اللواء المقدح: لا نريد سوى العودة ونتنياهو شخص أحمق
الإثنين، 20 حزيران، 2011
تستضيف شبكة الأخبار الفلسطينية شخصيةً تنصِتُ بشكلٍ شبه يومي إلى أنين أبناء المخيمات، هناك في الشتات الفلسطيني وفي أرض الوطن، وتشاركهم همّ الفقر والبعد عن الوطن، وسط نظامٍ طائفيّ يلغي حقوقهم المدنية والإجتماعية والإنسانية ومسؤولين فلسطينيين خلافاتهم الداخلية أكبر منهم ووكالة أونروا نخر الفساد في عظام مؤسساتها، وأصبحت بعيدة كل البعد عن أعين وقلوب اللاجئين الفلسطينيين، عاش قائد المقر العام لحركة فتح في لبنان والقائد العام لكتائب شهداء الأقصى في فلسطين اللواء منير المقدح، عاش في أزقة المخيم ورفض الخروج من بين اللاجئين في اصعب وادق المحطات، ليكون أباً وأخاً لكل فلسطيني يقصده، منير المقدح رجل عرفه الصغير والكبير.. الشيخ والمرأة في مخيم عين الحلوة لا بل وفي كل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث تدخل إلى منزله المتواضع وتشعر انك مالكه، وتتمنى أن تجده فارغاً ولو مره من الزوار، فتتعجب وتقول في نفسك كيف يسمح الوقت لهذا الرجل الذي يتابع الشاردة والواردة في آن واحد على طول الوطن العربي وعرضه..لا بل كل احداث ومستجدات العالم.
ليجلس معنا بهدوء ويجري هذا الحوار الطويل ويتابع بذات الوقت شوؤن وشجون الناس التي تاتيه طلبا لمشوره او مساعده للدخول للمستشفى..او دعم لاسرة فقيره وعيناه لاتنقطع عن شاشة التلفزيون..ولا يتوقف هاتفة عن الرنين.
أعتقد أنه أمر طبيعي أن يحرق العلم بين أيدي الجماهير الفلسطينية التي تعتصم دائما لتطالب بحقها من الأونروا لكن هذه الوكالة أعتمدت سياسة التلاعب وعدم الألتزام بما تعد به، فعلا سبيل المثال لقد سمعت من المدير شخصياً حيث قال أن أكثر من 2200 منزل في مخيمات الجنوب قد يتعرضون للسقوط وأكثر من 1850 عائلة فلسطينية في المخيمات تعيش في وضع أكثر من مآساوي، لذلك فإن حرق العلم جاء نتيجة غضب وإحتقان الشارع الفلسطيني ضد الأونروا ومديرها الذي لم يقدم شيء منذ توليه سوى الفشل والتراجع المقصود عن الخدمات والتملص من المسؤولية، وقد وعدنا هذا المدير بالتحرك السريع لكنه فعلياً لم يقدم أي شيء لا للبنى التحتية التي أصبحت مزرية جدا ولا حتى لأبار الماء التي تحتاج للمازوت ولا حتى لشبكات الكهرباء التي سقط من ابناء شعبنا شهداء نتيجة إهمال الوكالة من الإهتمام بهذه الشبكات التي أصبحت أمراً غير مقبول في مجتمعنا الفلسطيني، بالإضافة إلى التعليم حيث التراجع الكبير في هذا المستوى ضمن مدارس الوكالة في المخيمات الفلسطينية.
- إذا برأيك سيادة اللواء ماذا قدم هذا المدير للاجئين الفلسطينيين لا سيما أننا نتابع تقارير تنشرها الوكالة عن إنجازات وورش عمل وغير ذلك؟؟
نعم لقد قدم بعض الإنجازات وهي بأنه قام بجلب موظفين أجانب برواتب عالية تتجاوز الـ 12500$ وكان الأجدر به دفع هذه الأموال الكبيرة إلى قطاع الصحة والعلاج حيث شاهد بأم العين كيف توفي الفلسطينيون على أبواب المستشفيات في عدة مناطق نتيجة إهمال إدارة لمباردو في التحرك بالتحويلات أو التهرب والتملص من دفع الواجب المترتب عليهم للاجئين الفلسطينيين بدل من التباكي على حرق العلم ومن هنا أتساءل هل أنزعج المجتمع الدولي والمدني من حرق العلم ولم ينزعج أو يكترث لوفاة الأطفال والشباب على أبواب المستشفيات؟؟
هل انزعجوا على العلم ولم ترف لهم عين أو نظره على اللاجئين الذين يحاولون إيصال صوتهم الإنساني في الاعتصامات المستمرة من أجل حقهم في العيش بحياة كريمة؟؟. أين القيمين على الأونروا والمجتمع الدولي من هذه التحركات أليست حقاً مشروعاً أم ماذا؟.
وأعود لسياسة السيد لمباردو، فقد قدم دعم لمؤسسات خارج الإطار الفلسطيني بالإضافة لحفلاته المستمرة ونشاطاته التي تكلف الألاف الدولارات على حساب بسطاء ومرضى واطفال شعبنا،ليخرج على مجتمعنا بين الفنية والأخرى،ويطلق تصريحاته ووعدوه التي لم نشهد منها أي شيء.
لذلك أدعوا بكل جدية الداعمين والممولين وأخص منهم دول الخليج العربي لأن يقدموا دعمهم مباشراً للفلسطينيين وليس عبر الأونروا، لان الفساد قد نخر عظامها بشكل كبير جداً،فالعاملون بها يأخذون 80% من التبرعات،ويسلمون اللاجئين 20% منها،وقد أشتد هذا الفساد في عهد لمباردو الذي توافقت كافة الأطراف الشعبية والإجتماعية والسياسية في مخيمات اللاجئين في لبنان على فشله،وأنصحه بأن يستقيل ويرحل وفريقه عن إدارة الوكالة في لبنان، فالشعب الفلسطيني رفع شعاراً واضحاً وسيبقى مستمرً في الإعتصامات لحين رحيل سلفاتوري لمباردو وطاقمه وإصلاح هذا الفساد الكبير الذي سببه وفريقه وكما قال رسول الله صلى الله علية وسلم "إن لم تستحي فأفعل ما شئت".
- هل تعتقدون أن سبب تقليص والتهرب من الخدمات في وكالة الأونروا مرتبط بقرار سياسي أم هو نتيجة الأزمة المالية التي تزعم إدارة الوكالة بوجودها؟؟.
سياسة الهروب من المسؤولية التي تمارسها الأونروا وغيرها من الأنظمة تأتي في سياق الضغط على الشعب الفلسطيني من أجل مساومته للقبول بأي تسوية سياسية يفرضها الإحتلال الصهيوني عبر الإدارة الأمريكية ورعاتها في المنطقة، لكن أقول لهم بكل صراحة بأن شعبنا بعد 63 عاماً قد أثبت للعالم أجمع بأننا نمشي على الشوك والألغام للعودة إلى وطننا وأرضنا الفلسطينية، ووضعنا في لبنان مزري،لأننا لا نتمتع بحقوقنا المشروعة،رغم أن كافة الأمم التي تقيم في لبنان تتمتع بهذه الحقوق في إلا اللاجئ الفلسطيني، وإن كانت هذه الحقوق ستكون مقايضة أو مساومة على حقنا في العودة فنحن لا نريدها بل بحاجة إلى العودة إلى فلسطين وواجب على كافة الشعوب العربية والإسلامية بأن تدعمنا وتساعدنا في العودة إلى فلسطين وتحرير كافة التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر.
هذه الدعوة أطلقها اليوم لكل الأنظمة العربية ولكل الشعوب والأحرار في هذا العالم لأقول لهم 63 عاماً والأقصى يناديكم فنحن شعب صابر ومرابط وقد تحملنا حتى ضاقت بنا الأرض فأصبح لا بد لنا من العودة التي باتت قريبه جداً إنشاء الله.
وطالما حاربنا الظلم وفساد إدارة الأونروا وهذا حق شرعي إلا أننا نعتبر بأن عيشنا كفلسطينيين بكرامة في الدول العربية هو بمثابة صمود لتمسكنا في حقنا الشرعي بالعودة، لذلك أقول للمجتمع الدولي أفعلوا ما شئتم فشعبنا أقوى من القهر وأقصد هنا سياسات القهر التي تمارسها إدارة الأونروا والأنظمة العربية ضد اللاجئين الفلسطينيين، وإنني أؤكد بأن الوضع قد تغيير وماجرى قبل النكبة بـ15 أيار2011 وما بعدها وبعد النكسة شيء أخر وسنستمر بتحركاتنا وجهادنا وكفاحنا بكل الوسائل المتاحة لدينا وإنشاء الله بات تحرير فلسطين والعودة للوطن قريباً جداً جدا جداً، و الإحتلال يعيش الأن مرحلة الرعب والخوف حيث أستشعر بأن الفلسطيني لن ينسى أرضه.
إلى قادة الإحتلال
- سيادة اللواء قبل أن ننتقل للشق الأخر من لقائنا الكريم معكم هل من رسالة تودون توجيهها لقادة الإحتلال؟.
مهما دربتم بجيشكم ومستوطنيكم فنحن قادمون لأرضنا بإذن الله كما وعدناكم سابقاً وسندخل من كل حدود عربية مع فلسطين براًَ وبحراً وقد ندخل عبر الفضاء أيضاً.فنحن اصحاب حق كفله لنا القانون وشرائع حقوق الانسان وكل الاديان
المصالحة
- سيادة اللواء المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس جاءت في وقت كثف الإحتلال وقادته تهديداتهم للرئيس الفلسطيني ولكافة القوى السياسية الفلسطينية حيث بات هذه التهديدات واضحة بأن قادة الإحتلال لايريدون المصالحة أن تتم، برأيكم هل تمت هذه المصالحة فعلياً وهل ستنجح أم أنها ستبقى حبرأ على ورق دون أي تقديمات لطموح الشباب الفلسطيني الذي بدأ تحركاته الجماهيرية للمطالبة بها وتفعيلها.
الإحتلال الصهيوني يعتبر بأن المصالحة من وسائل الحرب عليه لذلك علينا تطبيقها بأسرع وقت لنقدمها لشعبنا فيليس فقط في الوطن بل في الشتات أيضا.
والمصالحة يجب أن تبدأ بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وأطرها لتكون حاضناً مشاركاً لكافة الاطراف والقوى الفلسطينية بإضافة إلى تشكيل مجلس وطني فلسطيني لنضع ميثاق فلسطينياً نتمسك به جميعنا وليأخذ على أولوياته مبدأ التمسك بالأرض والكفاح المسلح، ويجب أن نستفيد من كافة الأوضاع الفلسطينية بإشراك كافة القوى لمواجهة الخطر الصهيوني الإسرائيلي والمتمثل حالياً بالإرهابي العنصري المتطرف بنيامين نتنياهو قاتل الأطفال والنساء.
وأستغرب كيف يطل علينا هذا الأحمق الإرهابي نتنياهو ليهدد الأخ ابو مازن قائلاً: إن كنت لا تريد المستوطنات في الضفة الغربية، فأنت عنصري.
وكأن المطالب بحقه أصبح بنظر قادة الإحتلال عنصري، لذلك أقول لنتنياهو الأحمق، إن كل من أحتل حبة تراب من فلسطين من النهر إلى البحر سيرحل وإن لم يرحل سنرسله للجحيم وليس إلى البحر.
وكل من يراهن على سياسة أوباما سيفشل فقد قلت لهم سابقاً أن أوباما مثل بوش ولا يختلفون عن بعضهم شيئاً في دعم الإرهاب الإسرائيلي ومسيرة الهيمنة والقتل والتدمير لدول المنطقة العربية، إلا أن أوباما قد أخذ العرب بالأحضان وطعنهم في الظهر.
لذلك أنصح وأدعو ببناء جبهة عربية لتعيد البوصلة إلى القدس وإلى فلسطين القضية المركزية للأمة العربية.
المجتمع الدولي وهيئة الأمم
يريدون تقييم العالم تحت ذريعة حقوق الإنسان والجرائم التي أرتكبها الصهاينة على الحدود العربية لم تدان
- السيد اللواء منير المقدح، هل من رسالة يرسلها الشارع الفلسطيني في الشتات للمجتمع الدولي وعن ماذا تعبرون برأيكم أو تنصحون من أجل أنصاف المجتمع الفلسطيني بحقه في الأرض والهوية والحياة.
لن يكون هناك سلام طالما هناك حبة تراب فلسطيني محتلة وأقصد فلسطين من البحر إلى النهر، وإن كان هناك عدل لدى المجتمع الدولي وهيئة الأمم عليه الإعتراف بحقنا وأنصحهم بالعودة لوزارات التخطيط العائدة لهم ليطالبوا بالخرائط قبل 63 عام ولينظروا جيداً بأنه لم يكن هناك شيء إسمه "إسرائيل" بل فلسطين العربية التاريخية.
والقرارات الدولية التي لم تنفذ أو التي لم يعترف الإحتلال بتنفيذ أي قرار منها وهذا دليل على أن الإحتلال يضرب بعرض الحائط بكافة القرارات الدولية التي صدرت عن هيئة الأمم الممثلة بالمجتمع الدولي.
لقد أزهقوا الأرواح ودمروا العراق وأفغانستان وليبيا ويريدون تقييم العالم تحت ذريعة حقوق الإنسان والجرائم التي أرتكبها الصهاينة على الحدود العربية لم تدان والأغرب وقوف هذا المجتمع الدولي إلى جانب الإحتلال لذلك من واجبنا ان نرفع صوتنا وندائنا للشعوب الدولية لنقول لهم بأن أموالكم تسلب منكم لتدفع لتمويل الإحتلال الإسرائيلي، أموالكم يا شعوب أوروبا وأمريكا تسلب منكم بإسم الحريات والديمقراطية وتدفع للإحتلال ليقتل شعبنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا وليقتلع شجرنا وبيوتنا.
عليكم أن تنتفضوا كما أنتفض شعب مصر العظيم فإداراتكم من مولت وصنعت الإرهاب والقتل والدمار، عليكم أن توقفوا هذا الظلم بحق شعبنا الفلسطيني المظلوم.
الملف الفلسطيني الداخلي
أدعو لإعادة الانتخابات في كافة أطر الحركة
- سيادة اللواء قبل أن نختم معكم هل ممكن أن تضعنا برأيكم الكريم حول ملفين أثيرا مؤخرا في الشارع الفلسطيني وهم إساءة مفتي الجمهورية اللبنانية لوفد فلسطيني كان يزوره لحل قضية شائكة، وعن ما جرى من تطورات في حركة فتح بدأت بإقصاء عضو اللجنة المركزية لفتح محمد دحلان وإقصائه عن مهامه ومؤخراً إتخاذ اللجنة المركزية لقرار بطرده من اللجنة أو استبداله؟.
ابدأ بموضوع مفتي الجمهورية اللبنانية قائلاً بأنه تراجع ونفى ما قيل عنه وأعتبر أن ما صدر عنه من إساءه هو برسم الطائفة السنية الكريمة وبرسم الحكومة اللبنانية السابقة والحالية، لذلك ليس لدينا تعليق سوى الله المستعان.
وأما بموضوع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان أعتبرها سابقة أولى بأن تقوم اللجنة المركزية بطرد عضو لجنة مركزية بغض النظر عن الاسم كوني كنت سابقاً متحفظاً على انتخابه وهذه مسألة تنظيمية لكن لتصبح هذه السابقة مبنية على أسس صحيحة وسلمية كان من المفروض قبل هذا القرار القيام بتحقيق ومن ثم بموجب التحقيق تؤخذ القرارات وللأسف اليوم نشهد تسريبات كثيرة ولم نستطيع الحكم أو التحديد لصحتها أو عدم ذلك.
نحن نتمنى أن يكون في حركة فتح مكتب تحقيقات لمحاسبة كل الفساد والمفسدين وأن لا تتوقف عند إسم أو شخص،لذلك يجب أن يسأل الجميع من أين لك هذا،وأن يحاسب كل من أتهم أخاه في الحركة دون دليل،فأصحاب التقارير والأقلام المشبوهة داخل حركتنا كثر،لا سيما في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها حركتنا فتح،بعد أن ثبتت فشل المفاوضات مع الإحتلال،لذلك يجب العودة لجذورنا ونتمسك بها،ونرتب بيتنا الفتحاوي على المشاركة والروح الأخوية للجميع وطرد الفاسدين من بيننا.
لذلك أدعو لإعادة الإنتخابات في كافة أطر الحركة وأن يكون هناك مؤتمر عام لحركة فتح،وليكن المؤتمر السابع لأنه بعد فشل المفاوضات أصبحنا بحاجة إلى مؤتمر لتقييم المرحلة وأقترح أن يكون هذا المؤتمر في خارج فلسطين المحتلة وليس تحت مظلة الإحتلال الصهيوني من أجل الحفاظ على الشفافية وليكن شاملاً لكافة أبناء فتح في الوطن والشتات.
المصدر: شبكة الأخبار الفلسطينية - مازن العناني