القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

فلسطينيو سورية

معاناة مركبة يعيشها مدنيو مخيم اليرموك بين حصار النظام وانتهاكات "داعش" و"تحرير الشام

معاناة مركبة يعيشها مدنيو مخيم اليرموك بين حصار النظام وانتهاكات "داعش" و"تحرير الشام

الجمعة، 07 نيسان، 2017

يشتكي المحاصرون في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق من الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها الجماعات المسلحة داخل المخيم بحقهم، خاصة منها تنظيم الدولة "داعش" الذي يواصل تضييقه على المدنيين في اليرموك.

ويمارس التنظيم انتهاكات عديدة بحق المدنيين فيه، وأكد أحد المحاصرين "بأن التضييق على المدنيين وصل إلى حد لا يطاق معه البقاء في المخيم"، موضحاً "أن عناصر التنظيم يتدخلون بالحريات الشخصية بأسلوب مسيء للأهالي يصل إلى حد الشتم والضرب والصراخ في وجوه الرجال والنساء".

فيما أشار مراسل مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية إلى أن تنظيم الدولة منع أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) من إدخال الخبز وماء الشرب وسلات المساعدات الغذائية إلى منازلهم في مناطق الاشتباكات.

ووفقاً لمجموعة العمل فأن داعش فرض سيطرته على العديد من المنشآت الرياضية في اليرموك كمركز دعم الشباب وملعب الشتات، وحولتها إلى مناطق تدريب عسكرية خاصة بها، ومنعت أبناء المخيم من ممارسة لعبة كرة القدم في تلك المنشآت.

ميدانياً أكد مراسل مجموعة العمل أن المخيم قسم لعدة قطاعات، وكل تنظيم أو فصيل مسلح يفرض سيطرته وأحكامه على تلك القطاعات، ويقيم فيها حواجز وسواتر ترابية، مشيراً إلى أن "داعش" أقام حاجزين في شارع لويبة مصنوعين من خزانات حديد مملوءة بالتراب، وأقام حاجزاً آخر في ساحة أبو حشيش، وحاجزاً في نهاية شارع حيفا تقاطع شارع المدارس، بينما تم رفع سجاد البيوت على سور حديقة عبدالقادر الحسيني.

وعمد التنظيم إلى رفع عدة سواتر ترابية على امتداد شارع (30)، كما نصب التنظيم حاجزاً في منطقة المدينة الرياضية، وحاجزاً أمام محل أبو اسكندر الواصل إلى شارع العروبة.

وأضاف المراسل أن تنظيم "داعش" قام بنهب بيوت حي الجاعونة الذي كان يعتبره منطقة عسكرية خاصة به، منوهاً إلى أن التنظيم نهب البيوت في تلك المنطقة أثناء خروجه وأخرج أثاثها إلى مناطق نفوذه داخل المخيم.

في غضون ذلك، وجهت "مجموعة الكراعين" إحدى المجموعات المسلحة في مخيم اليرموك إنذارات للمدنيين بوجوب إخلاء المنطقة المحيطة لقطاعهم واعتبار المنطقة قطاعاً عسكرياً خالياً من المدنيين.

يأتي ذلك بعد حالة من التوتر والتخبط أصابت المجموعة بعد مقتل قائدها "أحمد عبد الرحمن كريم" الملقب "أبو ربيع الكرعونة" في مخيم اليرموك بانفجار أحد الانفاق الفاصلة بين شارع فلسطين وحي التضامن قبل أيام، ما حدا بعناصرها إلى فرض طوق أمني في المناطق المتواجدة بها.

وتسيطر المجموعة على بعض الكتل السكنيّة في محيط شارع فلسطين، وأسست بعد قصف الطيران السوري (الميغ) لجامع عبد القادر الحسيني ومدرسة الفلوجة في مخيم اليرموك يوم 16 0 12 – 2012، حيث انضمّ إلى هذه المجموعة عدد من شباب المخيم المعارض للنظام في سورية، بلغ عددهم ما بين 25 إلى 30 مسلّحاً.

وفي السياق، قال مراسل مجموعة العمل "إن أوضاع المحاصرين في مناطق هيئة تحرير الشام هي الأسوأ داخل اليرموك، وذلك بسبب ما يعانونه من حصار مزدوج مفروض عليهم من قبل تنظيم "داعش" من جهة والنظام السوري والفصائل الفلسطينية الموالية له من جهة أخرى".

حيث يشتكي الأهالي هناك من ممارسات عناصر الهيئة غير المسؤولة تجاههم، حيث تتعرض بيوتهم للنهب والسلب من قبل عناصر هيئة تحرير الشام، وذلك بعد خروجهم من منازلهم في الصباح الباكر لتأمين الطعام.

ففي حادثة تُدلل على ذلك فقد تم سرقة بيت امرأة خرجت لتأمين طعام العائلة وعندما عادت وجدت أن بعض أغراض المنزل قد سرقت إضافة للطعام التي كانت تحتفظ به في مطبخها.

أما من الجانب الصحي لا يزال مشفى فلسطين هو المشفى الوحيد الذي يقدم خدماته لسكان المخيم، إلا أن ذلك المشفى يعاني من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما يشتكي العاملون فيه من عدم وصول رواتبهم إليهم.

يأتي ذلك وسط استمرار الجيش النظامي ومجموعات القيادة العامة بفرض حصارهم على المخيم لليوم (1384) على التوالي، وتقطع عنه الكهرباء، والماء لـ (898) يوماً على التوالي، وقضى (190) فلسطينياً من أبناء مخيم اليرموك بفعل الحصار والجوع ونقص الرعاية الطبية.

وفي ريف دمشق، ذكرت مصادر ميدانية في مخيم خان دنون للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق إصابة اثنين من المدنيين بعد اطلاق النار في شارع السوق وسط مخيم خان دنون، وذلك بعد خلاف بين أحد العناصر المسلحة الموالية للنظام السوري وعدد من المدنيين.

وأشارت تلك المصادر إلى أن الشاب "أحمد حلاوة" و"أبو ابراهيم الرحال" أصيبا إصابات طفيفة في القدم، وسط حالة من التوتر والقلق سادت في المخيم بعد إطلاق النار محملين النظام ومجموعاته الموالية المسؤولية.

هذا وتعاني عدد من المخيمات من فوضى السلاح المنتشر بين أيدي اللجان الأمنية التابعة للجيش النظامي والذي أدى إلى حدوث مشاكل عديدة، كما حدث مؤخراً في مخيم النيرب بعد مقتل أحد أللجان الموالية داخل المخيم.

يشار إلى أن سكان مخيم خان دنون يعيشون أوضاعاً مزرية نتيجة نقص الخدمات الأساسية فيه، حيث يعاني سكانه من غلاء الأسعار, ونقص الخدمات الأساسية من صحة وطبابة ومواصلات، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي والمياه والاتصالات لساعات وفترات زمنية طويلة تصل لأكثر من 16 ساعة في اليوم.

وفي سياق آخر، أكد عدد من اللاجئين الفلسطينيين ممن أفرج النظام السوري عنهم لمراسل مجموعة العمل، أنه تم اعتقالهم من قبل عناصر الأمن السوري لكونهم من أسرة فرد مطلوب للنظام أو عوضاً عنه، فيما قال آخرون أنه تم اعتقالهم لتشابه أسمائهم مع مطلوبين للأجهزة الأمنية السورية.

ووفقاً لهم مع التحفظ على أسمائهم خوفاً من بطش النظام السوري، فقد تعرضوا لكافة أشكال التعذيب متنقلين بين عدة أفرع أمنية وتظهر على يدي أحدهم آثار التعذيب بعد أن وضع عناصر الأمن كلابات كهرباء حول معصميه، اضافة إلى آثار الضرب والتعذيب على جسده.

وبعد أن يتبين أنه ليس الفرد المطلوب أوليس له علاقة بقريبه المطلوب يفرج عنه، ويُعطى ورقة براءة بذلك، إلا أن البعض منهم تم اعتقاله للمرة الثانية لتشابه اسمه، ويؤكد ناشطون أن الكثير من اللاجئين الفلسطينيين تم اعتقالهم من قبل النظام السوري أو المجموعات الموالية له دون أسباب تُذكر، في حين قضى المئات منهم تحت التعذيب لتشابه أسماء أو أنه قريب أحد "المطلوبين" للنظام السوري.

يشار أن مجموعة العمل وثقت أسماء (1184) معتقلاً فلسطينياً في سجون النظام لايزال الأمن السوري يتكتم على مصيرهم.

وعن بلاد المهجر، أشار التقرير الحقوقي الذي أصدره كلاً من مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية ومركز العودة الفلسطيني في لندن، منذ عدة أيام، بعنوان "فلسطينيو سورية والأبواب المغلقة" أن النصف الثاني من العام 2016 شهد استمرار الحراك المدني للاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية.

حيث ساهم عدد ملحوظ منهم في نشاطات تطوعية متنوعة، منوهاً إلى أن العشرات من الشباب الفلسطيني شاركوا في الفعاليات الفلسطينية التي أقيمت في ألمانيا والسويد وهولندا وبلجيكا والنمسا، فقد شهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة العديد من الأنشطة والمعارض والوقفات التضامنية مع أهالي القدس وقطاع غزة ومخيمات سورية.

ووفقاً للتقرير فقد برز دور فلسطينيي سورية في العمل الحقوقي من خلال مشاركة عدد من الباحثين من مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في بريطانيا وسويسرا والسويد بالعديد من الأنشطة الحقوقية والثقافية كان أبرزها مشاركة ممثل مركز العودة والمدير التنفيذي لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في أعمال الدورتين (32،33) لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حيث قدم عرضاً لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين خلال الحرب في سورية.

إلى ذلك ذكرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية وفق تقريرها الحقوقي "فلسطينيو سورية والأبواب المغلقة"، أن عدد اللاجئين الفلسطينيين السوريين في أوروبا قد تجاوز (85) ألف لاجئ، فيما نوّهت المجموعة أن الإحصائية هي إحصائية غير رسمة.