القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

فلسطينيو سورية

هل تتحول المخيمات الفلسطينية في سورية إلى جزر أمنية وتلقى مصير نظيرتها في لبنان

هل تتحول المخيمات الفلسطينية في سورية إلى جزر أمنية وتلقى مصير نظيرتها في لبنان


الجمعة، 05 تشرينالأول، 2018

في ظل الإجراءات الأمنية المشددة التي يمارسها النظام السوري على المخيمات الفلسطينية التي تقع تحت سيطرته كمخيم خان دنون، ومخيم جرمانا، ومخيم السيدة زينب، ومخيم العائدين حماة وحمص والرمل في اللاذقية والنيرب بحلب، أو التي أعاد السيطرة عليها كمخيم خان الشيح والحسينية والسبينة ومخيم اليرموك، ومع استمرار النظام بفرض قبضته الأمنية عليها ومحاصرتها واعتقال أبنائها متى يشاء بتهم وحجج واهية؟ فقد أثير العديد من الأسئلة عن مصير المخيمات الفلسطينية في سورية؟ وهل ستتحول إلى جزر أمنية وتلقى نفس مصير نظيرتها في لبنان؟

فمنذ اندلاع الأحداث في سورية عام 2011 عمد النظام السوري إلى تضييق الخناق على سكان المخيمات وإقامة حواجز لمنع دخول وخروج المدنيين من وإلى المخيم، حيث فرض حصاراً تاماً على مخيم اليرموك منذ منتصف عام 2013 وحتى إعادة السيطرة عليه يوم 21أيار/ مايو المنصرم، منع بموجبه إدخال الطعام والدواء والمستلزمات الطبية إليه الأمر الذي أدى إلى قضاء 200 لاجئ بسبب الحصار والجوع ونقص العناية الطبية، كما حاصر مخيم درعا جنوب سورية ومنع دخول وخروج سكانه منه وإليه، فيما أصبح مخيم العائدين بحمص مخيماً رهن الاعتقال وأشبه بالمعتقل الكبير الذي يقبع فيه أو بغيره معظم أهالي المخيم. فيما لاتزال قوات الأمن السوري بالتضييق شيئاً فشئياً على سكان المخيم بعد الظهور المسلح وجعل الدخول والخروج للمخيم من المدخل الرئيسي فقط، كذلك قام بوضع سواتر ترابية وحواجز إسمنتية بين المخيم والشماس ومد أسلاكاً شائكة بين المخيم وطريق الشام لسد جميع الطرق الفرعية المؤدية إلى المخيم، وفي يوم 21/ حزيران – يونيو / 2015، قام السلطات المختصة ببناء وتركيب سور حديدي يفصل بين أحياء مخيم العائدين في حمص والكتلة الجامعية والسكن الجامعي من الجهة الغربية، وأحياء ضاحية الوليد وحي عكرمة وحي وادي الذهب في المنطقة الشرقية، وذلك على طول طريق الشام ابتداء من دوار تدمر، وحتى دوار التمثال على مفرق الجسر وشارع الحضارة دون أي ممرات خدمية بين الجانبين.

وفي مخيم الرمل في اللاذقية يستمر النظام بحملات الدهم والاعتقال التي تقوم بها الأجهزة الأمنية السورية بين الحين والآخر لمنازل المخيم و تزيد من معاناة سكانه، كما يعاني شباب المخيم من ملاحقة الأجهزة الأمنية السورية من أجل الخدمة الإلزامية في جيش التحرير الفلسطيني ، مما اضطر العديد منهم للهروب خارج البلاد، كما وضع حواجز أمنية على بوابات مخيمات جرمانا والعائدين حماة والنيرب بحلب.

في غضون ذلك فرض النظام السوري اجراءات أمنية وقيود مشددة على مخيم خان الشيح والحسينية والسبينة مماثلة لتلك الاجراءات التي تمارسها السلطات اللبنانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، فقد لجأت حواجز النظام السوري والمجموعات الطائفية الموالية لها في منطقة السيدة زينب إلى اجبار كل في كل فرد في العائلة على استخراج بطاقة تحمل اسمه إضافة لأسماء أفراد العائلة لها رقم لا يدخل ولا يخرج من المخيم إلا بموجبها، كما منعت الحواجز الأمنية السورية دخول الأشخاص غير القاطنين بالمخيم من زيارة أقاربهم داخل المخيم إلا بموجب تصريح رسمي ووجود شخص كفيل له من داخل المخيم، على أن يضع بطاقته الشخصية عند عناصر الحاجز ويقوم باستردادها أثناء خروجه، وإذا أراد أن يبيت أكثر من ليلية عنده أقاربه في المخيم عليه أن يخبر الحاجز بذلك.

وكان النظام السوري قد أطلق قرارات من شأنها تقييد حركة أبناء المخيم والتحكم في معيشتهم ومنها: "كل عائلة كان أحد افرادها مسلح تطرد العائلة كلها من المنطقة وتصادر أملاكها لصالح الحاجز"، و"كل عائلة مفقود رب أسرتها تطرد خارج المنطقة وتصادر أملاكها"، و"لا يسمح للمستأجر العودة إلى المنزل التي يستأجره ضمن المنطقة"، و"لا يسمح للمحلات التجارية التي كانت مستأجرة بإعادة فتحها"، و " يسمح بفتح محلات من قبل مالكها لكن بشرط شراء البضاعة من التجار التي وضعهم رئيس الحاجز في المنطقة، للتحكم بالأسعار ويمنع إدخال البضاعة من خارج المنطقة.

هذا وقد منعت قوات الجيش السوري النظامي العديد من عائلات المخيم خلال الفترة الماضية من العودة إليه، وأبلغوهم أن جميع ممتلكاتهم تحت تصرف الحاجز، كما قامت تلك القوات بتفجير بيوت العديد من منازل الناشطين الإغاثيين والإعلاميين داخل المخيم.

وفي السياق تشير مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية إلى أن حوالي (4500) لاجئاً فلسطينياً هجروا قسراً من مخيمي خان الشيح واليرموك إلى محافظة إدلب شمال سورية، وذلك بعد توقيع اتفاق المصالحة بين النظام السوري والمعارضة في خان الشيح والمنطقة الجنوبية في دمشق.

الجدير بالتنويه أنه يوجد في سوريا ما يزيد على 13 مخيماً للاجئين الفلسطينيين، بعضها رسمي والآخر غير رسمي، ويقدر عدد الفلسطينيين فيها أكثر من نصف مليون نسمة، اضطر (280) ألف لاجئاً من أصل (450) ألفاً بقوا في سورية من مغادرة مخيماتهم والنزوح إلى مناطق متفرقة في سورية، فيما اضطر (120) ألف لاجئ منهم للهجرة إلى الدول الأوربية والدول المجاورة لسورية.