طارق عليوة/ خاص «لاجئ نت»

النكبة ليست في حدوثها فقط 1948، بل في استمرارها حتى اليوم أيضاً. والنكبة ليست في ارتكاب العدو لها، بل في ظلم ذوي القربى أيضاً.

طريق الإبداع المحفوفة بالصعوبات، قطعها الفلسطيني هاني حمود، من مخيم عين الحلوة حتى جامعة سنان في اسطنبول بنجاح، غير أنها اصطدمت بحقيقة مرّة اسمها اللجوء، اللجوء المستمر منذ عام 1948، واللجوء المدعّم بظلم ذوي القربى. ولكن حمّود ما زال في إبداعه وإنتاجه الفردي، ولم توقفه العقبات والقوانين التي تمنعه من العمل.

«لاجئ نت» اطلعت على تجربة الفنان هاني حمّود، وأجرت معه اللقاء التالي:

«لاجئ نت»: في البداية، دعنا نقرأ بطاقة التعريف بالخطاط هاني حمود؟ أنا هاني محمد حمود من بلدة الشيخ داوود قضاء عكا، ولدت في مخيم عين الحلوة، وبشقّ الأنفس أنهيتُ المرحلة الثانوية، بسبب الظروف التي أجبرتني واقراني على ترك متابعة الدراسة، ولكن حب العلم دفعني لمتابعة الدراسة الجامعية عندما سنحت لي الفرصة، وكنت عمري 26 سنة، فانتسبت إلى كلية الفنون الجميلة في جامعة المعماري سنان العريقة في مدينة اسطنبول، وتخرّجت منها حاملاً شهادة البكالوريوس في الفنون الحرفية التقليدية الإسلامية ومن ثم شهادة الماجستير في الخط العربي والزخرفة.

تولّدت لديّ الرغبة لدراسة الفنون الإسلامية من خلال حبي وعشقي الكبير لفن الخط منذ نعومة أظافري، وكنت أبحث عن تنمية هذه الرغبة أينما وجدت، ولكن لم يكن في لبنان مدرسة أو معهد يلبّي لي رغبتي. فعملت خطاطاً للوحات الإعلانية واللافتات في بيروت، إلى أن جاءت الفرصة للدراسة التي تركت كل شيء من أجلها.

هذا بالإضافة إلى اعتقادي أولاً بأن دراسة الحروف العربية هو إعلاء وتمجيد للحرف العربي المكرّم من الله تعالى.

«لاجئ نت»: هل يوجد تخصص جامعي لهذا الفن في لبنان؟ وهل يدرَّس الخط في المدارس؟

لا يوجد فرصة لدراسة فن الخط والفنون الإسلامية الأخرى هنا، كما أن تدريس الخط غير معتمد في أغلب مدارس لبنان وإن وُجد فهو شكليّ لا أثر له، وينبع من محاولة حلّ مشكلة سوء ورداءة خطوط التلاميذ.

«لاجئ نت»: حدثنا عن السلسلة التي وضعتها لتعليم الخط.

نعم وضعت سلسلة تعليمية بإسم مبادئ تحسين الخط لتقويم الكتابة المدرسية اليومية لدى الطلاب قبل سنوات حيث كنت اعمل بالتدريس، وقد لاقت السلسلة المؤلفة من سبعة اجزاء قبولاً في البداية وما تزال حتى اليوم مطروحة بالسوق ومعتمدة من بعض المدارس الجيدة على مستوى لبنان. الا ان تسويق مثل هذه الكتب لا بد ان تدخل فيها اساليب التجارة والمداخلات واحيانا المنافسة غير الشرعية لذلك فإن سلسلتي لا تحتل مكانتها في السوق.

«لاجئ نت»: ما يوجد فرص عمل متوفرة لأصحاب الشهادات الحاملين لهذا الفن؟

بالحقيقة أن المهندس أو الدكتور الفلسطيني لا يوجد له فرصة عمل فكيف بهذا التخصص النادر ! لقد طرقت ابواباً كثيرة لأعرض بضاعتي على الجامعات ولكن بدون جدوى. ولكن يوجد حالياً إهتمام كبير بالفنون الاسلامية في الدول العربية الشقيقة، ومعالم حضارية مثل متحف الشارقة الاسلامي ومتحف قطر الاسلامي ولكن ليس من السهل الحصول على قبول بسبب بطاقة اللاجئ.

«لاجئ نت»: هلا اعطيتمونا فكرة عن الخطوط العربية وأنواعها؟

نشأ عبر التاريخ أنواعاً عديدة من الخطوط، كثير منها تلاشى واندثر عبر التاريخ وبقيت الأنواع التي ما تزال موجودة الى اليوم. من أشهر هذه الأنواع : الخط الكوفي والثلث والنسخ والديواني والتعليق والرقعة. وهذه الخطوط يتفرع منها أيضاً أنواعاً أخرى كثيرة. وسيد الخطوط هو خط الثلث (التي تتداخل الحروف فيه ببعضها) وابسطها واسهلها خط الرقعة.

«لاجئ نت»: ما هو الخط الأكثر شيوعاً واستخداماً على مستوى العالم؟

نجد أننا على صلة يومية بنوعين من الخطوط العربية، الأول هو خط النسخ الذي تم تبسيطه وتعديله ليتوافق مع الطباعة الالكترونية فنجد الصحف والكتب والمجلات غالبيتها بخط النسخ. والثاني هو خط الرقعة وهو الخط المكتوب والذي يصنف خطوط عامة الناس انه الأقرب إليه.

«لاجئ نت»: ما هو نوع الخط المعتمد في كتابة المصحف الشريف؟

في البداية كان يخط المصحف الشريف بالخط والكوفي وانواع الخطوط الاخرى، الى أن تم إعتماد " الخط النسخي " من المجامع الفقهية الإسلامية لخط المصحف لسهولة قراءته من عموم الناس. ونلفت هنا الى ان المصحف مخطوط وليس مطبوع فالخطاط الذي يكلف بخط المصحف قد يستغرق معه خط المصحف بين سنة ونصف وسنتان على أقل تقدير.

فمصحف مجمع الملك فهد مكتوب بيد الخطاط عثمان طه والمصحف القطري بيد أنامل الخطاط عبيدة البنكي.

«لاجئ نت»: ما هي الكلمة الاخيرة التي توجهها عبر موقع لاجئ نت؟