القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

اللاجئون الفلسطينيون من سورية في مراكز الإيواء.. أحسّوا بنا إحساسكم بأبنائكم

اللاجئون الفلسطينيون من سورية في مراكز الإيواء.. أحسّوا بنا إحساسكم بأبنائكم


لاجئ نت/ كريم عبد الله

تقوم على إغاثة النازحين من سورية إلى لبنان العديد من مؤسسات المجتمع المدني؛ سواء الخيرية أم التنموية التي تهتم بالإنسان بكافة شرائحه العمرية وفئاته كالطلاب والأطفال والمرأة والمسنين.

وتعد «جمعية السبيل» إحدى هذه المؤسسات الناشطة في مجال العمل الإغاثي في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا والمشرفة بشكل مباشر على مركز الكفاح الموجود ضمن المخيم. في مدرسة الكفاح التقينا مدير المركز وكان لنا معه اللقاء التالي:

«لاجئ نت»: ما هي جمعية السبيل وما هو الدور الذي تقوم به في هذا المركز؟

جمعية السبيل الخيرية هي جمعية خيرية اجتماعية تربوية وثقافية أنشئت عام 2007 لتؤدي واجباً دينياً وأخلاقياً تجاه فئات من المجتمع، وخصوصاً الفلسطيني منه، حيث يستفيد من خدماتها المتحاجون دون النظر إلى الانتماء.. ونحن نتعاون مع كافة المؤسسات الفلسطينية واللبنانية.

ويُعدّ مركز الكفاح لإيواء النازحين من سورية من أهم المراكز الموجودة ضمن مخيم عين الحلوة، حيث يتواجد فيه 32 عائلة مكونة من حوالى 160 نفراً، ويبلغ عدد الأطفال الموجودين فيه دون سن السنتين 14 طفلاً، وما بين السنتين والسبع سنوات 22 طفلاً، كما يوجد لدينا 27 طالباً ما بين الصف الأول الابتدائي والصف التاسع (البريفيه)، بالإضافة إلى 7 طالبات تم تسجيلهنّ في مركز العلوم والثقافة في منطقة الفوار.

«لاجئ نت»: ما هي الخدمات التي يقدمها المركز للاجئين؟

في الجانب الصحي تقوم إدارة المركز بالتنسيق مع كل من الأونروا ومستوصف خالد بن الوليد ومستشفى الهمشري التابع للهلال الأحمر الفلسطيني لتقديم خدمات العلاج المجاني للنزلاء، إلا أن المأساة تكمن في عدم مقدرة بعض هذه الجهات على تغطية تكلفة العلاج بشكل كامل، فالجمعية لا تستطيع تغطية أكثر من 50% من ثمن الدواء بشكل مباشر، إلا أنها تسعى من خلال علاقاتها الخاصة إلى تغطية بقية المبلغ في بعض الأحيان.

«لاجئ نت»: ماذا عن دور الأونروا؟

الأونروا لم تقم بمضاعفة كمية الدواء الواردة إلى مراكزها رغم وفود أكثر من ثلاثين ألف لاجئ من فلسطينيي سورية إلى لبنان، ما أدى إلى الندرة في بعض الأدوية، فهي باتت تعتمد على الجمعيات الأهلية لتغطية هذا الجانب من المساعدات مما سبب لنا الحرج مع المرضى، فإيرادات الجمعية لا تكفي لتغطية هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين.

آراء نزلاء المركز

في جولة داخل المركز، وفي محاولة لاستمزاج رأي بعض النزلاء حول الخدمات الصحية التي يتلقونها كانت النتائج بشكل عام غير مرضية! فقد أفاد النازح من مخيم اليرموك (م. م) الأب لثلاثة أطفال (7 سنوات و5 سنوات وشهران) بأنه «راجع الأونروا من أجل علاج ابنته جنى التي تشكو من ضخامة ناميات تسبب لها اختناقاً ليلياً أثناء النوم، إلا أنهم رفضوا إعطاءه تحويلاً للمشفى».

كما اشتكت إحدى السيدات اللاجئات من مخيم سبينة، والتي التقيناها صدفة في مركز الإيواء، من غلاء سعر الدواء وتعذر شرائه في كثير من الأحيان، وقالت «أن ابنتي الشابة الحامل في شهرها الرابع – وهو الحمل الأول – تشتكي من مرض الذؤوبة الحمامية، وهي تحتاج إلى إبرة مسيّل للدم يومياً بقيمة 6000 ليرة لبنانية (4 دولارات)، إلا إنها لا تجد لذلك سبيلاً فنحن نبيع بعض المواد الغذائية التي نحصل عليها من الجمعيات لتغطية العلاج، الأونروا رفضت مساعداتنا في ذلك».

وفي لقاء خاص مع إحدى الأسر النازلة في المركز التقينا السيدة (ن. م) وهي أم لأربعة أولاد مهجرة من مخيم الحسينية وهي متزوجة من سوري لا تعلم عنه شيئاً.

وعند سؤالها عن أحوالها، بدأت حديثها بالشكر لنا على هذا السؤال، فهي لم تسمع مثله من قبل: «إن لدي ثلاث بنات ولا معيل لي إلا الله، وهذا الولد ابني الوحيد لديه ربو أطفال وتأتيه أزمة الربو بالأسبوع أكثر من ثلاث مرات، ما يضطرني إلى الذهاب به للمشفى لإعطائه جلسات إرذاذ، إن هذا الموضوع سبب لي التعب والضيق الشديد، فأنا أحيانا أقبل أيدي الأطباء والمشرفين على علاج ولدي من أجل إعفائي من أجرة المشفى ولكن بدون نتيجة، ولولا أن سخر الله لي أحد الإخوة في المرة الماضية ودفع لي تكاليف المشفى البالغة 32000 ليرة لبنانية لكنت تبهدلت أكتر من هيك»، وتابعت وهي تبكي «لقد فكرت بإحراق نفسي أنا وبناتي».

إن ابنتي بحاجة إلى تبديل العدسات الخاصة بنظارتها وكذلك طفلي لديه انحراف بعينيه، ولا أعلم ما أفعل ومن أين آتي بالمال؟ لقد نزلت إلى الشوارع وتسولت ولم يعلم بي إلا الله (هنا بدأت ابنتها البالغة من العمر 13 سنة بالبكاء الشديد)، ماذا ينتظرون منا؟ أن نُستغل جنسياً حتى نستطيع تأمين أساسيات حياتنا؟؟

في معرض اللقاء سألتها ألم تحصلي على المساعدات؟

فقالت إنني استفيد من المساعدات التي تأتي إلى المركز، رغم قلّتها، «لكن هناك محسوبيات في توزيع المساعدات! فأنا وأسرتي المكونة من خمسة أشخاص حصلت على كرتونة مواد غذائية وثلاث فرشات وحرام واحد، فكيف لنا أن نلتحف بحرام واحد؟!».

«لاجئ نت»: ما هي الرسالة التي توجهينها إلى المسؤولين؟

رسالة واحدة فقط لا غير: أحسّوا بنا كما تحسّون بأبنائكم وبناتكم.