أسامة حمدان: كل ما يطرحه
"كيري" يصب في مصلحة وأهداف الاحتلال
الأربعاء، 08
كانون الثاني، 2014
أكد مسئول
العلاقات الخارجية في حركة حماس أسامة حمدان، أن جميع ما يطرحه وزير الخارجية
الأمريكي جون كيري، على السلطة الفلسطينية في رام الله من ملفات، تصب في مصلحة
دولة الاحتلال الإسرائيلي وأهدافه.
وقال حمدان في
حوار خاص بـ"فلسطين": "من الواضح أن ما يجري من جولات تفاوضية
وجهود كيري لن تخرج إلا باتفاق إطار جديد يقدم فيه الفلسطيني جملة من التنازلات
الإضافية، ويحقق الجانب الإسرائيلي نقاطا من المكاسب الاضافية".
وشدد على أن
الاتفاق المتوقع لن يمس القضايا الأساسية التي تخالف وتناقض الاستراتيجية
الاسرائيلية، عوضا عن كونه لن يتعرض للاستيطان المتفشي في القدس والضفة، أو يتبنى
وجود كيان فلسطيني ذات سيادة حقيقية على الأرض.
ورأى حمدان أن
الإدارة الأمريكية والسلطات الإسرائيلية تحاول جاهدة من الحراك الحالي، نقل
المعركة من شعب يرزح تحت الاحتلال، يريد التحرر والانعتاق، إلى احتلال قائم معترف
به، له من الحقوق على الأرض والشعب، مع سلطة تدير أمره.
اختلال الميزان
وأوضح أن
السلطة تتفاوض في ظل اختلال واضح لميزان القوى لصالح الاحتلال، عوضا عن أن الإدارة
الأمريكية تمارس بحقها ضغوطا كبيرة، أكبر مما كان يمارس خلال السنوات الماضية،
وتضع مصالح الاحتلال فوق أي اعتبار.
وأشار حمدان
إلى أن التخوف من اقتراف السلطة لـ"حماقة" تفرط بالحقوق والأرض
الفلسطينية مع جهود التسوية الجديدة، منبثق من عدم الثقة فيها أو في من فوضتهم
للتفاوض نيابة عنها، مضيفا: "الذي وقع أوسلو واستمر عشرين عاما في التنسيق
الأمني وتقويض قوة المقاومة من الممكن أن يقدم على حماقة وتنازلات".
وذكر أن السلطة
تستطيع الانفلات من هذه الحالة التي تعيشها، في حال رغبت بذلك، من خلال خيارات
سياسية قاعدتها مشروع وطني فلسطيني بإدارة المواجهة مع الاحتلال، وتقديم التضحيات
لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، والتفكير ببدائل وخيارات سياسية حيوية، عوضا عن
تملكها الجرأة بالقول إن خيار المفاوضات "قد فشل".
وبين أن
المفاوضات مع أي جهة لابد وأن تسند بقوة تفرض على الخصم المقابل أو العدو ليحترم
موقفك ورأيك ويستجيب لطلب حقوقك المسلوبة، في وقت أن الحديث عن السلام بصورته
الحالية "لن ينطوي إلا على وهم وسراب كبير جدا".
وبشأن الحراك
الأمريكي في الدول الإقليمية، قال حمدان إنه محاولة لتسويق أي حل قادم، ومن باب
قبولهم فيه، سيفرض تلقائيا على السلطة برام الله، مضيفا : "كيري يحاول تهيئة
البيئة لتوفير دعم لأي حل قادم، برضا الأطراف العربية عليه".
المصالحة ضمن
استراتيجيتها
ونوه حمدان إلى
أنه يمكن التماس هذا الأمر من خلال انطلاق كيري مباشرة للدول الإقليمية، بعد لقائه
برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والذي وصفه الأخير بأنه "أكثر من
دافئ"، ورأت السلطة فيه أنه لا يحمل أفكارا تقدم ما تريد".
وطالب السلطة
وقيادة حركة "فتح" بالتوجه للمصالحة الوطنية، والذهاب في إطار تفاهم
وطني لإدارة الصراع على أساس واضح يحقق للشعب الفلسطيني حقوقه، مشددا على أن حركة
"حماس" ما زالت تضع المصالحة ضمن خياراتها الاستراتيجية.
ولفت حمدان إلى
أنه ومنذ أن فازت "حماس" بالانتخابات الفلسطينية عام 2006، كان المعرقل
لوجود وحدة وشراكة فلسطينية "طرفا واحدا معروفا"، وأنها منذ أن حصل
الانقسام بادرت للدعوة لإنهاء الانقسام والتوقيع على اتفاق القاهرة، والدوحة رغم
تضمنه تنازلات كبيرة كانت من حق من فاز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية.
سذاجة سياسية
وبشأن منفصل، أكد
أن محاولة اتهام حركة "حماس" بالإرهاب هو "نوع من السذاجة
السياسية"، عوضا عن كونه في البيئة العربية والاقليمية يصل إلى "عدم
الفهم السياسي"، مشيرا إلى أن "حماس" حركة مقاومة فلسطينية، خاضت
نضالا واسعا ضد الاحتلال، ودحرت الاحتلال عن قطاع غزة، وانتخبها الشعب الفلسطيني
ويثق في قادتها.
وأوضح حمدان أن
كل المسؤولين الذين قابلتهم قادة "حماس" في مصر بأوقات مختلفة، عبروا عن
تقديرهم للحركة، واحترام قيادتها ونضالها، مختتما قوله بأنه إذا كان من الأمر في
الوقت الراهن دفع فواتير سياسية فيجب أن لا يكون على حساب القضية الفلسطينية او
غزة او حماس".
المصدر: فلسطين
أون لاين