الجمعة، 19 أيار، 2023
أهالي مخيم خان الشيخ للاجئيين الفلسطينيين في
ريف دمشق يعانون من أزمة حادة في وصول المياه إلى منازلهم منذ أكثر من 7 سنوات،
حيث لا تصل إلى معظم المنازل سوى بكميات قليلة أسبوعيا، وتشتد هذه الأزمة مع دخول
أشهر الصيف.
وتشير المعلومات بأن الأحياء الشرقية
للمخيم، هي الأشد تأثرًا من الأزمة الحادة، ولا تصل المياه إلى المنازل سوى مرتين
أسبوعيًّا، كما أن انقطاع الكهرباء وشحها يزيد الأزمة تعقيدًا، حيث لا يستطيع
الأهالي تعبئة نصف خزان.
أبو قاسم وهو أحد اللاجئين في المخيم يقول:
"الكهرباء لا تأتي سوى من ساعتين إلى 3 ساعات بشكل متقطع في أحسن الأحوال، وتكون
ضعيفة وغير منتظمة لتشغل المضخات”.
ويزداد قلق الأهالي من واقع المياه، مع اقتراب
فصل الصيف وارتفاع الحاجة لاستهلاك المياه، في حين يفكّر كثيرون بكيفية تأمين
حاجياتهم، والتخفيف من عبء الأزمة، والبحث عن مصادر.
تكاليف المياه تزداد ارتفاعاً
يصف اللاجئ "أبو قاسم” تكاليف تعبئة المياه عبر
الصهاريج بـ "غير المنطقية” والتي لا يمكن تحملها، حيث تبلغ تكلفة تعبئة خزان سعة
5 براميل 15 ألف ليرة سورية، في حين تحتاج كل أسرة خلال الصيف على الأقل 5 براميل
اسبوعياً، ما يعني 60 ألف ليرة بالشهر، حسبما أضاف.
وللتخفيف من الأزمة، يحاول بعض الأهالي الحصول
على تراخيص لحفر آبار مياه في المخيم، إلا أنّ ذلك متعذر على معظم الأهالي، نظراً
لكون معاملة إصدار ترخيص معقدة جداً وتحتاج الى "محسوبيات ووساطات” بحسب قول أبو
قاسم.
وبدأت عدد من المناطق المحاذية لمخيم خان الشيح
في ريف دمشق الاعتماد على الآبار المحليّة، "إلّا أنّ تلك الآبار غالباً ما تكون
لتخديم المزارع والمعامل المملوكة لأشخاص نافذين”.
وعلى ضوء هذه المعاناة، يطالب أهالي المخيم
الفصائل الفلسطينية والهيئات الإغاثية التابعة لها والمقربة منها، ومؤسسات المجتمع
المدني الإغاثية، الالتفات لحل ازمة المياه في المخيم عبر تركيب منظومة طاقة شمسية
لتشغيل المضخات الرئيسية وتعبئة الخزانات، أسوةً بمخيّم خان دنون.
وبدأت المطالب تنتشر عبر صفحات التواصل
الاجتماعي، مستلهمة من تجربة مخيم خان دنون، الذي عمدت إحدى المؤسسات فيه إلى
خلايا شمسية لتشغيل البئر المركزي، بالاعتماد على بعض التبرعات.
ويشتكي الأهالي من تردي الخدمات في المخيم، حيث
يتواصل الانهيار سواء في البنى الخدمية كشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحّي، أو
الخدمات الصحيّة والتعليمية، وسط غياب تام للجان التنمية والخدمات وتقصير كبير من
قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” أونروا” وسط شكاوى متكررة من قبل
الأهالي.
مخيم خان الشيح أحد مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين ويقع بجانب الأطلال القديمة لخان الشيح التي تبعد 27 كيلومتر إلى
الجنوب الغربي من دمشق.
وقد عمل الخان في الأصل كمنامة للقوافل
التجارية بين دمشق وبين الجنوب الغربي. وقد عمل الخان على توفير ملجأ لأوائل
اللاجئين من فلسطين في عام 1948.
وقد تأسس المخيم في عام 1949 فوق مساحة من
الأرض تبلغ 0,69 كيلومتر مربع. ومعظم اللاجئين في المخيم ( عددهم 30 ألفًا) هم من
الأجزاء الشمالية في فلسطين، والعديد منهم اليوم حاصلون على درجات جيدة من التعليم
ويعملون كمعلمين أو كموظفين في الخدمة المدنية.
أما الآخرون فهم يعملون كمزارعين في الأراضي
المملوكة للسوريين وعمال يدويين في الورشات المجاورة.