الثلاثاء، 02 حزيران، 2020
كشف الأمين العام
للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين الدكتور محمد أكرم العدلوني عن إطلاق حملة دولية
للدفاع عن الضفة الغربية تحت شعار "ضفتنا ملك أمتنا"، وذلك للتصدي لمخططات
الاحتلال الاسرائيلي بالسيطرة على الأراضي الفلسطينية من خلال مواصلة سياسته في التهويدِ
والاستيطان في الضفة الغربية ومدينة القدس.
وأكد العدلوني، في
حوار خاص مع "السبيل"، أن الحملة يشارك فيها شخصيات، وقوى، وأحزاب، وبرلمانات،
ونقابات، وحراكات شعبية، ووسائل إعلامية من مختلف دول العالم.
وطالب حكومات الدول
العربية والاسلامية، بوقف التطبيع مع العدو الصهيوني، وإلى التكاتف وفضّ الاشتباك،
وإلى البحث عن المصالح المشترك، بدلاً من الاستنزاف الذي تُذكيه واشنطن والصهيونية
العالمية.
ودعا الأمين العام
للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، أن
يتوحدوا ويعزموا على مواجهة العدو الصهيوني في الداخل والخارج، مهما كانت الظروف الراهنة
صعبة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، مؤكداً أن ضم حكومة الاحتلال لأراضي الضفة
الغربية يعني إنهاء مشروع الدولة الفلسطينية.
وأوضح العدلوني أن
أبرز مخاطر ضم الضفة تتمثل في تقطيع أوصال الضفة الغربية، وعزل الضفة عن عمقها العربي،
وفرض الاحتلال كامل سيطرته على الضفة ومواردها.
ولفت العدلوني إلى
أن نجاح الاحتلال في إجراءات الضم -لا سمح
الله- قد يزيد من السياسات الإحلالية كالتطهير
العرقي، والتمييز العنصري، والتهجير القسري، والتقطيع الجغرافي، وتاليا نص الحوار:
"السبيل": ما مخاطر قيام حكومة الاحتلال
بضمّ أراضي الضفة الغربية وغور الأردن ومنطقة شمال البحر الميت والمستوطنات على المشروع
الفلسطيني؟
العدلوني: إنّ ضم
أراضي الضفة الفلسطينية وأغوار الأردن، يعني إنهاء مشروع الدولة، الذي تقوده السلطة
الفلسطينية، إذ لا يوجد أي أمل لقيام أي كيان
فلسطيني في أراضي الضفة الغربية، مايعني إنهاء الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية.
حيث لم يتبق للسلطة أي قوة أو هامش للمناورة، نتيجة استخدامها لأدوات وسياسات عفا عليها
الزمن. ويمكن إيجاز مخاطر الضمّ بما يلي:
1- تقطيع
أوصال الضفة ومنع التواصل بين مدنها وقراها وبين محافظاتها؛ حيث أصبحت الضفة الغربية
٢٨ جزءاً، لا صلة جغرافية بينها سوى الطرق الإسرائيلية أو الأنفاق.
2- مصادرة
المناطق الزراعية الخصبة، والمناطق المقدسة، ومصادرة المياه العذبة، مما يجعل الضفة
بلا موارد حقيقية للثلاثة ملايين نسمة.
3- إنهاء
حلم ما يسمى بدولة فلسطين على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس عاصمة لهذه الدولة.
4- عزل
الضفة الغربية عن محيطها العربي عبر الأردن، وحيث الروابط بين سكان الضفة والأردن لا
يمكن فصلها أو تجاوزها.
5- سيطرة
إسرائيلية كاملة على الأرض والإنسان الفلسطيني، وتصبح كل مقدرات شعبها رهينة بيد الاحتلال،
بل تصبح مقدراتنا الاقتصادية جزءًا من عجلة الاقتصاد الإسرائيلي.
6- إذن،
في حال تم ضم الأغوار، فإن عدد المستوطنات الباقية تمثل 30% من المجموع الكلي يعيش
فيها 4% فقط من عدد المستوطنين الكلي، هذا يعني أن الاحتلال قد حسم المعركة ديمغرافيا
ليس فقط في القدس بل في معظم أراضي الضفة الغربية، فيتبع بذلك سياسة (فكي الكماشة)
لمحاصرة الوجود الفلسطيني في الضفة.
"السبيل": ما التهديدات الخاصة بمدينة
القدس ومقدساتها الدينية، لو نجحت حكومة الاحتلال بإجراءاتها الأحادية بضم المستوطنات؟
العدلوني: تهدف سلطات الاحتلال الصهيوني، من وراء مشروع الضم
إلى:
أولا: طرد الفلسطينيين،
وبالتالي مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات عليها.
ثانيا: الإحلال الإسرائيلي:
وإسكان الإسرائيليين في هذه المستوطنات، وخلق وجود ديمغرافي (جغرافي وسكاني) يؤثر بشكل
مباشر وغير مباشر على الوجود الفلسطيني الحالي والمستقبلي.
وهذا يصب مباشرة
في الإجراءات الاستيطانية والسياسات الإحلالية للعدو الصهيوني؛ التي لا تخفى عليكم
وهي: (التطهير العرقي، والتمييز العنصري، والتهجير القسري، والتقطيع الجغرافي)، والتي
ستؤدي بطبيعة الحال إلى تهويد القدس المحتلة، وعزل المدينة عن عمقها الجغرافي والديمغرافي،
من أجل الاستفراد في المسجد الأقصى المبارك، واستكمال مخططات تقسيمه مكانياً وزمانياً،
وصولا وتمهيداً إلى إزالته وبناء الهيكل المزعوم حسب روايتهم ورؤيتهم التلمودية المحرفة.
"السبيل": كيف سيواجه الائتلاف العالمي
لنصرة القدس وفلسطين، محاولة حكومة الاحتلال ضم أراضي الضفة الغربية؟
العدلوني: استجابة لهذا التحدّي الخطير (مخطط ضم الضفة الغربية)،
وتزامناً مع ذكرى مرور (53) عاماً على "نكسة حزيران" عام 1967)، - حيث أُحتلت
الضفة وما تبقى من مدينة القدس-، ومقاومةً لهذا المخطط ورفضه بكل السبل الممكنة. سيقوم
"الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين" إلى إطلاق "حملة دولية للدفاع
عن الضفة الغربية"تحت شعار (ضفتنا ملك أمتنا)، يشارك فيها أبناء العربية والإسلامية،
وأحرار العالم من:(شخصيات، وقوى، وأحزاب، وبرلمانات، ونقابات، وحراكات شعبية، ووسائل
إعلامية)، مُعبّرة عن موقفها الرافض لمخطط ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني، لتحقيق
الأهداف التالية:
1- الدفاع
عن الضفة الغربية لمواجهة المخططات الصهيونية للضمّ.
2- إيجاد
حالة رأي عام فلسطيني، وعربي وإسلامي، ودولي رافضة للضم.
3- دعم
حق الشعب الفلسطيني بكل قواه في رفضه لمشروع الضم، وكل ما يؤدي إليه.
4- حشد
الأمة بكل مكوّناتها لرفض مشروع الضمّ، ودعم أهلنا في الضفة.
5- إيجاد
مناخ سياسي وإعلامي داعم لأي جهة فلسطينية وعربية وإسلامية رافضة للضم.
6- تكامل
الحملة الدولية مع الدور الأساسي للشعب الفلسطيني في الداخل الرافض لمخططات وإجراءات
الضمّ.
"السبيل" ما الأدوار المطلوبة من الحكومات
والدول الرافضة لقرار الضم، خصوصا الإسلامية والعربية؟
العدلوني: هناك مجموعة
من الأدوار التي يمكن للحكومات والدول أن تقوم بها لرفض صفقة القرن، ومن وقرار ضم الضفة
الغربية وغور الأردن، أبرزها:
1- التذكير
بأن أي خطوة لضم ولو أجزاء من الضفة الغربية، هو تمهيد لإعادة إحياء فكرة (إسرائيل
الكبرى)، وهذا يستوجب من الدول والشعوب العربية التكاتف، فالاحتلال يرى في ضعفنا كعرب
ومسلمين فرصة لإنفاذ مخططاته الصهيونية.
2- دعوة
بعض الأنظمة إلى وقف التطبيع مع الصهاينة، لأن استمراره يُعد منصّة لتشجيع الاحتلال
على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والإجراءات الاحتلالية ضد الفلسطينيين والعرب.
3- التذكير
بأن هناك أراضي سورية، ولبنانية ما زالت محتلة بالإضافة إلى فلسطين، وهذا يستوجب التنسيق
بين العرب لتشكيل وحدة موقف ضد الاحتلال وسياساته.
4- دعوة
جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، لأهمية تنشيط دورها، فالقضية الفلسطينية
تُعدّ أحد أهم نقاط الالتقاء العربي والإسلامي.
5- دعوة
الدول العربية والإسلامية إلى التكاتف، وإلى فضّ الاشتباك، وإلى البحث عن المصالح المشتركة،
بدلاً من الاستنزاف الذي تُذكيه واشنطن والصهيونية العالمية.
6- دعوة
الشعوب العربية والإسلامية إلى التضامن مع فلسطين والقدس التي تشكل جزءاً من تاريخ
وحضارة وعقيدة الشعوب العربية والإسلامية.
7- اعتبار
ما يجري في فلسطين والقدس مساساً بعقيدة المسلمين والعرب، فالقدس والمسجد الأقصى ضلعاً
مكملاً لمكة المكرّمة والمدينة المنورة.
8- دعوة
علماء المسلمين والمسيحيين في المنطقة، لأخذ دورهم الريادي في تحريض الشعوب على المواجهة،
ورفض الاحتلال حمايةً للحريات ولكرامة الإنسان.
"السبيل": هل المؤسسات المجتمعية، تستطيع
مواجهة هذه الخطة، وما المهام والأعمال المنتظرة من هذه المؤسسات؟
العدلوني: نعم تستطيع،
وذلك من خلال مجموعة من الوسائل والأساليب يمكن إيجازها بما يلي:
-عقد مؤتمرات صحفية لدعم وتأييد ومباركة
(الحملة الدولية لمناهضة ضم الضفة الغربية)، التي سيطلقها الائتلاف العالمي لنصرة القدس
وفلسطين، وغيرها من الحملات الوطنية والشعبية، يشارك بها كوكبة من أبناء الامة العربية
والإسلامية المناصرين للقضية الفلسطينية والعاملين لها.
-إصدار بيانات، مواقف، تصريحات حول المخططات
والإجراءات الصهيونية للضم.
-نشر تقارير إنسانية حول واقع الحياة في
الضفة الغربية.
-إعداد ونشر مذكرات: قانونية، وحقوقية، وبرلمانية،
وسياسية.
-القيام بتحركات شعبية (ميدانية إن أمكن)
ولقاءات تضامنية تخصصية وإقليمية.
-توجيه خطابات والدعوة لعقد اجتماعات برلمانية
عربية وإسلامية ودولية.
-استخدام وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك،
تويتر، انستجرام، ويوتيوب .. الخ).
"السبيل": كيف يمكن للشعوب التأثير
على حكوماتها، وحثها على رفض هذه الخطة ومواجهتها؟
العدلوني: إذا قُدّر لقرار الضم أن يُنفّذ، فإن ذلك يعني زوال
آخر غشاوة عن أعين من راهنوا، أو تأملوا، أن يكون مسار التفاوض مع الاحتلال قد يعيد
حقوقا لشعبنا الفلسطيني.
وأن ذلك سيُشكل بداية
انطلاق عمل شعبي فلسطيني في كافة أماكن تواجده، يستلهم الصور المشرقة في تاريخ الصراع
مع العدو، ويؤسس لمرحلة جديدة تقوم على قاعدة الوحدة في مقاومة الاحتلال حتى دحره دون
قيد أو شرط.
وهذا يتطلب من الشعوب
العربية والإسلامية وأحرار العالم، أن يتوحدوا ويعزموا على مواجهة العدو الصهيوني في
الداخل والخارج، مهما كانت الظروف الراهنة صعبة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
فإنّ الوصف الصادق
في كتاب الله تعالى لهؤلاء الصهاينة في قوله تعالى: (لَايُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعا
إِلَّا فِي قُرًى محَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ
تحْسَبُهُمْ جَمِيعا وقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّايعْقِلُونَ[الحشر : 14[.
ونحن نؤمن إيمانا
قاطعاً بأن "حبل الله" قد انقطع عن هؤلاء، أما (حبل الناس) فسينقطع يوماً،
وستُضرب عليهم الذّلة والمسكنة أينما ثقفوا كما وعد الله تعالى، شريطة أن تكون الشعوب
كما وصفهم المولى عزوجل (عباداً لنا أولي بأس شديد). وستزول مقولة (من الفرات إلى النيل،
إلى الجدران العازلة).
المصدر: السبيل-
موسى كراعين