القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أبو مرزوق: سنمنع أي انكسار فلسطيني أمام المحتل


الثلاثاء، 13 تشرين الأول، 2020

قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس: إنّ الحالة الفلسطينية تمر بأوضاع غاية في القسوة، منها طريقة التعامل الإسرائيلية الأمريكية مع السلطة الفلسطينية ومحاصرتها ماليًّا وسياسيًّا.

لن ينكسر الفلسطيني

وإزاء ذلك، أكد أبو مرزوق، في مقابلة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أن "مصلحتنا ولا شك ألا ينكسر أي من الفلسطينيين أمام العدو الصهيوني".

وأضاف: "الضغوط المالية التي فرضت على السلطة من خلال وقف المساعدات الأمريكية أو وقف تحويل أموال المقاصة أو رفض العرب إعطاء قروض للسلطة أو التنكر من التعهدات التي أعطوها للسلطة، هذا بلا شك يجعل السلطة في وضع سيئ جدا".

وقال: "نحن معنيّون ألا ينكسر أحد من أبناء شعبنا أمام العدو الصهيوني، لذلك سارعنا للتعامل مع الإخوة في حركة فتح تعاملا وطنيا شفافا واضحا مسؤولا، حتى نتجاوز المرحلة سويا".

أهمية زيارة موسكو

في سياق آخر، أشار أبو مرزوق إلى أن زيارة وفد من قيادة الحركة لموسكو هذه الأيام تنبع أهميتها من أنها تأتي في ظرف قاس يواجهه الشعب الفلسطيني في هذه الأيام ومختلف اختلافا جوهريا عن كل الأيام السابقة.

وأوضح قائلا: "كان هناك حاضنة عربية للقضية الفلسطينية، وكان هناك اعتماد عربي بأن القصية الفلسطينية هي قصية العرب الأولى وقضيتهم المركزية، كما أن العرب أجمعوا سابقا على كثير من القرارات المتعلقة بقضيتنا، أبرزها مبادرة السلام العربية 2002 في بيروت، وهي سياستهم التي سوقوها في العالم أجمع".

التفلت العربي

واستدرك: "اليوم نشاهد تفلتا من هذا الإجماع العربي نتيجة الضغوط الأمريكية على بعض الدول التي سارعت للتطبيع، ونسيت أن قضية فلسطين تتأثر بشكل قوي بهذه الإجراءات التي خالفوا بها الإجماع العربي أو ما وقّعوا عليه هم".

وزاد: "هذا السلوك يقسم العرب أكثر من قسم ويفتت الموقف العربي ويضعف القضية الفلسطينية، وأبرز مظاهر هذا التفتت على المستوى العربي أن 6 دول اعتذرت عن رئاسة الجامعة العربية مؤخرا، وعندما عُرض على مجلس الجامعة الأخير إدانة التطبيع الإماراتي رفضوا أن يدينوا، فما كان من البحرين إلا أن سارعت للتطبيع، وقد يكون السودان أو غيره الآن على الخط".

وقال أبو مرزوق: "الآن نتكلم عن خلافات عربية عربية وخلافات في استقرار الدول العربية، وتفاعلات تنعكس بالقتال الداخلي كما هو حاصل في ليبيا وسوريا، أضف إلى ذلك ركاكة الموقف العربي من القضية الفلسطينية، بدعاوى مختلفة، مثل مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة".

لكنه استدرك قائلا: "إن إيران موجودة في المنطقة، وإسرائيل طارئة، فكيف يتم التخالف مع الطارئ من أجل مواجهة الثابت، لن يستطيع أحد أن يقتلع الإيرانيين لكنّ الإسرائيليين اقتلعوا الفلسطينيين من أرضهم. هذا خطأ لن يغتفر".

وأضاف: "نحن في المنطقة يجب أن نتعامل مع الملفات بطريقة أخرى غير الحسم وقتل الآخر، يجب أن نكون أسياد أنفسنا ولا نقبل بالضغوط، وإسرائيل لم تحمل سمنًا ولا عسلًا لليهود التي جلبتهم لفلسطين حتى تقدم السمن والعسل للعرب الآن، هذا الوضع جديد بشكل لم يكن له سابقة في المواقف العربية وتضامنها مع القضية الفلسطينية".

الضم والانتخابات الأمريكية

وتحدث أبو مرزوق عن مسألة تأجيل خطة الضم (السلب والنهب) وليس إنهائها، لافتا إلى أن التأجيل جاء في إطار انتخابات أمريكية حامية الوطيس بين ترمب وبايدن، ونحن نعرف تماما بأن أحد الملفقات المطروحة في أجندة الانتخابات الأمريكية هو الموقف من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإن نجاح أي من المرشحين مرتبط بموقفه من هذا الصراع.

وتابع: "لذلك لو نجح ترمب سيكون أحد السلبيات التي تضاف على الوضع الفلسطيني، سيما بعد إجراءاته القميئة التي اتخذها بحق القضية الفلسطينية، بدءا بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس، وتنكره لقضية اللاجئين وعدم إعطاء اللاجئين مساعداتهم عبر الأونروا، ووقف كل أشكال الدعم الأمريكي للفلسطينيين، وإغلاق مكتب المنظمة في واشنطن، ثم صفقة القرن والضغط على الكثير على الدول لقبولها، ونحن نشاهد كم هي مضرة بالقضية الفلسطينية".

فرض قيادة جديدة

وشدد أبو مرزوق على أهمية التوافق الوطني الفلسطيني في ظل هذا الظرف الجديد، وقال: "الأمريكان يريدون أن يفرضوا قيادة جديدة على شعبنا، والشعب يستشعر الخطر حين يريد أن يُجبَر على قيادة معينة".

وأضاف: "شعبنا يريد أن يكون سيد نفسه في اختيار قيادته، ولا أعتقد أن هناك من قيادات شعبنا من يقبل بأن يكون أداة في يد الأمريكان".

وزاد: "كل قياداتنا قامات وطنية ستسعى للعبور للقيادة عبر الانتخابات، ولن يحملوا الملفات من الأمريكان والإسرائيليين ليفرضوها على الشعب الفلسطيني، لكن هناك تخوفات كبيرة إزاء هذا الأمر".