القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

اللواء أمين حطيط: «حجارة السجيل» فرضت نفسها على قرارات العدو

اللواء أمين حطيط: «حجارة السجيل» فرضت نفسها على قرارات العدو
 

الإثنين، 10 كانون الأول، 2012

أكد المحلل العسكري اللواء "أمين حطيط" أن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس أرتقت في جولة التصعيد الاخيرة الى معالم القوة والتي فرضت فيها نفسها على قرارات العدو المستقبلية.

وقال حطيط :" أن امتلاك كتائب القسام للتقنية العسكرية التصنيعية، جعلها مقاومة متقدمة تتفوق على المقاومة البدائية، وعلى المقاومة العادية التي عرفها التاريخ في السابق، واستطاعت أن تتغلب على الحصار الظالم المفروض على غزة ".

وفيما يلي نص الحوار الذي اجراه موقع القسام مع المحلل العسكري اللواء "أمين حطيط"...

- كيف تنظر الى معركة "حجارة السجّيل " التي خاضها القسام مع الاحتلال؟

هذه المعركة لا تشبه ما سبقها من معارك ومن مواجهات، خاصةً في مسائلة الأهداف التي توخاها العدو ضمن حاضنة اقليمية ودولية، والنتائج التي استطاعت ان تحققها المقاومة، على الصعيدين الصعيد الاستراتيجي والعسكري.

فإذا بدأت بالصعيد الاستراتيجي نستطيع أن نقول أن المقاومة الفلسطينية في غزة استطاعت أن تكسر خطة محكمة وضعت لاستدراجها لموقعاً يؤدي في النهاية إلى تقيد المقاومة في المرحلة الأولى، تمهيداً لاجتثاثها، وإعادة صيغة الوضع في غزة على الطريقة التي تم بها الامور في الضفة الغربية.

والكل يعلم ما هو مصير المقاومة في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة، وهذا الامر لم يستطع العدو الصهيوني فرضه، والسبب الرئيسي أنها واجهة صلابة لدى المقاومين في غزة، ووجدت خططاً وتحضيراً لدى المقاومين يمكنهم احتمال الضغط الشديد والحرب الطويلة نسبية.

وبالتالي قبول الكيان بوقف عدوانه، مع معرفته أن هذا الهدف الاستراتيجي لم يحصل، يعني قبوله بالهزيمة، وهذا يعتبر بالنسبة للمقاومة النصر الاستراتيجي الأكيد الذي سيفرض نفسه على مجرى الإحداث المستقبلية سواءً على الساحة الفلسطينية وخاصةً بالنسبة من الفلسطينيين الذي غادر مركب المقاومة وتخل عن خيار المقاومة.

- كيف تنظر الى معركة "حجارة السجّيل" من ناحية عسكرية.

أما بالنسبة العنوان العسكري فإن المقاومة في هذه المواجهة أدت أداء يمكن مقارنته في التحضير المسبق لما قبل العركة، وبدا ذلك واضحاً من خطة إدارة النيران التي مارستها المقاومة ونفذتها بشكل مكنها من الوصول لمناطق بعيدة جداً لم تكن في الحسبان، ثم مكنها من ممارسة إتخاز قراراً شجاع بقصف هذه المناطق التي تعتبر بالنسبة للعدو الصهيوني خطاً أحمر.

وضمن سياق ضبط النيران تمكنت المقاومة من المحافظة على نمطاً مستقر من عدد الصواريخ التي تطلق يومياً، وهذا أدى إلى إرباك لدى العدو الذي تصور بضربته الجوية المفاجئة الأولى استطاع أن يجهز على العظيم الأكبر من مخزن المقاومة، فظهر له أن تقدريه لم يكن في محله، ومن هنا نستطيع أن نقول أن منظومة السيطرة وإدارة النيران التي أظهرتها المقاومة كانت منظومة كاملة ومجدية ومفاجئة للعدو، أدت دورها بفاعلية بحملة على إتخاز قرارات مغايرة لتطلعاته وفي أهدافه.

- كيف تقرأ استفادة المقاومة من الماضي ؟

الامر الذي لابد من التوقف عنده عسكرياً، هو أن المقاومة استفادة من الماضي، وهذا شيء إيجابي كبير يسجل في صفحتها، فلنتذكر نحن أن الضربة الجوية الصهيونية الأولى في عدوان 2008 ـ2009 أدت إلى إحداث خسائر بشرية هائلة وصلت 230 شهيد في أقل من 10 ـ 15 دقيقة.

ولكن هذا الأمر لم يحصل في هذا العدوان لأن المقاومة الفلسطينية في غزة استطاعت أن تستفيد من عبر الماضي، وأن تمتنع عن تقديم الهدف الثمين للعدو الصهيوني، بشكل أفقده القدرة على استخدمه طاقته النارية الهائلة.

- برأيك استهداف العدو للمدنيين دليل على نفاذ بنك أهدافه ؟

أن المقاومة عملت بذكاء واحتراف بتحصين الميدان و الأرض، ومنعت العدو من أن يمدد أو يوسع بنك أهدافه وأوصلته بعد أربعة أيام أو ثلاثة أيام من المواجهة إلى ما نسميه خلاء بنك الأهداف.

ومسألة خلاء بنك الاهداف كان لها فاعلية هامة، في حمل العدو على اتخاذ القرار بوقف العدوان، لماذا ؟ لان هذا الامر كان له مفهوم عكسي لدى القيادة الصهيونية العسكرية، التي كانت ترسل جنودها في مهمة تعلم أنها غير مجدية. فكان الطيار يذهب لإلقاء حمولة طائرته ضمن عنوان " القصف بالقصف"، من غير أي نتيجة عسكرية، وهذا كان يرتد سلباً على معنوياته وعلى ثقته بقيادته.

وبذلك كان نفاذ بنك الاهداف عاملاً مهماً دفع العدو على استجداء وقف النار وبذلك نقول أن مواجهة غزة 2012 أثبتت أن المقاومة الفلسطينية راكمت قدراتها من حيث المهارات الميدانية والقدرات العسكرية، إضافةً إلى ذلك الشجاعة في القرار والاستمرار وفي المواجهة.

- كيف ترى استخدام المقاومة وعلى رأسهم كتائب القسام لصواريخ بعيدة المدى وخصوصاً منها صنع محلي إضافة إلى المفاجآت البرية ؟

المقاومة استطاعت أن ترسل الطاقات وأن تتغلب على الحصار الظالم المفروض على غزة، ونحن نعلم أن وضع غزة من ناحية عسكرية وجغرافية صعب جداً، وبالتالي الحصول على السلاح وامتلاك التقنية العسكرية التصنيعية العالية، أمور جعلت من المقاومة، مقاومة متقدمة تتفوق على المقاومة البدائية التي عرفها التاريخ في السابق.

وبالتالي هذا الواقع الذي بلغته المقاومة سواء في قدرتها على التصنيع أو قدرتها على الاستعمال الاسلحة الجديدة والمتقدمة في تقنيتها، على صعيد استهداف المدرعات، أو على صعيد استخدامها لصورايخ أرض جو ، وصولاً لتحقيق القدرة على استهداف مواقع تبعد أكثر من 75 كيلو متر عن القطاع، كل ذلك يؤكد أن المقاومة الفلسطينية أرتقت في معالم القوة إلى الحد الذي يفرض نفسه على قرارات العدو المستقبلية.

- ما هي أبرز الانجازات التي حققتها المقاومة؟ وهل ترى ان المقاومة حققت سياسة الردع وخاصة بعد رضوخ العدو لمعظم مطالب المقاومة ومنها وقف الاغتيالات ؟

استطيع أن اقول ببساطة أن المقاومة لم تستجدي الحرب بل الحرب فُرِضت عليها، فكان منطقياً أن نقول أن من بادر إلى الحرب سيحقق أهدافه، لكن الذي حصل أن المقاومة في غزة عكست الاتجاه لهذه القاعدة، وإذ بالمدافع يفرض جزءً كبيراً من شروطه، ويكفي أن يعترف الكيان بتفاهمات المقاومة والتي من ضمنها وقف عملية اغتيال القادة وهذا بالغ الأهمية.

وبالتالي حماية القادة وحماية المجتمع المدني وتسهيل حركة الاشخاص، كل هذه الامور لم تكن ذهن الكيان عندما انطلق في عدوانه، واضطرت العدو للموافقة عليها والقبول بها بسبب ضغط المقاومة وبسبب القدرات العسكرية للمقاومة.

ومن هنا لا يمكن لاحداً أن يقول أن الوصول لهذه الاهداف منة من أحد، لأن حصار غزة استمر أكثر من خمسة سنوات وحتى الآن لم تستطع كل دبلوماسية العالم وكل مؤتمرات العالم أن تفك الحصار ولو لساعة، وإذ بالمقاومة تفك الحصار عن نفسها وهذا يسجل في تاريخها العسكري.

المصدر: موقع القسام