الجمعة، 22 أيار، 2020
كشف أسامة حمدان،
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن الحكومة اللبنانية قررت السماح بعودة
اللاجئين الفلسطينيين المغتربين في الخارج، إلى مخيماتهم الفلسطينية في لبنان، في ظل
انتشار جائحة كورونا عالميًّا.
وأكد حمدان، في مقابلة
شاملة مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن جهوداً واتصالات بذلتها قوى وفصائل
فلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، مع جهات ومسؤولين لبنانيين، نتج عنها السماح بعودة
اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيماتهم، على أن تكون الأولوية للبنانيين.
وثمَّن حمدان جهود
لبنان في احتضان اللاجئ الفلسطيني، قائلاً: "هذه خطوة مهمة ومفيدة، ونتمنى أن
يتاح لكل أهلنا أن يعودوا إلى لبنان".
ووصف القيادي في
حماس الوضع الفلسطيني في لبنان في إطار جائحة كورونا بالـ"حساس"، لوجود اختلال
وضعف في منظومة رعاية اللاجئ الفلسطيني من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتقصير
في تنفيذ الواجبات.
وقال: "نبذل
جهدنا، وتعاونّا مع أونروا للقيام بما هو مطلوب منها، (..) والمخيمات الفلسطينية عبارة
عن حيز ضيق، ووجود أي إصابات فيها سيكون له تأثيرات سلبية"، مشيداً بدور لجان
الفصائل المحافظة على أدائها في ضبط المخيمات ومتابعة شؤونها.
وفي سياق متصل، أوضح
حمدان في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن رئيس حركة حماس، إسماعيل
هنية، يقود جهوداً لرعاية بعض القضايا الفلسطينية وفي مقدمتها قضية اللاجئين، ومواجهة
صفقة القرن، في سياق انتشار جائحة كورونا.
وكشف حمدان، عن ترتيبات
أتمتها الحركة لزيارة هنية إلى لبنان، ولقاء مسؤوليها وقادة الأحزاب والقوى والحكومة
وجهات عدة، وأهالي فلسطين في مخيمات اللجوء، مشيراً إلى أن الحركة أجّلت تنفيذها في
ظل الوضع الراهن.
وقال: "البرنامج
الذي كان مخططاً له فيه مجموعة من المحطات بعضها تم بالفعل، وبعضها كنا نجري الترتيبات
المتعلقة به قبل أن يجتاح "كورونا" العالم ويوقف الكثير من البرامج والأنشطة".
وأضاف: "من
هذه المحطات زيارة رسمية وشعبية إلى لبنان، وحماس لها علاقات مميزة مع لبنان، ومعنيون
بتطويرها، والزيارة ستكون عاملاً مهماً في هذا الجانب".
وأكد أن حماس لها
جهود مشهودة في مواجهة كورونا، ودعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في ظل هذه الحالة،
قائلاً: "غزة تخضع لحصار إسرائيلي ظالم ومجرم منذ 14 عاماً، وتواجه كورونا بإرادة
ومسؤولية وطنية".
وأضاف: "غزة
سجلت نجاحاً في التعامل مع كورونا، رغم ضعف الإمكانات وما بذلت من جهود من الجسم الطبي
والتفهم الذي عبر عنه شعبنا في إدراكه للمخاطر، كان مهماً جداً في مواجهة هذه الجائحة".
ضم الضفة
وحول إجراءات الاحتلال
الإسرائيلي في ضم الضفة الغربية، ومصادرة الأراضي وتدمير منازل المواطنين فيها، أكد
حمدان أنه لا حل لمواجهة تلك المخططات الإسرائيلية سوى المقاومة.
وقال حمدان لـ"المركز":
"الاحتلال قلق من روح المقاومة وتطورها في الضفة الغربية، في سياق تطبيقه لمشاريع
الضم بالضفة الغربية".
وأشار إلى أن خطة
ضم أراضي الضفة الغربية جزء من مشروع متكامل، طرحه البيت الأبيض في واشنطن، تحت عنوان
صفقة القرن، قائلاً: "عندما تتحدث حكومة الاحتلال عن ضم أراضي الضفة فهي تنفذ
هذا المخطط، ونتيجته استهداف كل القضية الفلسطينية وليس فقط الضفة العربية أو القدس
أو جزءًا من فلسطين".
وشدد على أن هذا
المشروع الإسرائيلي، يؤكد مجدداً انتهاء وفشل مسار التسوية والمفاوضات مع الاحتلال،
والذي "أجل بحث قضية اللاجئين والقدس وكل الحقوق الفلسطينية، وذهبت إلى ضمان البحث
عن الأمن الصهيوني عبر التنسيق الأمني وغيره من الأدوات".
ودعا حمدان إلى إعادة
النظر في المسار السياسي الفلسطيني الرسمي؛ "لأن المقاومة لم تضلّ بوصلتها، وكانت
تدرك دائماً أن المقاومة هي الحل لمواجهة الاحتلال".
وشدد على أهمية إعادة
ترتيب البيت الفلسطيني؛ "ليكون قادراً على تحمل تداعيات المشهد ومواجهة العدوان
الإسرائيلي، واستعادة خيار المقاومة خيارًا وطنيًّا فلسطينيًّا لتحرير الأرض الفلسطينية"،
مشيداً بتجربة غرفة العمليات المشتركة في قطاع غزة ونجاحها في مواجهة الاحتلال.
ودعا إلى أخذ زمام
المبادرة فلسطينياً؛ في بذل الجهد الرسمي إقليمياً ودولياً، لمواجهة الضغوط الأمريكية
والإسرائيلية، الساعية لإنهاء القضية الفلسطينية، مؤكداً أنه لا استقرار في المنطقة
دون حل القضية الفلسطينية حلاً يعيد للفلسطينيين حقوقهم.
المقاومة جذوتها
مستمرة
وشدد القيادي في
حماس، على أن ما يحصل في بلدة يعبد، في محافظة جنين، بالضفة الغربية المحتلة، يدعو
إلى الفخر والاعتزاز بعد مقتل جندي إسرائيلي بحجر فلسطيني.
وقال: "هذه
رسالة واضحة إلى أن خيار المقاومة هو الذي يحقق النتائج، وأن كل محاولة لوأد المقاومة
التي قادها الاحتلال ونفذتها أجهزة معنية في السلطة لن تنجح فيها، أو في صناعة الفلسطيني
الجديد الخانع للاحتلال عبر مشروع دايتون".
وأكد أن إرادة وجذوة
المقاومة الفلسطينية لا يمكن طمسها داخل الشعب الفلسطيني، قائلاً: "إن الرهان
على أن الضفة استكانت هو رهان خاطئ، والرهان الحقيقي على الضفة الغربية بأنها ستفشل
المخططات الإسرائيلية ومعهم كل أبناء فلسطين".
ووجه حمدان، دعوته
إلى السلطة الفلسطينية، بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وإعلان انتهاء مشروع التسوية مع
الاحتلال، والذهاب إلى مشروع وطني يقاوم الاحتلال.
ورأى أن مشهد تأجيل
اجتماع "قيادة السلطة" في رام الله، بانتظار اجتماع حكومة الاحتلال الجديدة،
هو مظهر من مظاهر عدم جدية السلطة لأخذ قرارات فعلية لمواجهة مخططات الاحتلال.
وخاطب رئيس السلطة
محمود عباس بالقول: "إذا كنت حريصا على القضية وشعبك لا تجعل هذه المواقف تجاه
القضية رهنا بأن تتشكل حكومة للعدو أو لا تتشكل، ولديك قضية فلسطينية أساسية لا بد
أن تدافع عنها وأن تحمي حقوق الشعب الفلسطيني".
وأكد أنه لا توجد
لدى السلطة قرارات حقيقية تصدر لمواجهة التحدي الخطير المحيط بالقضية، مشيراً إلى أن
اللقاء شكل من أشكال الدعاية والإعلان.
وردا على توقعات
إعلامية ببدء مفاوضات بين السلطة والاحتلال قال حمدان: "إذا وُجد أحد عاقل في
السلطة فلن يذهب إلى هذا المسار، وتقديري أنه من الحماقة السياسية اليوم الرهان على
التفاوض مع الاحتلال، بعدما رأينا ما حصل في حقوق الفلسطينيين".
وأضاف: "نعيش
ذكرى النكبة الـ72 للفلسطينيين، ورغم قسوتها فهذا لن يضيع القضية الفلسطينية ولا حتى
بوصلة الشعب الفلسطيني، والصهاينة راهنوا أن الكبار يموتون والصغار ينسون، وفشل في
رهانه".
وأضاف: "الأجداد
ورّثوا الأجيال الجديدة حب فلسطين والانتماء إليها، ورغم كل النكبة التي لحقت بالشعب
الفلسطيني، لا يزال تحرير فلسطين هو العنوان الأساس الذي يشغل العقل الفلسطيني الجمعي
والفردي".
وتابع: "النكبة
وقسوتها لن تفتّ في عزيمة الفلسطينيين، وكل محاولات الخداع التي تمت تحت عنوان التسوية
لن تنجح، مع تطور المنهج الفلسطيني المقاوم، وتصاعد قدراته ليكون الفلسطيني مطمئناً
في مستقبله".
حماس تتابع ملف الأسرى
وحول ملف تبادل الأسرى،
أكد حمدان لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن حركته تتابع تطورات الملف عبر
فريق مختص، مؤكداً أن الاحتلال لم يبد جدية أمام مبادرة الحركة التي أطلقها رئيس الحركة
في غزة يحيى السنوار.
وقال: "لا ننظر
إلى قضية تحرير الأسرى على أنها قضية تتعلق بحركة حماس، وهي قضية وطنية تهم كل أبناء
شعبنا الفلسطيني، وتجتهد الحركة أن تكون الصفقة القادمة نوعية وشاملة لا تتعلق بأبناء
حماس بل تتعلق بكل الأسرى من أبناء شعبنا".
وتابع: "قيادة
الحركة أطلقت مبادرة، تحدث عنها بوضوح القائد يحيى السنوار، والكرة الآن في ملعب العدو،
إذا أظهر أي جدية سنتعامل معها، وإذا لم يظهر الجدية والتفاعل بالشكل المطلوب، فموقف
الحركة واضح عبر ما تحدث به رئيسها إسماعيل هنية بالتزام الحركة بتحريرهم ورفع ثمن
التبادل".