الضامن: حراكنا ضد بلفور يرتكز على أربعة محاور
الجمعة، 3 تشري الثاني، 2017
رئيسة لجنة الحملة الشعبية "بلفور.. مئوية
مشروع استعماري"، روان الضامن، تقول إن حراكهم يرتكز على أربعة محاور رئيسية
(توعوي، حراك ميداني، رسائل للداخل البريطاني، حراك رقمي)، كما تلمس تضامنا غير مسبوق
من المؤسسات الأجنبية المتضامنة مع فلسطين، خصوصا في بريطانيا، كجمعية التضامن مع فلسطين،
وهي الأوسع بين البريطانيين في هذا الصدد، وجمعية مشروع بلفور، وجمعية "أموس".
وتنظر "الضامن" إلى تصريحات رئيسة وزراء
بريطانيا تيريزا ماي، بتأكيد نيتها الاحتفال بمئوية بلفور، مع رئيس الوزراء "الإسرائيلي"
بينيامين نتنياهو في لندن، من جانبين، الأول، أن بريطانيا تفتخر بتاريخها الاستعماري،
ولا تريد الاعتراف بأنها كانت سببا في كل المآسي التي لحقت بالشعب الفلسطيني، وثانيا
أن تصريح بلفور، ليس تاريخا تم منذ مائة عام وانتهى، بل إن العلاقة بين الحركة الصهيونية
والاستعمار الغربي ثم الامبريالية الغربية في الوقت الحالي، هو عقد لم ينته.
ولأن الفلسطينيين كتلة واحدة، تقول الضامن، في حوار
مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، تزامنا مع الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم:
"هذه هي الحملة الفلسطينية الأولى من نوعها التي تحاول التنسيق على مستوى دولي
بين جميع الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم في الخارج، إضافة إلى الداخل الفلسطيني،
لذلك أطلقنا موقعا للحملة (www.balfour100colonial.org)،
ويمكن لأي منظمي فعالية حول العالم تسجيل فعاليتهم باللغتين العربية والإنجليزية".
وتكشف الضامن، عن إعدادها ملفا معلوماتيا متكاملا
بعنوان "التصريحات البلفورية"، (موجود على موقع مواد الحملة في الموقع الإلكتروني
للحملة)، وقد استغرق إعداده أكثر من شهر من البحث والدراسة لعشرات المصادر، لأن المعلومات
عن تصريح بلفور كثير منها صهيوني غير صحيح، ومبعثر، كما كل أرشيف ومعلومات فلسطين.
وفيما يلي نص الحوار:
- لماذا حملة مئوية بلفور؟
حملة بلفور: مئوية مشروع استعماري تأتي في مئوية
بلفور، لأن وثيقة بلفور الاستعمارية التي طبقها الانتداب البريطاني حرفيا بقوة السلاح
على مدى 30 عاما (من 1917 – 1947)، لم يمكن بدونها أن يكون الصهاينة مسلحين ومستعدين
عسكريا للسيطرة على فلسطين وطرد أكثر من 750 ألف فلسطيني، يشكلون اليوم أكثر من 7 ملايين
فلسطيني لاجئ.
وبالتالي حملة بلفور: مئوية مشروع استعماري هي حملة
فلسطين، كل فلسطين، فحتى اليوم كل فلسطيني لاجئ في المخيم، كل فلسطيني تحت الاحتلال،
كل فلسطيني يعاني من الحصار، كل فلسطيني يعاني التمييز في الداخل الفلسطيني، كله في
النهاية سببه مشروع استعماري تم بدء التخطيط له منذ أكثر من مائتي عام، ووضعت خطواته
العملية على الأرض بقوة السلاح قبل مائة عام.
- ما مدى تعاطي المؤسسات والمتضامين من جنسيات مختلفة مع الحملة؟
الحمد لله، منذ أطلقنا الحملة، لأني رئيسة لجنة
الحملة، في 20 سبتمبر/أيلول، بمبادرة من المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج مع مؤسسة
مؤتمر فلسطيني أوروبا، وطيف واسع من المؤسسات والمنظمات والجمعيات الفلسطينية والمناصرة
لفلسطين، من اليوم الأول كان تضامنا غير عادي من المؤسسات الأجنبية المتضامنة مع فلسطين،
خصوصا في بريطانيا، لأن الساحة البريطانية هي الأساس في حملة بلفور، منها جمعية التضامن
مع فلسطين، وهي الأوسع بين البريطانيين في هذا الصدد، وتأسست عام 1982، وهي التي تقود
مع مؤسسات أخرى المظاهرة الأوسع التي ستتم في بريطانيا يوم السبت الرابع من نوفمبر.
إضافة إلى جمعية مشروع بلفور، وهي جمعية تختص بالبحث
الأكاديمي حول بلفور وتطالب بريطانيا بتحمل دورها التاريخي في الاعتذار عن تصريح بلفور،
وكذلك جمعية "أموس" التي نظمت مسيرة سير على الأقدام مدتها ست أشهر، تكللت
بوصول الناشطين البريطانيين والأوروبيين إلى فلسطين ليطالبوا دولتهم بريطانيا أيضا
بالاعتذار عن تصريح بلفور.
والاعتذار بالطبع هو مطلب له تبعات قانونية، فبريطانيا
هي المسؤولة عن احتضان الصهيونية وتسهيل ودعم هجرة الصهاينة لفلسطين، وتسليمهم جوازات
سفر فلسطينية، وحمايتهم وإعطائهم الأراضي، وتسليحهم وتدريبهم في الحربين العالميتين
الأولى والثانية، وبالمقابل سحق الثورة الفلسطينية، وسحق جميع القيادات الفلسطينية
السياسية والعسكرية، ليصبح المجتمع الفلسطيني جاهزا للطرد والاستيلاء على أرضه عام
1948 وحتى اليوم.
- كيف تنظرون لتصريحات رئيسة وزراء بريطانيا الأخيرة، حول نيتها الاحتفال
بمئوية بلفور؟
نعم، من هنا ننظر لتصريحات رئيسة وزراء بريطانيا
بتأكيد نيتها الاحتفال بمئوية بلفور، مع رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بينيامين
نتنياهو في لندن، من جانبين: الأول أن بريطانيا تفتخر بتاريخها الاستعماري، ولا تريد
الاعتراف أن استعمارها لفلسطين كان سببا في كل المآسي التي لحقت بها، وثانيا أن تصريح
بلفور، ليس تاريخا تم منذ مائة عام وانتهى، بل إن العلاقة بين الحركة الصهيونية والاستعمار
الغربي ثم الامبريالية الغربية في الوقت الحالي، هو عقد لم ينته، كأنه اتفاق وعقد ما
زالت روابطه تحيك واقعنا إلى اليوم، مما يؤكد أهمية حملتنا بلفور مئوية مشروع استعماري،
وأنه فعلا مشروع بدأ ولم ينته بعد.
- ما هي القضايا التي ستركزون عليها في رسائلكم بذكرى مئوية بلفور؟
هناك العديد من المحاور في حملتنا، المحور الأول
هو التوعية، فهناك كثير من الفلسطينيين والعرب، وكذلك المناصرين لفلسطين غير مدركين
لتاريخ قصة تصريح بلفور، وخلفياته، وكيف أن بريطانيا حاولت وضع مستعمرات صهيونية يهودية
في فلسطين منذ 1840، وأن فرنسا سلمت الحركة الصهيونية رسالة مماثلة لتصريح بلفور، قبل
تصريح بلفور بأشهر (في شهر يونيو 1917)، وأن الرئيس الأمريكي ودرو ويلسون آنذاك اطلع
على تصريح بلفور مرتين وأبرق بالموافقة عليه، وهذا عكس ما كان يدعو له من إقرار مصير
الشعوب، ففي تصريح بلفور تعطى أرض لمستعمرين صهاينة لا يعيشون فيها، بينما يشكل اليهود
أقل من 8% من السكان، ولا يستشار الأغلبية العظمى 92% من السكان (الفلسطينيين العرب
المسلمين والمسيحيين) في القرار بشأن أرضهم التي يعيشون فيها لقرون.
وضمن التوعية تصحيح بعض الأفكار الشائعة الخاطئة
أن المشروع الصهيوني هو الذي ضغط لاستصدار تصريح بلفور من بريطانيا، بينما الواقع أن
بريطانيا هي التي احتضت الحركة الصهيونية لأن أهدافها تلاقت مع أهداف بريطانيا الاستعمارية.
المحور الثاني هو الفعاليات الميدانية، والتي تتنوع
بين المؤتمرات والمحاضرات والندوات والمعارض والفعاليات الثقافية والشبابية والمظاهرات،
وقد ابتدأت منذ أوائل أكتوبر وتستمر لديسمبر، وتشارك معنا دول من أقصى الشرق إلى أقصى
الغرب منها مثلا ماليزيا حتى كندا، ومن تركيا حتى تشيلي، وكثير من الدول العربية مشاركة:
(المغرب وتونس ومصر ولبنان والأردن)، والأجنبية ألمانيا والنمسا وبولندا وهولندا،...ألخ،
وكذلك مساهمة من الحملة في الولايات المتحدة بتقديم رسالة في الأمم المتحدة، حيث ستقدم
عريضة احتجاج للبعثة الدبلوماسية البريطانية هناك في يوم الذكرى 2 نوفمبر، إضافة إلى
فعاليات في فلسطين التاريخية كلها في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني.
المحور الثالث مجموعة من الرسائل نحو القاعة البريطانية
"ألبيرت هول"، التي تستضيف أكبر احتفال صهيوني في بريطانيا في السابع من
نوفمبر، ورسائل لسفارات بريطانيا في العديد من الدول.
والمحور الرابع هو حراك رقمي غير مسبوق، ذروته الرقمية
ليلة 1 نوفمبر، يستخدم الهاشتاج #Balfour100 وهو نفس الهاشتاج الذي يستخدمه الصهاينة في احتفالاتهم بتصريح بلفور،
وهذا يحدث فلسطينيا لأول مرة بالإعلان مبكرا عن هاشتاج موحد، وتبنيه من جميع الفصائل
والمجموعات، والدخول في حلبة صراع في العالم الرقمي، لوضع صوتنا على أجندة العالم.
- يلاحظ أن هناك جهد تنسيقي في أماكن التواجد الفلسطيني، هل من خطة معينة
في هذا الجانب؟
نعم، هذه هي الحملة الفلسطينية الأولى من نوعها
التي تحاول التنسيق على مستوى دولي بين جميع الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم في الخارج،
إضافة إلى الداخل الفلسطيني، لذلك أطلقنا موقعا للحملة
www.balfour100colonial.org وهناك يمكن لأي منظمي فعالية حول العالم
تسجيل فعاليتهم باللغتين العربية والإنجليزية، كما أنهم يستطيعون من خلال جزء مواد
الحملة تحميل ملف معلوماتي حول تاريخ تصريح بلفور لاستخدامه في فعاليتهم، متاح باللغات
العربية والإنجليزية والفرنسية، وتصميمات جاهزة للاستخدام والتعديل حسب ما يشاؤون لفعاليتهم،
إضافة إلى فلم الحملة.
ونحن سعيدون جدا أن فلسطيني الداخل، مثلا، أصحاب
البلاد، تبنوا شعار حملتنا، وسينظمون مظاهرة في "تل أبيب" في السابع من نوفمبر
أمام السفارة البريطانية هناك، ويرفعون الصوت أن مليون ونصف مليون فلسطيني يحملون جوازات
السفر الإسرائيلية يعانون من التمييز العنصري والقتل بدم بارد بسبب مشروع صهيوني استعماري
لا يرى فيهم أصحاب البلاد الأصليين، وهذا بذوره في تصريح بلفور.
وبالتالي تتنوع فعاليات الحملة بين الميدانية المختلفة،
من معارض وإطلاق كتب وندوات ومحاضرات ومؤتمرات أكاديمية وشعبية، إلى اعتصامات واحتجاجات
أمام السفارات البريطانية والإسرائيلية حول العالم، إلى الوقفات والمظاهرات الضخمة،
وأفكار إبداعية بمحاكمة صورية لبريطانيا، وألعاب للأطفال على شكل متاهة عن فلسطين،
ومحاضرات عبر العالم الرقمي، إضافة إلى ذروة الحملة الرقمية 1 نوفمبر، بكل لغات العالم،
من خلال عشرات غرف التنسيق التي يجري التنسيق بينها، ولذلك الجهد التنسيقي كبير، ويقوم
به عشرات المتطوعين معنا.
- كيف يمكن أن نربط الأجيال بهذه الذكرى الكارثية على الشعب الفلسطيني؟
الصهيونية لا تترك مجالا للفلسطيني أن ينسى وجعه،
فالصهيونية لم تقم بجريمتها من إرهاب وقتل وتشريد وسجن واغتصاب للأرض في الفترة
1947 – 1949 فقط، بل تقوم بذلك إلى اليوم، فقصف الفلسطينيين في غزة، وقتلهم بدم بارد،
وتعمد إشعال الحرب على غزة كل عدة سنوات لتجريب السلاح الإسرائيلي، وبيعه في معارض
السلاح على أنه "مجرب" (أي مجرب على الفلسطينيين)، ومئات المعتقلين الفلسطينيين
في السجون الإسرائيلية والاعتقالات مستمرة، وقمع الفلسطينيين تحت الاحتلال ومنعهم من
السفر، ومصادرة الأراضي والمزيد من الأراضي، وتهويد كل فلسطين، واستمرار منع الفلسطيني
اللاجئ من حقوقه خارج فلسطين في العمل والسكن والتملك، مثال صارخ في لبنان، كل هذا
يجعل الجيل الحالي، الرابع لنكبة فلسطين عام 1948 لا يمكن أن ينسى تصرح بلفور، فهو
ضحية مستمرة لهذا التصريح.
- هل للدراما والأفلام دور بحملتكم؟
نعم، أعددتُ ملفا معلوماتيا متكاملا بعنوان
"التصريحات البلفورية" موجود على موقع مواد الحملة في الموقع الإلكتروني
للحملة، وقد استغرق إعداده أكثر من شهر من البحث والدراسة لعشرات المصادر لأن المعلومات
عن تصريح بلفور كثير منه صهيوني غير صحيح، ومبعثر، كما كل أرشيف ومعلومات فلسطين، واستخدمت
جزءًا منه في إعداد فلم رسوم متحركة أنيميشن قصير، رسم المبدعة ياسمين نعيرات، وتحريك
المبدع حسام الخطيب، وساعدته ماندي أبو سحلية، وكلهم كفاءات فلسطينية، وهو متوفر باللغتين
العربية والإنجليزية، وقرأ الفلم تطوعيا باللغة العربية الإعلامي القدير عارف حجاوي،
وبالإنجليزية الإعلامي البريطاني آندرو ويتمان، وانتشر بشكل واسع جدا في العالم الرقمي
عبر اليوتيوب والواتس أب، وكذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر تحديدا.
لا يمكن لأي حملة اليوم في العالم الرقمي أن لا
تستخدم المواد السمعية البصرية، لذلك قمنا بإعداد أكثر من برومو للحملة، ومواد إعلامية
متعددة، ومقاطع من وثائقيات محترفة، كما استعنا بفلم مركز العودة "طريق بلفور
100" وهو فلم درامي قصير (10 دقائق) يستهدف الجمهور البريطاني، بتخيل أن عائلة
بريطانية في وسط لندن هي من تعرضت للتهجير والطرد من منزلها نتيجة تصريح بلفور.
وملفت للنظر أن الصهاينة أعدوا بعدنا فيديو
"أنيميشن" أيضا، مدته دقيقتان ونصف، يتحدث عن نفس موضوعنا بنفس الطريقة،
لكن يقولون أنه ما دام العالم معهم، فهم على حق، بدل أن يقولوا أن الاستعمار الغربي
دعمهم لأنهم مشروع استعماري استيطاني إحلالي، وما زال كذلك الصهاينة مستعمرون لأرض
لا يملكونها.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام