القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

أبو راشد: "فلسطينيو أوروبا" غيروا نظرة الغرب تجاه القضية

أبو راشد: "فلسطينيو أوروبا" غيروا نظرة الغرب تجاه القضية


الثلاثاء، 14 شباط، 2017

رأى المنسق العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا أمين أبو راشد، أن الشتات الفلسطيني ومخيماته يعدان الخزان المؤسس والداعم للثورة الفلسطينية، لكن دورهما تأثر سلبا منذ اتفاقية أوسلو، ليتحول بعدها إلى دور داعم ومساند للداخل الفلسطيني.

وناقش أبو راشد، أسباب انحسار دور الشتات الفلسطيني وسبل تفعيله، ولكنه بالمقابل يرى أن الحالة التوافقية لفلسطينيي أوروبا، أسست لتربة خصبة تلبي تطلعات الجاليات الفلسطينية.

وانتقد "أبو راشد" دور منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية المنكفئين، "وهذا طبيعي في ظل الانكفاء الذي يشهده مشروعهما الفلسطيني ككل، نتيجة تكبيله بجملة من الاتفاقات والمفاوضات، ما ألجم أي دور يمكن أن يمارسه الشتات عبر المنظمة".

وفيما يلي نص الحوار:.

- كيف تقيم دور فلسطينيي الشتات في المشروع الوطني الفلسطيني بين الماضي والحاضر؟

يدرك الجميع الدور الرئيس الذي لعبه الشتات الفلسطيني في انطلاق الثورة الفلسطينية بداية، ومن ثم رعايتها وتأمين استمراريتها عبر عقود من الزمان، وعبر كل المحطات والمنعطفات التاريخية، حيث شكل الشتات الفلسطيني ومخيماته الخزان المؤسس والداعم للثورة الفلسطينية، ولعل هذا الدور، وإن تفاوتت وتيرته مع اختلاف مراحل هذه القضية والجغرافيا المتواجد فيها، لكنه ظل حتى اتفاق أوسلو المتصدر الرئيس للمشروع التحرري الفلسطيني.

لا شك أنه بعد اتفاق أوسلو تأثر هذا الدور، وبدأت وتيرة وفعالية هذا الشتات بالانخفاض شيئا فشيئا، لصالح الداخل الفلسطيني، ليتحول دور الشتات بعدها إلى دور داعم ومساند للداخل الفلسطيني، وهو ما كان سيشكل دورا مهما لو كتب له الاستمرار بأدائه المنوط به، لكن حتى هذا الدور الرافد والمساند لم يتابع أداؤه بالشكل المطلوب، وشابه الشيء الكثير، وانحسر بدرجة كبيرة.

- لماذا انحسر دور الشتات الفلسطيني، وما هي سبل تفعيله؟

جزء منها يعود إلى طبيعة الأنظمة والدول المتوزع فيها هذا الشتات، وخاصة العربية منها، والمقصود هنا طبيعة تعاملها وموقفها من القضية الفلسطينية، والتي هي حصيلة مستوى علاقتها مع الكيان الصهيوني من جهة، ومنحنى علاقتها التاريخية مع السلطة والقوى الفصائلية من جهة أخرى.

ويزيد من ذلك تعقيدا أيضا طبيعة الأنظمة بحد ذاتها، وشكل الحكم الذي تمارسه على شعوبها، كل هذه العوامل بمجملها انعكست على طبيعة تعامل هذه الأنظمة مع الشعب الفلسطيني ومخيماته المتواجدة على أرضها، ما أثر على مرونة وطبيعة التحرك الذي يمارسه هذا الشتات.

في هذا السياق، يجب أن لا نغفل أيضا الرواسب التاريخية، التي تركتها اصطفافات القوى الفلسطينية في بعض القضايا، ما أثر على علاقتها مع هذه الدول، وبالتالي أثر بالنتيجة على طبيعة التواجد الفلسطيني وحرية تحركه داخل هذه الدول.

كما أن انتقال الثقل الفلسطيني للداخل، وتشكيل السلطة الفلسطينية، أضعف بشكل كبير دور منظمة التحرير في الخارج، مضافا إليه التراجع الذي شهده برنامجها السياسي، ومع مرور الوقت تصلبت هيكليتها وفقدت التمثيل الحقيقي للتواجد الفلسطيني في الشتات، إلى أن فقدت قدرتها على تحريك طاقاته وتفعيلها.

- هناك حضور قوي في السنوات الأخيرة لفلسطينيي أوروبا، كيف نهضت هذه التجربة؟ وما هو تقييمها؟

معروف أن الساحة الأوروبية بقدر ما كانت عليه من انحياز ضد القضية الفلسطينية، فإنها كانت وما تزال ساحة مفتوحة من حيث حرية التحرك، فضلا عن طبيعة التواجد الفلسطيني فيها البعيدة نوعا ما عن الفصائلية، هذه العوامل مجتمعة أسست تربة خصبة لنشوء مؤسسات وأطر عمل تلبي تطلعات الجاليات الفلسطينية المتواجدة فيها وتمثلها تمثيلا حقيقيا، وعبر الزمن استطاعت إحداث تغييرات في موقف المجتمع الغربي من القضية الفلسطينية، ما أكسبها ثقة أكبر من أبناء شعبنا في القارة الأوروبية.

وبالتالي، أوجب عليها التشارك في إطار واحد جامع تمثل في مؤتمرها السنوي (مؤتمر فلسطينيي أوروبا)، الذي بات يشكل اللافتة الأكبر التي تجمع طاقات وآمال وتطلعات الشعب الفلسطيني في أوروبا.

- ما هي أبرز الأهداف والإنجازات التي حققها الحضور الفلسطيني في أوروبا؟

إن حجم التغيير الذي شهدته القارة الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية، خير مؤشر على حجم وأهمية العمل الذي أنجز فيها، فضلا عن إعلاء صوت أوروبا في رفض التنازل عن حق العودة والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية لفلسطينيي أوروبا، وإيجاد منتديات لتعارف الجالية الفلسطينية وتقوية العلاقات الاجتماعية بينهم، ناهيك عن النهوض بالعمل الفلسطيني على مستوى الساحة الأوروبية والتواصل مع الشخصيات الفلسطينية في العالم، والتفاعل الإيجابي مع المحيط الأوروبي ونقل الصوت الفلسطيني له، وإيجاد مساحات لهذا الصوت في الإعلام الغربي.

أما على مستوى الداخل الفلسطيني، خلقت حالة من الدعم الفلسطيني للداخل والتواصل معهم عبر المؤتمرات، والمساهمة في محاولات كسر الحصار البغيض عن الشعب الفلسطيني، وتسليط الضوء على معاناته، بفضح الممارسات الصهيونية والوقوف ضد بناء جدار الفصل العنصري وإعطاء أهمية لفلسطينيي 48، والتعامل مع قضاياهم المنسية، وتحقيق الوحدة الوطنية.

يضاف إلى ذلك كله، الاهتمام بالأجيال الجديدة، وإعطاؤها مساحة في العمل، وتخصيص برامج لها، والاهتمام بتطوير لجان العمل النسائي في القارة الأوروبية، والاهتمام بالجانب الإعلامي وتطوير رسالته ووسائل عمله.

- كيف ترى دور منظمة التحرير والسلطة، فيما يتعلق بالشتات الفلسطيني، وما هو المطلوب؟

هناك انكفاء واضح لدور المنظمة والسلطة الفلسطينية، وهذا طبيعي في ظل الانكفاء الذي يشهده مشروعهما الفلسطيني ككل، نتيجة تكبيله بجملة من الاتفاقات والمفاوضات، كان الشتات الفلسطيني وحق العودة بطبيعة الحال جزءا منهما، ما ألجم أي دور يمكن أن يمارسه الشتات عبر المنظمة، وشيئا فشيئا تحولت المنظمة من تمثيل للشتات الفلسطيني إلى تمثيل للون معين فيها، تتحرك حين يراد لها، وتعود جثة هامدة حين يراد لها ذلك.

والمطلوب أن تعود المنظمة إلى دورها التاريخي المنوط بها، والذي مارسته لسنوات طويلة من داخل الشتات الفلسطيني، بحيث تدير تحركاته وتحقق تمثيلا حقيقيا له، لا أن تكون مفروضة عليه تزيد من أعبائه وتتصرف باسمه، ولتحقيق ما سلف يجب إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.

- ماذا عن دور السفارات الفلسطينية في هذا السياق؟

المفروض أن تكون السفارات الفلسطينية، ممثلا لمجموع الفلسطينيين في البلد الذي تتواجد فيه، إضافة لكونها ممثلا لعلاقات السلطة الفلسطينية مع هذا البلد، لكن ما نراه في الواقع أنها تمثل السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وهناك بون شاسع بينها وبين أبناء شعبنا في البلدان المتواجدة فيها، حتى أنها في بعض الدول وقفت موقفا سلبيا، يخالف مصالح أبناء شعبنا، ما أوجد حالة من عدم الثقة لدى شريحة كبيرة من أبناء شعبنا بكل هذه التشكيلات، التي ينبغي أن تمثل الشعب الفلسطيني، لكنها تحولت إلى مكاتب وممثليات ذات أعمال إدارية أكثر منها سفارة تنظم حراك أبناء شعبنا في الشتات وتسير معه في مشروعه.

التمثيل الحقيقي للشعب هو البوابة الصحيحة لتفعيل وتوظيف طاقات أبناء شعبنا، يضاف إليه جهد حركات وقوى العمل الوطني الفلسطيني الوطنية منها والإسلامية

- ما هي الخطوات العملية المقترحة لتفعيل دور فلسطينيي الشتات في مشروع التحرر الوطني؟

إن التمثيل الحقيقي للشعب هو البوابة الصحيحة لتفعيل وتوظيف طاقات أبناء شعبنا، يضاف إليه جهد حركات وقوى العمل الوطني الفلسطيني الوطنية منها والإسلامية، وضمن الظروف الراهنة لا يمكن أن يتحقق، إلا من خلال جسم واحد يجمع عموم أبناء شعبنا، بعيدا عن انتمائهم الفصائلي.

ونظرا لضيق أفق الوفاق السياسي بين قوى وفصائل شعبنا الفلسطيني، فربما يكون عقد مؤتمر شعبي يحضره عموم أبناء شعبنا بوابة لهذا الأمر، بحيث تناقش فيه أوضاع فلسطينيي الشتات من كل النواحي، فتشخص فيه المشاكل وتسمى فيها الأهداف والتطلعات، لينتقل بعدها المؤتمرون لوضع خطة عمل وبرامج تحقق المأمول وتتجاوز الإشكالات، علها تشكل طرفا ضاغطا على فصائل ومؤسسات شعبنا في المشروع الوطني إذا أعادوا ترتيب الأولويات.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام