها بالنظام.

أخذ النظام بفرض حصار تدريجي على من تبقى من سكان المخيم شمل جميع نواحي الحياة في المخيم فعملت على منع إدخال الطحين والمازوت إلى الأفران داخل المخيم. وكذلك غاز الطبخ فقد تمت مصادرة عدة سيارات محملة بالغاز والمازوت الداخلة إلى المخيم من قبل عناصر الأمن والمجموعات المسلحة التابعة للنظام واللجان الشعبية – التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، كما منعت دخول الأدوية والمواد الطبية إلى المستوصفات والمشافي واستهدفت الطواقم الطبية وصادرت بعض سيارات الاسعاف العاملة داخل المخيم.

توجه النازحون من مخيم اليرموك إلى ريف دمشق والمناطق الآمنة المحيطة فيه، ولجأ البعض الى خارج سورية فقد كشفت بيانات الاونروا أن 59.1 % من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان والبالغ عددهم قرابة الخمسين ألفاً هم من مخيم اليرموك، حتى أضحى العدد التقريبي للاجئين المسجلين لدى الأونروا مع نهاية كانون الاول – ديسمبر 2013 قرابة العشرين ألفا ً محاصرين داخل اليرموك بعدما تم الإغلاق الكامل له منذ ما يزيد عن الـ 175 يوما ً.

الآثار المباشرة للحصار

أثر الحصار المفروض على كافة نواحي الحياة في المخيم ففي بداية الحصار عانى أهالي المخيم من المعاملة المهينة التي كان يمارسها عناصر الحاجز المتمركز على مدخل المخيم بحق النساء والأطفال والشباب، فقد تم اعتقال العشرات من أبناء المخيم على ذلك الحاجز بعدما تم توظيف بعض المقنعين للدلالة على الناشطين أثناء خروجهم من المخيم وكذلك تعرضت النساء لضروب الاهانة على ذلك الحاجز كالطلب منهن الغناء او الهتاف أو الرقص، إلا أن ذلك لم يمنع المضطرين للخروج من تحمل ذلك السلوك مقابل تأمين الرغيف أو الدواء لمن خلفهم في المخيم.

لقد استمر الحال على هذا المنوال حتى قرر النظام إحكام الحصار على المخيم بشكل كامل ومنع الدخول أو الخروج منه وإليه، ما ترك آثارا ً سلبية على من تبقى بداخله،فقد سجلت أول حالة انتحار هي الأولى من نوعها عندما أقدم " مازن العسلي " (18) عاما ً على قتل نفسه يوم 19/12/2013 لعجزه عن تأمين الطعام لأمه وأخواته، فأصبح الموت في المخيم متعدد الألوان إما بالقصف أو القنص أو الجوع أو نقص العناية الطبية....

ضحايا الجوع ونقص العناية الطبية:

عطل الحصار المفروض على مخيم اليرموك الحياة بكل أشكالها وفاقم المعاناة لدى الفلسطينيين بشكل عام والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض المزمنة كمرضى الأورام والقصور الكلوي وأمراض الدم والسكري، الذين هم بحاجة إلى الدخول والخروج بأوقات قد لا تتطابق مع الوقت المسموح به للدخول والخروج مما قد يؤدي إلى حالات من الوفيات أو المضاعفات الخطيرة، وشكل عاملا  رئيسيا ً في تفاقم وازدياد أعداد الضحايا والجرحى في ظل الاستهداف المتكرر لأحياء وشوارع المخيم ومنع وصول الإمدادات الطبية من أدوية وضمادات وأدوات طبية.

فقد لوحظ مؤخراً ارتفاع عدد ضحايا الجوع ونقص العناية الطبية بفعل الحصارالمطبق على مخيم اليرموك حتى وصل عدد الوفيات إلى (27) ضحية منذ بداية شهر تشرين الثاني – نوفمبر 2013 ولغاية كانون الأول – ديسمبر 2013، وسجلت وفيات متعددة بين الأطفال الرضع نتيجة افتقار المستشفى للقاحات وحليب الأطفال وللحواضن اللازمة لحديثي الولادة والخدج، فقد قضت الطفلة الرضيعة ملك جمعة 11-10-2013 بسبب نقص الغذاء والدواء وكذلك المسنة (كوثر عبد القادر) 16-12-2013 جوعاً، بينما توفي الشاب (محمود علاء الدين) بتاريخ 26-10-2013 بعد تناوله لحبوب القمح الملوثة بسم الفئران وتعذر نقله الى خارج المخيم نتيجة الحصار ماأدى وفاته.

في حين فارقت الحياة السيدة (هناء فيصل العوض) بسبب النزيف الحاد بعد وضعها لمولودها الجديد نظرا ً لإصابتها بمرض فقر الدم وانعدام وحدات الدم الكافية لإنقاذ حياتها في ظل الحصار وغياب الرعاية الطبية اللازمة.

جدول يبين ضحايا الجوع ونقص العناية الطبية بين أبناء مخيم اليرموك:

الرقم

الاسم

سبب الوفاة

التاريخ

الطفل عمر حسين

جوعاً

10-11-2013

الطفلة الرضيعة ملك جمعة

جوعاً

11-10-2013

محمود علاء الدين

جوعاً

26-10- 2013

الطفلة الرضيعة (أية)

جوعاً

28-10--2013

عبد الحي يوسف 4 سنوات

جوعاً

2-11-2013

محمود محمد العيدي

جوعاً

20-11-2013

معتصم عبد الغني

جوعاً

16-12-2013

المسنة كوثر عبد القادر

جوعاً

16-12-2013

محمد خير عبدالله السعد

فقدان السيرومات

21-12-2013

المسن صبحي العمري

جوعاً

23-12-2013

الشاب قاسم المغربي

جوعاً

24-12-2013

أحمد رشيد حميد

جوعاً

27-12-2013

فايز سعدية

جوعاً

27-12-2013

زهير سنان

جوعاً

27-12-2013

هويدة أحمد الحموي

جوعاً

27-12-2013

أحمد عدوان

جوعاً

27-12-2013

لوندو خالد غزال إم أكرم

جوعاً و انعدام الدواء

28-12-2013

مسرة توفيق قنبرجي

جوعاً

29 -12-2013

هناء فيصل العوض

نزف بعد الولادة

عدنان أحمد الناظر

جوعاً

29-12-2013

إبراهيم خليل بيبي

جوعاً

29-12-2013

محمد أحمد أبو ناصر

جوعاً

29-12-2013

ربيعة سعود الماضي

جوعاً

29-12-2013

بشار عجان

جوعاً

29-12-2013

قاسم محمد خيرات

جوعاً

29-12-2013

علاء خليل 27 عاماً

جوعا

30/12/2013

ابتسام علي بطو".

جوعاًونقص في التروية

31/12/2013

محاولات فك الحصار الأهلية

صدرت مبادرات عديدة لحل أزمة حصار مخيم اليرموك نادى إليها عدد من الناشطين الفلسطينيين داخل المخيم وخارجه وكان ذلك من خلال إطلاق الدعوات لتجمع الأهالي على مدخل مخيم اليرموك للدخول إليه بشكل جماعي وكان ذلك يوم 15/5/2013 في ذكرى نكبة فلسطين إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل بعد ان تم إطلاق النار على الأهالي، وفي 7 /10 / 2013 تداعى أبناء اليرموك إلى الخروج باتجاه مدخل اليرموك حيث يتموضع الحاجز بمظاهرة تحمل عنوان " فك الحصار والتحدي" الا أن عناصر الحاجز لم يترددوا باطلاق النار على المتظاهرين السلميين وسقط أحمد زياد عوض برصاصة قناص في الرأس، وفي 16/10/2013 أطلق أطفال المخيم نداء استغاثة تحت عنوان "نريد رغيف خبز...نريد حليبا ً ولقاحاً" وفي 6 /12/2013 خرجت مظاهرة داخل المخيم تحت شعار"الأكفان.. الجوع ولا الركوع" حملوا فيها أكفانهم للمطالبة بفك الحصار وتحييد المخيم وتنفيذ بنود الاتفاقية وخروج كافة الكتائب المسلحة منه، وعند وصولهم بالقرب من الحاجز طلب عناصر الحاجز التابع للجيش النظامي منهم عدم التقدم أكثر وعندما لم يستجب الأهالي لذلك، قام عناصر الحاجز بإلقاء قنابل مسيلة للدموع وإطلاق النار على المتظاهرين ما أدى إلى سقوط ثلاث ضحايا.

كما أطلق ناشطون فلسطينيون مبادرة إنسانية بعنوان "رغيف على كرت العيلة" بهدف المطالبة بإدخال الخبز إلى مخيم اليرموك وتوزيعه على دفتر العائلة أو أي صيغة أخرى يتم التوصل إليها وذلك حتى يصل الخبز إلى مستحقيه من أهالي المخيم، بالإضافة للمطالبة بإدخال المواد الغذائية والطبية وحليب الأطفال للأهالي المحاصرين داخل المخيم.

وفي24 /12/2013 وتحت شعار" بدنا خبز جوعانين... بدنا دوا مرضانين" خرج أطفال روضة الأمل بمظاهرة جابت شوارع المخيم طالبوا بفك الحصار وخروج الكتائب المسلحة وإدخال الدواء والغذاء إلى أهالي المخيم، نددوا بصمت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان وخاصة منها المعنية بشؤون الأطفال، وطالبوهم بتأمين حقوقهم التي كفلتها القوانين الدولية والإنسانية والتحرك لكسر الحصار عنهم.

قامت مدارس مخيم اليرموك بحملة "صرخة وداع" , نظراً لما يتعرض له المخيم من حصار خانق, حيث قام أطفال المدارس بالاجتماع في مدرسة الجرمق وتوجيه رسالة إلى العالم أجمع والى قيادات الفصائل الفلسطينية الصامتة عما يحدث داخل مخيم اليرموك , تم خلالها إرسال رسالة باللغة الانكليزية إلى رئيس دولة فلسطين والفصائل الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان واليونسيف من أجل انقاذ أرواح من تبقى من سكان.

محاولات فك الحصار الرسمية

زار وفد من منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة د.زكريا آغا لأول مرة سورية يوم 10/2/2013 للتفاوض مع النظام السوري لتحييد اليرموك وجعله منطقة آمنة إلا أنه خرج خالي الوفاض، وفي يوم 25/5/2013 أعاد الكرة والتقى عدداً من المسؤولين السوريين ومجموعات الجيش الحر ولم يصل إلى نتائج تذكر غادر على أثرها العاصمة السورية دمشق، وفي مطلع شهر تشرين الثاني – نوفمبر وبالتحديد يوم 9/11/2013 قام الوفد بزيارة ثالثة إلى سورية للخروج لحل أزمة مخيم اليرموك إلا أنه غادر دمشق بعد عدم التوصل إلى أي اتفاق يذكر رغم تصريح رئيس الوفد بأنه لن يغادر سورية دون التوصل إلى حل لأزمة مخيم اليرموك، وبعد ذلك أطلقت مؤسسات المجتمع المحلي في مخيم اليرموك مبادرة تتضمن خروج كافة المسلحين من المخيم وعودة سكانه إليه وفك الحصار عنه، وعلى أثرها طرحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة مبادرتها ورؤيتها، وبناء عليه شُكل في مخيم اليرموك لجنة شعبية للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق لفك الحصار عن اليرموك وبالفعل وبعد اجتماعات عديدة تم التوصل إلى اتفاق يقضي:

بانسحاب المجموعات المسلحة غير الفلسطينية من قطاع مخيم اليرموك المتمثل بامتداد شارع اليرموك إلى شارع الـ 15 في مقابل آخر المخيم إلى شارع الثلاثين الذي يفصل نهاية اليرموك عن منطقة الجزيرة التابع للحجر الأسود، لى أن يتلو ذلك بعد عدة أيام انسحاب المجموعات المسلحة غير الفلسطينية من باقي مخيم اليرموك الممتد من شارع فلسطين إلي الدوار (دوار فلسطين)، ومن ثم تسوية أوضاع المسلحين من الفلسطينيين أبناء المخيم " الذين غرربهم " وإزالة الألغام والمتاريس وكل العوائق تمهيداً لعودة الأهالي إلي المخيم بشكل آمن.

وبالفعل ظهرت مؤشرات نحو تفعيل بنود المبادرة على الأرض في مخيم اليرموك ودخل عن طريق لجنة المصالحة كمية من حليب الأطفال والأدوية على أمل أن يتم تنفيذ بنود الاتفاقية خلال أيام، إلا أنها ما لبث أن تم الإعلان عن فشلها ففي يوم 14/12/2013 عقدت لجنة المصالحة الفلسطينية مؤتمراً صحفياً حمّلت الأطراف داخل المخيم ومن يدعمهم مسؤولية تعثر الاتفاق.

النتائج والتوصيات

إن ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات في سورية من قتل وتنكيل وحصار عمل غير إنساني ترفضه كل الشرائع السماوية والوضعية وبعيدا ً كل البعد عن ما تنادي به الشعارات القومية، لذا فإنه يتوجب على كل الشرفاء في العالم مساندة ودعم حق الفلسطينيين بالحياة بكرامة وأمن وأمان داخل دول اللجوء ريثما يتحقق هدفهم في التحرير والعودة إلى ديارهم التي اخرجوا منها في فلسطين المحتلة عام 1948، والعمل معا ً والدعوة إلى:

• المسارعة إلى كسر الحصار المفروض على مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية الأخرى والسماح بدخول المواد التموينية والطبية والإغاثية وسائل التدفئة إلى المخيمات.

• إلزام الأطراف المتصارعة إلى احترام الوجود الفلسطيني في سورية باعتباره وجود مؤقت فرضته عليه ظروف النكبة والتشريد التي تعرض لها، وممارسة الضغوط الدولية والعربية والفلسطينية اللازمة للحفاظ على حيادية المخيم كون الفلسطينيون ليسوا طرفا ً في الصراع الدائر هناك.

• انسحاب كافة العناصر المسلحة من مخيم اليرموك باعتباره مخيما ً محميا ً بموجب القواعد القانونية المقررة لمخيمات اللاجئين.

• دعوة الحكومة السورية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات باعتبارها المعنية بتقديم الحماية والأمن اللازم لهم والسماح للمهجرين من المخيمات بالدخول والخروج الآمنين منها وإليها.

• دعوة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل إلى تحمل مسؤوليتهم عن الشعب الفلسطيني اللاجئ في سورية والتواصل السريع مع الجهات المعنية والشروع باتخاذ خطوات حقيقية على طريق رفع الحصار عن المخيمات.

• محاكاة الجامعة العربية إلى تفعيل بروتوكول الدار البيضاء والقرارات المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين وتأمين الحماية المفروضة للاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة وتقديم المساعدات والدعم المطلوبة لتثبيت اللاجئين الفلسطينيين سواء من تبقى منهم داخل المخيمات أو أصبح مهجرا ً في دول الجوار.

• وضع المؤسسة العامة للاجئين الفلسطينيين أمام المهام الملقاة عليها بصفتها البوابة الرسمية المعنية بالإشراف على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية وتنظيم شؤونهم ومعونتهم وتأمين مختلف حاجاتهم وإيجاد الأعمال المناسبة لهم واقتراح التدابير لتقرير أوضاعهم في الحاضر والمستقبل حسب نص قانون إحداثها رقم «450» تاريخ 25/1/1949.

• دعوة الاونروا إلى تقديم الحماية للاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات الفلسطينية واستئناف ومباشرة أعمال العون والإغاثة التي توقفت داخل المخيمات المحاصرة، ومتابعة شؤون المهجرين منهم إلى خارج المخيمات داخل وخارج سورية، وذلك انطلاقا ً من مسؤوليتها المباشرة عن اللاجئين الفلسطينيين.

• العمل على رفع الحصار باعتباره جريمة يعاقب عليه القانون الدولي الإنساني وانتهاكا ً جسيما ً لمبادئ حقوق الإنسان وومخالفاً للأعراف الدولية والأخلاقية والإنسانية.

• إطلاق حملات التضامن وكسر الحصار عن اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في سورية، ولفت الأنظار إلى معاناتهم وتقديم الدعم اللازم لتعزيز صمودهم وتجنيبهم تداعيات ما يجري في سورية من أحداث.