القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«أم شوقي».. تتذكر أحداث النكبة بعد 75 عاماً وتتمسك بالعودة


متابعة – لاجئ نت|| السبت، 13 أيار، 2023

لم يلملم الشعب الفلسطيني جراحه رغم مرور 75 عاما على نكبته، وما تزال رائحة البيارات ومفتاح العودة وتفاصيل الحياة البسيطة تهيمن على حكايات الأجداد أينما حلّوا.

نعمات ماهل الخطيب (ام شوقي)، كانت في الثامنة من عمرها عندما تركت بلدتها الفلسطينية قرية شعب، تقول، كنت في سنة ١٩٤٨ ما بين الثامنة والتاسعة من عمري، في سنة النكبة تلك السنة المشؤومة، حيث خرجنا من قريتنا شعب ثم من فلسطين، اتذكر أن رجال القرية الفوا فرقاً المثالية ليحموا القرية واهلها من اليهود، حيث دارت معهم عدة معارك خارج القرية وأخرجوهم اكثر من مرة من قرية البروة. ودارت المعارك أيضاً في قرية الدامون وقرية ميعار، حيث كانت هذه القرى محيطة بقريتنا.

وتتابع أم شوقي قولها: اتذكر انه دخل القرية جيش من الدول العربية وطلبوا من الجميع الخروج من القرية وقالوا إنهم هم الذين سيدافعون عن القرية، وأخرجونا منها عند المساء، حيث أقمنا في كروم الزيتون حتى الصباح، وبعد ذلك ذهبنا إلى قرية مجد الكروم المجاورة، وبعد أيام قليلة احتل اليهود كل فلسطين، وتفرغوا لمن تبقى في فلسطين، لينزلوا الرعب في قلوبهم، حيث جاؤوا بعد مدة بسيطة وحاصروا قرى مجد الكروم ودير الأسد والبعنة، وطلبوا من جميع السكان الخروج من البيوت والتجمع في مكان خارج القرية، وإذا بهم يجمعون الرجال وحدهم والنساء والأطفال معاً ويضعون حولهم الشريط الشائك.

تضيف: اختار اليهود أحد عشر شاباً من الموجودين، وقتلوهم جميعاً، ثم أحضروا باصات وشاحنات وبدأوا يحضرون الرجال وامروهم قائلين لهم كل واحد يحضر عائلته ويدفعون الناس للصعود إلى الشاحنات وقبيل أن يحل المساء تحركت السيارات ولا أحد يعرف إلى أين كانت ذاهبة بهم ؟ وما هو المصير الذي ينتظرهم؟ وبعد أن قطعنا مسافة أخبرنا والدي أننا متجهون إلى الضفة الغربية ووصلنا في الليل إلى مرج ابن عامر، فأنزلونا من السيارات وقالوا لنا اذهبوا عند الملك عبد الله، ومشينا مسافة كبيرة حتى تعبنا، وكان ذلك في فصل الشتاء، وكنا لا تملك إلا الثياب التي علينا وقرر الناس أن تمكث حتى الصباح حيث وصل بنا المسير (ولم نكن ندري أين وصلنا بالضبط وما الخطورة أو السلامة في المنطقة).

تواصل: عند الفجر سمعنا صوت رجلين ينادون الناس، اطمئنوا أنتم في منطقة تحت سيطرة جيش عربي وعند الصباح حضر ضابط من الجيش الأردني ومعه آخرون من الجيش العراقي، وطلبوا منا أن ننتقل معهم إلى داخل الأرض التي يسيطرون عليها، فذهبنا معهم وكان العدد كبيرا، ولا اذكر بالضبط كم كنا ، وجلسنا هناك تحت شجر الزيتون، وأحضروا لنا الخبز والتمر والماء. وعند الظهر تنقلونا إلى مدينة جنين، ووضعونا في الجوامع والفنادق، وبقينا هناك عشرة أيام ثم نقلونا إلى مدينة نابلس، فوجدنا في جانب المدينة خيماً صغيرة محضرة مسبقاً فأسكنونا بها، وبعد اسبوع هبت عاصفة ثلجية قاسية عمت كل بلاد الشام.

تابعت أم شوقي قولها، في هذه العاصفة، كرر اليهود ما فعلوه بنا مع من تبقى من أهل البلد في مجد الكروم ومنهم الشيوخ والنساء الذين بقوا في شعب فأحضروهم إلى مرج ابن عامر، وكان علو الثلج قد وصل إلى أكثر من متر، فلم يستطع بعض كبار السن أن يمشوا فيه، فمات أكثر من عشرة اشخاص، أذكر منهم عمة والدي أمينة علي الخطيب، وبعد مضي أربعة أشهر قرر والدي وبعض أرباب العائلات الموجودة معنا الذهاب إلى لبنان، حيث إن الأمل كان كبيراً عند الناس بأنهم سيرجعون إلى وطنهم بعد مدة، وحدود لبنان أقرب إلى قريتنا شعب من حدود الضفة الغربية.

وأضافت، استاجروا خمسة باصات توجهت بنا إلى الأردن، وعند جسر اللنبي لم يُسمح لنا بالدخول إلى الأراضي الأردنية، وبقينا في السيارات يومين كاملين، وبعد أخذ ورد سمح لنا بالدخول، فدخلنا إلى مدينة الزرقاء.

وتوضح الحاجة، بقينا في الأردن عشرة أيام أقمنا في مقهى لشخص من مدينة القدس، وبعد أن أتممنا المعاملات، ذهبنا إلى لبنان حيث توجهت كل عائلة إلى المدينة أو القرية التي لها فيها أقارب أو يسكن فيها أهل بلدتها، حيث كان هؤلاء الأقارب قد توجهوا إلى لبنان مباشرة.

في ذلك الحين، بحثنا عن أقاربنا، وتوجهنا إليهم حيث سكنا في القرية التي كانوا يسكنون فيها في الجنوب اللبناني، إلى الجنوب من صيدا، وهي قرية الغازية.

تأمل الحاجة نعمات في العودة إلى فلسطين، وتقول: لا يمكن ان نتنازل عن اي شبر من فلسطين، ليتنا بقينا في فلسطين ولم نعش حياة الذل والهوان التي نعيشها اليوم في المخيمات.. ليتنا لم نخرج من بلدنا..