مخيم اليرموك يصرخ: اتركونا نخرج أو
اقتلونا !
دمشق – وكالات
يبحث اللاجئون في مخيم اليرموك عما
يسد الرمق في حاويات القمامة، في حين ينتظر العجائز المسنون في الشوارع، مستسلمين
أن يودعوا هذا العالم.. إنه الموت البطيء في مخيم اللاجئين الفلسطينيين الضخم
الواقع جنوب دمشق، والمحاصر منذ صيف 2013 من الجيش السوري. وهذا الحصار الخانق جعل
المدنيين هناك يعيشون في ما يشبه الغيتو وفي عوز تام.
وفي مخيم الرعب هذا، حيث وجوه السكان
هزيلة بائسة، قال الناشط رامي السيد "نحن نعيش في سجن كبير".
وأضاف، في اتصال معه عبر الانترنت
"لكن على الأقل في السجن هناك الغذاء. هنا لا شيء. نحن نموت على نار هادئة..
أحيانا تكون من حولي مجموعات من الأطفال، ويتوسلون إلي قائلين: بالله عليك نريد أن
نأكل أعطنا طعاماً. وطبعا ليس لدي ما أوفره لهم".
بعد أشهر من المعارك والقصف، لم يعد
يقيم في المخيم سوى 40 ألف شخص، بينهم 18 ألف لاجئ فلسطيني. وكان يضم قبل الثورة
السورية 150 الف لاجئ فلسطيني.
يقول الناشط رامي: "نأكل
الأعشاب ونعد منها أحياناً حساءً لكن طعمها مرٌ، حتى الحيوانات لن ترغب في
احتسائها (...) وإذا قصدنا حقلاً لجمع أعشاب يطلق قناص علينا النار".
ويضيف الناشط الشاب "الأمر
مأساوي فعلاً. في الشوارع ترى الناس وقد هزلت أجسادهم ووجوههم خالية من الحياة.
ويمكن قراءة الحزن في كل مكان".
وحتى وكالة الامم المتحدة لغوث
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التي توزع منذ يناير الماضي حصص الغذاء بشكل
متقطع على السكان المحاصرين، تبدو غير قادرة على مواجهة هذا الوضع الإنساني. وكل
ما تستطيع تقديمه لا يمثل سوى "قطرة في محيط"، وفق تعبير الوكالة نفسها.
وقالت "الاونروا" في بيان
"تنتظر صفوف من الوجوه الهزيلة (...) وسط مجاعة اطفال، رزم مساعدات. وجه
امرأة يعتصرها الالم بعد فقدان طفلها ودموع فرح والد يجتمع بابنته التي فقدها
لفترة طويلة، هذه نماذج لحالات انسانية (...) أضحت الشأن اليومي للاونروا".
ويقول الناشط رامي "يوم
الأربعاء تلقى 10 في المائة فقط من السكان المساعدة.. هذه المساعدة لا تكفي إلا
لبضعة أيام".
وأصبح قسم كبير من مخيم اللاجئين
الفلسطينيين، ركاماً بعد المعارك بين مسلحي المعارضة السورية والقوات الحكومية.
وقضى اكثر من 100 شخص بسبب نقص
الغذاء منذ أكتوبر 2013، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتحدث فيليبو غراندي مدير الاونروا
لدى زيارته الثلاثاء مخيم اليرموك عن ظروف الحياة "الصادمة" التي كان
شاهدا عليها، واصفا رؤيته لسكان المخيم بما يشبه "ظهور اشباح".
ويذكر ياس سكان مخيم اليرموك بوضع
سكان أحياء محاصرة في حمص، حيث استخدم النظام السوري الأسلوب ذاته لإخضاع مسلحي
المعارضة.
وعلاوة على نقص الغذاء هناك نقص في
العلاج.
ويقول الناشط رامي "في
المستشفيات هناك جرحى لا يمكن علاجهم لأنه لا يوجد أطباء ولا أدوية".
ويؤكد رامي أن سكان المخيم
"منهكون تماماً". ويقول على لسانهم "إما اتركونا نخرج أو
اقتلونا"!