«التراث
الفلسطيني».. حضورٌ وتألّق في معرض بيروت الدوليّ للكتاب الـ 59
الجمعة،
11 كانون الأول، 2015
بعد
14 يوماً على استقطاب الروّاد من كافة الجنسيات والثقافات والاهتمامات، اختُتمت
أمس الخميس، فعاليات معرض بيروت الدوليّ للكتاب الـ 59 في البيال في بيروت، لتختتم
معها مشاركة العديد من المؤسسات الفلسطينية التي كان لها حضور قويّ في المعرض
حسبما أشار القائمون عليه.
ومن
تلك المؤسسات التي كانت لها تجربة مميزة في المعرض هذا العام مؤسسة فلسطين للتراث
"جذور"، حيث عرضت منتجاتها التراثية وجذبت من خلالها الكثير من الأنظار
كونها تميّزت بنوعية معروضاتها التي اختلفت عن الكتب والروايات والموسوعات.
وللوقوف
على تجربة مشاركة جذور في معرض الكتاب للعام الثاني، أجرت شبكة العودة الإخبارية
حواراً مع المدير التنفيذي لمؤسسة جذور محمد أبو ليلى، ليطلعنا على تفاصيل هذه
المشاركة.
-
كيف تصف لنا مشاركة جذور للعام الثاني في معرض بيروت الدولي للكتاب؟
مشاركتنا
هذا العام في معرض الكتاب كانت تجربة ناجحة ومميزة عن العام الذي مضى لأكثر من
سبب، من ناحية نوعية المعروضات التي تنوّعت من مطرّزات وملابس تراثية، وميداليات
ومجسّمات وغيرها.. الأمر الذي لقي إعجاب الزوّار من كافة الفئات العمرية. كما أنّ
توسعة المساحة المخصّصة لجذور هذا العام سمحت لنا في أن نزيد من حجم المعروضات
التي كان لها أثر إيجابيّ في نجاحنا اليوم.
-
كيف يمكن لجذور أن تستفيد من حضورها ومشاركتها في معرض بيروت الدوليّ للكتاب؟
لقد
كانت مشاركتنا في المعرض نقلة نوعية مميزة للمؤسسة، فلا شكّ أنّ الأعداد الكبيرة
التي ارتادت المعرض على اختلاف جنسياتها وثقافاتها لها منافع كثيرة للمؤسسة، حيث
يجعلنا أمام انفتاح كبير على أكثر من ثقافة، نستطيع من خلاله أن نعرّفهم بمؤسستنا
وبالتراث الفلسطينيّ وبأهدافنا في الحفاظ عليه وتعميمه لحمايته من سرقة الاحتلال.
فالكثير من الناس لا يعرفون عن تراثنا شيئاً، وقد راق لهم الأمر عندما تعرّفوا
عليه، حتى أنّ البعض طلب منا أنّ نزوّدهم بالمزيد من المعلومات عن تراث كل مدينة
فلسطينية على حدى.
-
هل هناك من مواقف مميزة ومؤثّرة صادفتكم أثناء المعرض؟
من
المواقف الجميلة التي واجهناها في جناحنا أنّ البعض اتصل بنا ليقول بأنّه سيأتي
إلى المعرض فقط لرؤية جذور ومنتجاتها وللتعرف عليها أكثر.
ومن
المواقف الأخرى الجميلة عندما شرحت لنا إحدى الفتيات قصة جدتها التي أوصتها
وعائلتها قبل موتها بأن تُغسّل بتلك الصبونة التي أحضرتها معها من فلسطين، حيث
كانت لا تزال تحتفظ بها منذ عام النكبة.
ومن
تلك المواقف الرائعة أيضاً، عندما دخلت علينا فتاة صغيرة تبلغ 3 أعوام من عمرها
وكانت فعلاً جميلة جداً خاصة وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية، سألتها عن اسمها فقالت
لي "يافا"، فأدركت حينها أنّ فلسطين تأتي لزيارتنا رغماً عن الاحتلال إن
لم نستطع نحن قصراً أن نراها.
-
البعض انتقد مشاركة جذور في المعرض باعتبار أنّها ليست دار نشر، ما تعليقكم على
هذا الأمر؟
فعلاً،
لقد تعرّضنا للنقد من إحدى الصحف على اعتبار أننا لسنا دار نشر وإنما مؤسسة
تراثية، لكن هنا دعيني أقول أنّ هذا المعرض وما يحتويه من كتب هو ثقافة واسعة
والتراث جزء من الثقافة له رسالة وحضارة، وبالتالي نحن هنا في هذا المعرض لننشر
الثقافة الفلسطينية من خلال التراث الذي يعدّ واجهة الحضارة الفلسطينية العريقة.
ولا أجد عيباً في أن يتنوّع المعرض بالكتب وغيرها فذلك يضفي عليه نوعاً من
الجمالية والغنى.
-
ما هي رؤية جذور كمؤسسة تعنى بالتراث في المستقبل؟ كيف يمكن أن نتصوّر المؤسسة بعد
عدّة سنوات؟
نطمح
أن نترتقي بمؤسسة جذور لتغدو إسماً مميزاً يحمل همّ التراث الفلسطينيّ وينشره
ويعممه ويدافع عنه ليس على الصعيد اللبناني والعربي فقط وإنما العالميّ أيضاً. كما
نسعى إلى أن نوسّع آفاق المؤسسة حتى لا تقتصر فقط على المطرّزات أو الحرفيات أو
الميداليات.. وإنما أيضاً على إعداد الدراسات والكتب والموسوعات التي تُعنى
بالتراث، وبالتحديد تراث كل بلدة فلسطينية ليكون مرجعاً للفلسطينيين، باعتبار أنّه
لا تقوم دولة ولا تقوى إن لم تحافظ على تراثها وثقافتها وتاريخها.
المصدر:
شبكة العودة الإخبارية