القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 22 كانون الأول 2024

فلسطينيو سورية

مقلة الفلسطينييون والقرود

مقلة الفلسطينييون والقرود

بقلم: نبيل فياض

رغم كل شيء تظل فلسطين في عرفنا الجزء الجنوبي المحتل من سوريا.

رغم كل شيء، يظل الفلسطينيون شعباً سوريّاً بامتياز، أسقط عنه هويته السورية اتفاق دول عظمى على تقسيم وطن إلى أوطان، دولة إلى دول، وأمة إلى أمم!!

أزمة الفلسطينيين الأبدية أنهم يكرهون ذواتهم. ويكرهون بالتالي كلّ آخر يقترب من ذواتهم.

أزمة الفلسطينيين الأبدية أنهم يبحثون دائماً عن شيطان يرمون كل كاهله بثقل مآسيهم. عن آخر يحملونه سبب كل ماعانوه. مع أنهم لو تلفتوا بعقل لحظة، لوجدوا ضالتهم في المرآة.

كل الناس بعرفهم سيئون: اللبنانيون كتائب وقواتيون ودروز عملاء. السوريون كلهم علويون طائفيون يكرهونهم لأنهم سنّة. الأردنيون عشائر بدوية تحقد عليهم لأنهم أكثر حضارة منهم. المصريون متعصبون لا يحبون " الشوام "!!

هوس الفلسطينيين المرضي انتظار مخلص لن يأتي! في الماضي، وضعوا بيضهم كلّه في سلّة القومية العربية وظاهرتها الصوتية، جمال عبد الناصر. ولمّا أنتن البيض، جاءوا ببيضهم الجديد إلى عش كارل ماركس – ولم يفقس. وكما يقول فرويد فالفشل الأفقي يولّد ردّة فعل عمودية، لم يبق أمام الفلسطينيين غير " الله " وممثليه على الأرض. الكارثة هنا أن البيض موضوع اليوم تحت رعاية سلطة لا مرئية ولا قابلة للنقاش. والفلسطينيون سيحتاجون هذه المرة إلى قدرات خارقة كي يخرجوا من وهمهم الأخير!!

أذكر وقت كنت أدرس في جامعة دمشق، كان ثمة حادث مريع: فقد انهارت شرفة أحد الأبنية في المدينة الجامعية، قسم الطالبات، وماتت بضع فتيات كن في معظمهن من الساحل، أي علويات. في الصف، كان معنا طالب من بيت لحم يدرس بمنحة من الحكومة السورية، اسمه محمود ذويب. ورغم ادعاء الشاب اليسارية، فقد قال لي بوقاحة مرضيّة، إنه سعيد بموت الفتيات لأنهن جزء من انتقام إلهي على فظائع العلويين في تل الزعتر!!

لا يمكن منطقياً تعميم حالة محمود على كل الفلسطينيين، لكن تراكم التجارب مع هذا الشعب يوحي بأنه في معظمه نسخ " محمودية "! الفلسطينيون يجب أن يتعلّموا من تجاربهم السابقة بأنه لا خلاص لهم خارج ذواتهم. ليست المسألة بالسهلة، لكنهم إن بقوا على هذا المنوال سينتهون كجماعة مرفوضة من الجميع، وأقل من سيكرههم الإسرائيليون، لأنهم يحفظون عقدهم عن ظهر قلب!!

القرود؟؟ نعم القرود!! وهنا لا نشبه الفلسطينيين بالقرود لأنهم ليسوا ليبيين! الفلسطينيون، سأظل أكرر، هم شعب سوريا الجنوبية. ونحن نتألم حين نراهم يباعون في المزادات العلنية، بدءاً بصالات البعث وانتهاء بمساجد أبو هنية!! القرود هنا كناية عن تجربة لسلوك هذا الصنف الحيواني، أجد أنه من الواجب إيرادها هنا:

يذكر أحد علماء سلوك الحيوان أنه تم وضع مجموعة من القرود في غرفة. كانت الغرفة تحتوي موزة موصولة بشريط كهربائي! حاول أحد القرود أخذ الموزة!! تكهرب!! ارتد عنها مباشرة!! رأت القرود القرد الذي تكهرب. ابتعدت القرود عن الموزة بل وعن الطاولة التي تقف الموزة عليها!! وكان الأغرب أنه حتى حينما تم إدخال قرود جدد إلى الغرفة، لم يقترب الأخيرون من الموزة. قرد أوحد أفهم الباقين من تجربة واحدة أن لا يكرروا الخطأ!!

تدخّل الفلسطينيون في الشأن الأردني الداخلي، ضمن آلية كراهية الذات-الآخر النفسية المعقدة، فكان أيلول الأسود.

تدخّل الفلسطينيون في الشأن اللبناني الداخلي، فكانت الحرب الأهلية بما في ذلك تل الزعتر وبستان الباشا وصبرا وشاتيلا.

تدخّل الفلسطينيون في الشأن الكويتي الداخلي فكان الترانسفير الثاني، من الكويت إلى عمّان.

اليوم يتدخل الفلسطينيون في الشأن السوري الداخلي: هل ننتظر يرموك جديد أو فلسطين آخر؟؟

الموزة أستاذنا في التعلّم: هل فُهمنا أخيراً؟؟