القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

المناضل الوطني الحاج محمود بركة : " فلتسقط الصهيونية " مجرد شعار!

المناضل الوطني الحاج محمود بركة : " فلتسقط الصهيونية " مجرد شعار!
هكذا تُحب فلسطين : نموت، لتحيا حرة عربية ...!

/cms/assets/Gallery/1293/mhamdbarake13214 (2).jpg

الثلاثاء، 25 شباط، 2014

•تشرذمنا وتناحرنا وتنكرنا لحق المقاومة كارثة كبيرة ... و الصحوة العربية كمن ينتظر 30 شباط ... المقاومة هي القرار الخيار والإنتصار!

.... نحن عن أي قضية فلسطين نتحدث ونحلم اليوم ... في ظل الزلزال الكبير والتدهور الحاصل في الشأن العربي ذاته، شأن عربي منقسم للعظم! متهالك للصميم! مرشح للفتنة والحروب والضياع والتفتت ...! لابل أخشى أن تبصح كل أرض عربية فلسطين ...

محمود عبد الله بركة ( أبو رياض ) مواليد بلدة صفوري عام 1931 قضاء الناصرة - فلسطين ... تلقى تعاليمه الإبتدائية في مدرسة "صفوري" داخل الأراضي الفلسطينية ... تركت عائلة بركة تراب الوطن الحبيب لتبدأ رحلة الشقاء والمعاناة الفلسطينية ... من بنت جبيل، عنجر، إلى مخيم برج الشمالي حكايات مرة من التهجير ...

يبدأ الحاج ابو رياض حديثه في الكلام عن عبد الناصر ومعروف سعد : " أخبرني معروف سعد يوما بأن عبد الناصر حازم على تحريك القضية الفلسطسينية عن طريق الدول المحيطة بها من ضمنها لبنان ... فبدأت الشرارة الأولى بشراء السلاح وتعبئة المخازن وبجمع المقاتلين المقاومين وتدريبهم عام 1962 ... بالمقابل كنا نحن نعمل على جبهتنا لتحضير الفلسطينيين للجهاد داخل فلسطين عن طريق لبنان والأردن ... وأذكر أننا نقلنا السلاح أكثر من مرة عبر سيارة معروف سعد لانه كان من أبناء الدوله ولا تفتش سيارته عادة!....وكنا نخبئ السلاح في منطقة تدعى " الشواكير " بين الرشيدية وصور ....

ذات مرة، علمت شعبة المخابرات اللبنانية بموضوع السلاح وقامت بالقبض على ثلاثة من الفدائيين سوري اردني وفلسطيني .... بعد طول التعذيب اعترفوا وتوصلوا إلى المعلومات الكافية .... عندها تم تطويق المدرسة خلال دوام عملي كأستاذ ... وأذكر أنني عملت في مدرسة النجاح في صور لمدة عامين حتى العام 1964...... أقدموا على إعتقالي أمام الطلاب وأخذت الى ثكنة صيدا ... ثم الى المحكمة العسكرية في بيروت... وصولا إلى ثكنة الحلو على كورنيش المزرعة ... وضعوني في غرفة إنفرادي لمدة شهرين ونصف!

وصلت قضيتي بالصدفة لعبد الناصر الذي علم بتفاصيلها كاملةً.... وكان منه أن يتدخل مع فؤاد شهاب بعدم التعرض لي لان القضية وطنية ... تم نقلي بعدها الى ثكنة الامير بشير ...وبعد ذلك تم الافراج عني وعدت الى مخيم البرج الشمالي ... لكني فوجئت بطردي من الاونروا خلال سجني ..... عندما وصلت الى بيتي زارني العديد من المحبين وكان من بينهم " الشيخ محي الدين حسن" من البعثة المصرية .

في العام 1965 برزت منطمة التحرير فذهبت مع مشايخ مصريين في زيارة الى أحمد الشقيري رئيس منظمة التحرير قبل الرئيس ابو عمار ... وتم تعريفي الى الرئيس أحمد الشقيري ..... لقد تعرضت للإعتقال وللطرد من عملي بسبب العمل الفدائي وعملت ككاتب في مكتب منظمة التحرير مع شفيق الحوت في تشرين الثاني 1965 .

عن معسكر كيفون يشرح: إفتتح معسكر كيفون في جبل لبنان وكان مسؤول المعسكر الأردني محمد الشاعر وشفيق الحوت الذي اختارني ان اذهب معه لتسلم مهام عسكرية أو لضبط إدارة المعسكر فقد كان الأخير كبيرا يضم المئات من الشباب الفدائيين الفلسطنيين ... مكثنا هناك ثلاثة اشهر وبعدها تم إغلاق المعسكر من قبل الحكومة اللبنانية ..... تم فرزي الى الجنوب كمساعد لقوات التحرير الشعبية وكنا نأتي بالناس من مخيمات الجنوب للتدريب في الاردن ... كنت مساعدا لقائد المنطقة... تشكلت مليشا قوات التحرير في عام 1969...... وفي اواخر العام نفسه انتخب الاخ ابو عمار رئيسا لمنظمة التحرير واصبحت لاحقاً تعرف ب(منظمة فتح ) .

في العام 1969 عندما بدأت تأتي المجموعات الفدائييه الى لبنان وتحددياً الى قرى الجنوب ... قدم اهل الجنوب الشرفاء المسكن والمأكل الى الفدائيين ولم يبخلوا بشئ كما إلتحق المئات من أهالي الجنوب بخط الثورة الفلسطينية وقاتلوا مع الشعب الفلسطيني جنباً الى جنباً .

يحدثنا بركة عن لقائه بأبو عمار ويقول : المرة الأولى كانت عام 1978 ... خلال إنعقاد المجلس الوطني في القاهرة مقر الجامعة العربية ... كنت ممثلا لجيش التحرير وقد تم فرزي الى اللجنة المالية لطلب موازنة لقوات التحرير التابعة الى جيش التحرير الفلسطيني مبلغ ضخم بقيمة 80 مليون دولار امريكي بهدف شراء سيارات وأسلحة ... طلبت هذا الطلب شخصيا من ابو عمار..... وكان رده متعاونا وقد أقرت الموازنة على الرغم من مصارحتي بأنه لا يوجد إمكانيات لهذا المبلغ الضخم جدا ..... " بعطيك موازنه على قدر المستطاع " ... المرة الثانية كانت في منطقة فردان في بيروت .... عندما شكلنا وفد للمطالبة بتحسين وضع المخيمات المآساوي من مياة وكهرباء وطرقات .... عندها إستجاب لنا وباشر بتعبيد الطرقات .... وتم إعادة تزفيت الطرقات من قبل الاونروا بعد مدة من الزمن بطلب من اللجنة الاهلية ..... المرة الثالثة التقيته في معسكر التدريب لقوات التحرير الشعبية - الغازية وكان في المعسكر والقى كلمة وتم حفل غداء على شرفه.

يتابع بركة حديثه ويذكر لنا سماحة السيد المغيب موسى الصدر ويقول : " كيف لي أن أتحدث عن المقاومة والنضال والكفاح دون الحديث عن إمام المقاومة رجل الحوار والمقاومة الذي كان أباً حقيقياً للمخيمات الفلسطينية .... ولاسيما عندما كانت تتعرض للعدوان أو الإنتهاك ، تراه أول الحاضرين ... لقد كانت معرفتي به شخصية بسبب ترأسي المسؤولية في اللجنة الشعبية... وكان بدوره يتردد الى المخيم لزيارة أسر الشهداء والفقراء .... وكنت ارافقه مرارا إلى البيوت ....

وأيضاً اذكر الامام الصدر الذي كان حاضراً في ذكري احد الشهداء في صور والقى كلمة بالمناسبة أشاد بالثورة الفلسطينية ... وأذكر جملتة الشهيرة التي قالها ( انا سوف احمي الثورة الفلسطينية بعباءتي وعمامتي وهي محفورة بقلبي حتى اليوم) . وأمل على استمرار العمل الجهادي للتحرير كامل فلسطين.

في العام 1982 تعرضت المخيمات الى اضرار عدة من خلال القصف المدفعي والجوي والبحري وهجر العديد من الاهالي بسبب القصف كما أستشهد العديد من الشباب والنساء والاطفال ... وطال القصف العديد من القرى والبلدات المجاورة .... ودفع الشعبين الفلسطيني واللبناني أثمانا باهظة جدا والمزيد من الدماء والمعاناة والتهجير والشهداء من جراء المجازر الاسرائيلية المتكررة .

القبض على محمود بركة : في يوم 4-6-1982 بدأ الاشتياح الاسرائيلي على لبنان حتى وصل بيروت .... وقد تم القبض علي في بلدة البازورية يوم 24-6-1982 ... وسجنت في فلسطين ثلاثة اشهر وتم التحقيق معي اكثر من اربع مرات ....واثناء التحقيق ضربت ضربا مبرحا على يد محقق يمني اسرائيلي حتى اغمي علي .... كان يتم تعذيب المعتقلين كل يوم بصورة مريعة وكان يتم تغطية الراس بالأكياس ...... غالبا ما كان يتم نقل جميع المعتقلين الى معتقل (انصار) في الجنوب اللبناني ... وكان المعسكر يضم 25 معسكر وكان كبير جداً ...وكان الوضع في معسكر انصار افضل من الاعتقال في فلسطين وسجنت في أنصار 9 اشهر ...

عن معتقل أنصار يشرح بركة : أذكر أثناء وجودي في معتقل أنصار إتفقت أنا و صديقي حسن جوهر على قطع الاسلاك الشائكه بهدف فتح المعسكرات على بعضها بينما قامت باقي المعسكرات بنفس العمل ...... عندها حصلت فوضى عامة وتدخل الجيش الاسرائيلي وقام بإطلاق القنابل الدخانية علينا .

عن المجارز التي حصلت في مخيمات صور يحدثنا بركة : أثناء إعتقالي في فلسطين علمت بوقوع عدة مجازر في مخيمات صور واذكر منها :مجزرة نادي الحوله ... مجزرة ملجأ الجبهة الديمقراطية ... ومجزرة مغارة في البستان ... عشرات ومئات وآلاف الشهداء والجرحى مسلسلات من الإجرام الصهيوني ... إخراجها : إسرائيل وإنتاجها : العنصرية الصهيونية

عن حفر الانفاق يؤكد بركة : في العام 1983 قام عدة اشخاص من المقاومين الفلسطنيين بحفر ثلاث انفاق ... كان يتم حفرها من جانب الخيمة وكان طول النفق 60 م تقريباً ... لقد استشهد احد الاشخاص واذكر اسمه ماهر دوماني أثناء الهروب فالإسرائيلي كان يقوم بمراقبة المعتقلين وعدهم يومياً.

يضيف : كانا ننقل الاخبار عبر وضع ورقة نكتب عليها ما نريد ونلفها بالحجر ونقوم إلقاؤها من معسكر الى معسكر حتى تصل الى صاحبها..... واذكر ان احد الرسائل جابت كل المعسكرات حتى وصلت الى صاحبها وكنا نقوم بهذا العمل لاننا لا نستطيع الوصول الى بعضنا بوجود اسلاك شائكة بيننا .

عن عمل الجنة الشعبية : إن أول عمل قامت به اللجنة الشعبية كان بخصوص انقطاع الكهرباء عن المخيمات ... توجهت بداية الى السيد اسماعيل صبرواي (صحفي) قلت له اريد ان ارسل كتابا الى الاستاذ نبيه بري الذي كان وزير للجنوب بذلك الوقت .... وتم الرد عبر الصحف اللبنانية للتوجه الى بيروت لمعالجة الموضوع ... ذهبنا مع اللجان الى بيروت.... وقابلنا رئيس الوزراء رشيد كرامي في منطقة فردان .... وبالفعل تم معالجة موضوع انقطاع الكهرباء مع الرئيس رشيد كرامي .

يختم بركة : " اتوجه بالشكر إلى الشعب اللبناني على استضافته للشعب الفلسطيني واشكر اهل الجنوب المقاوم على كل التضحيات التي قدمها مع الشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال الاسرائيلي ... وأدعو الله تعالى ان نأخذ دولة فلسطينية مستقله عاصمتها القدس الشريف .... واطلب من الله الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للاسرى ... تحياتي الى القيادة الفلسطينية ... ولموقعكم الكريم المقاوم.

المصدر: موقع ياصور