مخيم
اليرموك يستغيث فهل من مجيب
رام
الله - دنيا الوطن - عبدالهادي مسلم
عاد
مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية، إلى المربع الأول وإلى
الواجهة من جديد ، وذلك بعد إعادة انتشار المسلحين في شوارعه وحاراته وأزقته
المدمرة وعادت المعاناة لسكانه الذين ما
كادوا يتنفسون الصعداء بعد الأتفاق الأخير
وخروج المسلحين واستلامهم مساعدات طارئة من قبل وكالة الغوث تقي أجسادهم الهزيلة
وتملأ بطونهم الفارغة وأصبح يسمع أصوات الاشتباكات وإطلاق الرصاص وسقوط القذائف في
كل مكان من المخيم والتي أدت إلى استشهاد وإصابة العديد من السكان.
واتهم
المسلحون، قوات النظام السوري والجبهة الشعبية القيادة العامة الموالية للنظام،
بعدم تنفيذ بنود المصالحة مع الفصائل الفلسطينية، والتي تنص على رفع الحصار وفتح
ممرات آمنة لخروج ودخول اللاجئين للمخيم بحرية.وأصيب لاجئو اليرموك بحالة إحباط
كبير بعد سقوط الهدنة التي وقعت قبل نحو أربعة أسابيع، بعد انتظارهم لرفع الحصار
عن المخيم، وتحييد سكانه عن الصراع.وعبّر اللاجئون عن استيائهم لدخول المسلحين إلى
المخيم، معتبرين التأخير في تنفيذ بنود المصالحة السبب الرئيسي لعودة الأمور إلى
ما كانت عليه، ووجهوا نداءات من أجل تحييد مخيمهم وخروج المسلحين ورفع الحصار بشكل
فوري.وأعلنت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، أمس، عن استشهاد 84 فلسطينيا في
سورية الشهر الماضي، موضحة أن هذا الرقم معرض للازدياد في حال استمر الوضع
الفلسطيني على صورته الراهنة.وتوقفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"
وحملة الوفاء الأوروبية عن توزيع مساعداتها الغذائية لسكان المخيم، عوضا عن توقفها
عن إخراج الحالات الإنسانية للمستشفيات الخارجية.
وفي
ذات السياق، اتهم عضو تجمع أبناء اليرموك أبو صالح فتيان، الفصائل الفلسطينية
بالمسؤولية عن تدهور الأوضاع، وذلك لعدم تمكنها من تطبيق البنود المتعلقة بفتح
الطريق وإدخال المساعدات الغذائية.وأضاف في تصريحات صحفية: إن الفصائل أبلغت
التجمع أول من أمس أنهم غير قادرين على فتح الطريق وبأنهم ليسوا أصحاب قرار بفك
الحصار وإدخال المعونات وخصوصا بعد تنفيذ بنود الاتفاق من داخل المخيم.
وأشار
فتيان إلى أن المماطلة في تنفيذ بنود المصالحة من الخارج استدعت تدخل الجبهة
الإسلامية والتي قامت بعدة مبادرات في بيت سحم وببيلا ويلدا فعادت إلى المخيم
لتطبيق هدنة على غرار تلك المناطق دون وجود للفصائل واللجان التي لم تلتزم ببنود
الاتفاق.بدوره، قال عضو لجنة مفاوضات تحييد مخيم اليرموك فوزي حميد: إن الاشتباكات
المسلحة هدأت بعد 24 ساعة من دخول المسلحين للمخيم، فيما يشوب المخيم حالة من
الهدوء المشوب بالحذر والتخوف من المجهول.
وأضاف
أن المسلحين دخلوا المخيم لأسباب واضحة تتعلق في عدم تنفيذ اتفاق المصالحة
باليرموك، وأنهم على استعداد للانسحاب في حال وجد موقف قاطع لتنفيذ بنوده، مبينا
أنهم كانوا ينتشرون على أطراف المخيم.وأشار إلى أن المسلحين يتهمون "القيادة
العامة" والنظام بعدم الالتزام ببنود الاتفاق، والتلاعب والمماطلة وعدم
المصداقية، في وقت تستمر فيه معاناة اللاجئين وجوعهم.
وأوضح
حميد أن المخيم يشهد وضعا سيئا للغاية، مع انقطاع أمل اللاجئين في رفع الحصار،
ورجوع المخيم إلى المربع الأول وتوقف دخول المساعدات الغذائية.وكشف عن مساع حثيثة
تبذلها القوى الفلسطينية داخل المخيم، للوقوف على أسباب الحدث الأخير، والتواصل مع
القوى في خارج المخيم، لعدم نسف الاتفاق، مؤكدًا أن بعض الشخصيات مستفيدة من تسويف
الاتفاق الموقع، وإبقاء الوضع داخل المخيم من حصار ومعاناة، مضيفا "بجهود
الطيبين ستعود الأمور إلى طبيعتها، والمسلحين على استعداد للتراجع
فورا".وأفاد الناشط من داخل المخيم سامي أبو فيلت، أن حالة من الاستياء شهدها
المخيم في الأيام الماضية، كانت مقدمة لحدوث ما جرى من دخول المسلحين للمخيم مرة
أخرى.وأوضح أن سكان المخيم أصبحت لديهم قناعة بأن هناك إصرارا في تنفيذ بنود اتفاق
تحييد المخيم ورفع الحصار عنه، عبر فتح طريق وممر آمنين، وإدخال الدقيق لمخابر
المخيم.وأكد فيلت وجود استياء كبير عند أهالي المخيم، بعد دخول المسلحين، إلا أنهم
في الوقت ذاته يعتبرون التأخير في تنفيذ بنود المصالحة السبب الرئيس الذي أعاد
الأمر إلى هذا المربع.وأشار إلى أن لسان حال الأهالي يدور حول دعواتهم لتحييد
المخيم، وخروج المسلحين، وتنفيذ بنود الاتفاق من غير تأخير أو تعطيل.
وفي احصائية عن حجم المساعدات التي وزعتها وكالة
الغوت على المحاصرين في المخيم في وقت
لاحق تبين أنها وصلت إلى ما يقارب 7500 سلة غذائية وهي لا تكفي في ظل اشتداد
الحصار وموت الأبرياء جوعا في المخيم خاصة من الأطفال وفقدان الطعام ولجوء
المحاصرين إلى أكل الحشائش والقطط والكلاب وحذرت الاونروا خلال الاشهر الماضية
بشكل متكرر من الازمة الانسانية المتفاقمة في اليرموك والتي ادت الى وفاة العشرات
جراء الجوع ونقص الادوية، داعية الى السماح بالدخول الدوري للمساعدات الى المخيم الذي
كان يقطنه 160 الف فلسطيني والعديد من السوريين، قبل اندلاع الازمة منتصف
آذار/مارس 2011
وقالت
وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن المساعدات التي
قدمتها للاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق غير كافية،
ووصفت توزيعها 7500 سلة غذائية منذ يناير/كانون الثاني الماضي "بالقطرة في
المحيط".وبثت المنظمة أمس الأربعاء شريطا مصورا يظهر الآلاف من سكان هذا
المخيم المحاصر من قبل قوات النظام منذ صيف العام 2013، وعلى وجوههم علائم الجوع
والتعب، وهم ينتظرون في شارع تصطف على طرفيه المباني المدمرة، مساعدات
الأونروا.كما وزعت المنظمة 450 طردا غذائيا، مما يرفع عدد الطرود الموزعة منذ 18
يناير/كانون الثاني إلى 7493 طردا.
ويكفي
الطرد الواحد أسرة مؤلفة من خمسة إلى ثمانية أشخاص لمدة عشرة أيام، بينما يقطن في
المخيم نحو 18 ألف فلسطيني، ونحو هذا العدد من السوريين، بعدما كان يقطنه نحو 180
ألف نسمة قبل اندلاع القتال في سوريا منذ نحو ثلاثة أعوام.وتقول الوكالة إن
"عملية حسابية بسيطة تظهر الواقع القاسي" الذي يعانيه سكان المخيم،
مشيرة إلى أن هذه المساعدات "قطرة في محيط".وتحوّل قسم كبير من المخيم
إلى أنقاض بسبب القتال الدائر بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة الذين انسحبوا
مؤخرا من المخيم بموجب اتفاق مع الفصائل الفلسطينية.
وتوفي
أكثر من مائة شخص جوعا في المخيم منذ أكتوبر/تشرين الأول 2013 بينما يعيش السكان
في ظروف معيشية مروعة، في ظل استمرار الحصار الذي يفرضه النظام السوري على المخيم,
رغم اتفاق أبرم لفكه مقابل أن تتسلم قوات فلسطينية أمنه.وتمكنت الأونروا من
استخدام بنيتها التحتية في المخيم لأول مرة أمس الأربعاء منذ ديسمبر/كانون الأول
2012، واصفة هذه الخطوة بأنها "مشجعة"الأونروا خلال الأشهر الماضية بشكل
متكرر من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في مخيم اليرموك والتي أدت إلى وفاة العشرات
جراء الجوع ونقص الأدوية.
القيادة
الفلسطينية ومنظمة التحرير لعبت دورا كبيرا ومحوريا وعلى جميع الصعد لتجنيب
مخيماتنا في سوريا من الصراع الدائر فيها وأجرت اتصالات مع كل أطراف الأزمة من أجل
تحقيق هذا الهدف وتمكنت من ابرام اتفاق لخروج المسلحين من المخيم وانتشار قوة
أمنية فلسطينية لمراقبة ومتابعة تنفيذ الأتفاق وبناء على تعليمات الرئيس والذي
أوفد العديد من المسئولين وعلى رأسهم الدكتور زكريا الأغا والدكتور أحمد مجدلاني
لمتابعة الوضع عن كتب في المخيم والأتصال بجميع الأطراف لمنع تفاقم الأزمة
الأنسانية وتوزيع المساعدات على المحاصرين الذين يموتون جوعا.
وكان
احد اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قال في وقت سابق وبعد خروج
المسلحين ان عددا من عناصر القوى
الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير انتشرت بعد توقيع الأتفاق في مخيم اليرموك في
دمشق مشيرا الى انه تم ايضا توزيع طرود غذائية على سكان المخيم ولكن الأمور بعد
عدة أيام عادت كما كانت سابقا بعودة المسلحين مرة أخرى
وبدورها
حملت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير المجموعات المسلحة في سوريا عودة
التوتر وتدهور الأوضاع الأمنية في مخيم
اليرموك
وقال
د. زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون
اللاجئين قي بيان صحفي أن عودة المجموعات المسلحة لمخيم اليرموك وعدم التزامها بما
تم الاتفاق عليه مع اللجنة الميدانية للفصائل الفلسطينية وفق ما ورد في مبادرة
منظمة التحرير الفلسطينية أعاد المخيم إلى نقطة الصفر وإلى مربع الصراع والحصار ، وعرقلة
دخول المساعدات الاغاثية لأهالي المخيم مما يهدد المخيم بكارثة إنسانية جديدة .
وأضاف
أن انتشار المجموعات المسلحة المتعددة الأطياف
شكلت انتكاسة حقيقية لأهالي المخيم وضرب لكل الجهود المبذولة لتحييد
المخيمات والنأي بها عن الصراعات الداخلية ، مؤكداً على ان الجهود لا تزال تبذل
لإسعاف الموقف قبل تفاقمه من خلال الضغط على المجموعات المسلحة بضرورة الانسحاب من
المخيم التزاماً بما ورد في المبادرة الفلسطينية لإعادة الحياة الآمنة والطبيعة
للاجئين الفلسطينيين في المخيم والسماح بدخول المساعدات لهم.
وشدد
د. الاغا على أهمية وضرورة العمل المشترك للفصائل الفلسطينية في سوريا وتصدير
مواقف موحدة حول ما يدور في سوريا وعدم تفرد فصيل من الفصائل الفلسطينية في البت
في المشاكل التي تتعلق بالمخيم وان يلتزم الجميع بما يصدر من لجنة المتابعة
الميدانية المشكلة من جميع الفصائل الفلسطينية ، وان لا يخرج أي فصيل من الفصائل
عن الموقف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية القاضي بتحييد المخيمات وعدم زجها في
الصراع الدائر لضمان عدم استغلالها من قبل المجموعات المسلحة في تبرير أعمالها
وعودة تمركزها داخل المخيم .
وطالب
الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية المنبثقة عنها ووكالة الغوث الاستمرار في تقديم
الخدمات الاغاثية والصحية والتعليمية للاجئين في سوريا مشيراً إلى أن الوضع لا
يزال كارثياً مع نزوح ما يقارب 400 ألف لاجئ من مخيماتهم إلى مراكز الإيواء
التابعة لوكالة الغوث التي تعاني من نقص كبير في تغطية احتياجاتهم وكذلك النازحين
على الدول المجاورة لسوريا ، كما طالب الدول المانحة بالاستجابة السريعة لنداء
الأونروا الطاريء لإغاثة اللاجئين في سوريا.