بدران: الاحتلال عدونا لا جارنا وحماس
حركة لا تنكسر
المركز الفلسطيني للإعلام
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية
"حماس" والمتحدث الرسمي باسمها حسام بدران إن الحركة تنظر للاحتلال
الصهيوني باعتباره عدواً لا جاراً، موضحاً أن الحركة لن تغير تعاطيها مع الصراع
معه باعتباره صراع وجود.
وأكد بدران في لقاءٍ موسع مع موقع
"أمامة" الإخباري بمناسبة الذكرى السنوية السادسة والعشرين لانطلاقة
حماس التي تحل يوم السبت (14-12-2013) أن الحركة لا تحتكر المقاومة ولا تنكر دور
الآخرين فرادى وأحزاباً، لكنها تفخر بأن وجودها في الميدان أحدث نقلةً نوعية في
موازين الصراع.
كما جدد بدران التأكيد على رؤية الحركة
لصوابية خيار المقاومة، وضرورة الثبات على الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق
العودة وشرعية مقاومة المحتل، والتنافس الإيجابي بين الفصائل في ميدان العمل.
حركة لا تنكسر
وقال بدران إن حماس تلقت عشرات الضربات
منذ تأسيسها، لكنها لم تكسر ولم تهزم من الداخل، مضيفاً:" العدو يعتبر وجود
حماس خطراً إستراتيجياً على كيانه رغم الفارق الكبير في الإمكانات المادية والدعم
العالمي".
وأضاف بدران: "ونحن أهل لهذا الموقع
وسنواصل المقاومة حتى زوال الاحتلال"، معتبراً أن الهدف الإستراتيجي للمقاومة
هو تحرير فلسطين كلّها من نهرها إلى بحرها وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة كاملة
تقوم على الحق والحرية والعدالة، تعيد الحقوق إلى أصحابها.
وأكد بدران أن هذا هدف لا يجوز تبديله أو
تغييره مهما كانت الظروف، ولا أن يتم التثقيف بشيء يخالفه، محذراً من عواقب
التنظير لفكرة تناقضه.
وأشار إلى أن هذا الهدف يستلزم رفض
الاعتراف بشرعية الاحتلال في جميع الأحوال.
دعوة للوحدة
ودعا بدران كافة الفلسطينيين للتوحد
والالتفاف حول هذا الهدف، قائلاً إن "الفلسطيني الحرّ الأصيل يأبى الوقوف على
الحياد وهو يرى جرائم الاحتلال ترتكب في كل يوم".
وبين بدران أن كثرة تبعات المقاومة
وتكاليف الجهاد لا تدل بالضرورة على خطأ في السياسات ولا تشير إلى خلل في المبادئ
والمنهج، مضيفاً: "فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير من قاد وأفضل
من جاهد, قد تعرض هو وأصحابه الكرام إلى الأذى والابتلاء على طريق تحقيق أهدافهم".
سنبقى مع البندقية
وأكد بدران أن السِّلاح هو رفيقُ
المقاوم، وقال إن "البندقية محبوبة المجاهد فهو يحميها وتحميه ويحرسها
وتحرسه، وهو يحرص عليها في كل حين ويحافظ عليها في كل الظروف، ويتقن استعمالها
ويعرف استخدامها، ويحسن تخزينها ويبالغ في رعايتها والاهتمام بها".
القيادة وجدت لتقود
وعن رؤية حركته لمفهوم القيادة قال بدران
إن " القيادة وجدت لتقود وتتقدّم الصفوف تماماً كإمامة الصّلاة، ومن يرضى
لنفسه أن يكون في هذا الموقع فعليه أن يكون على استعداد دائم لتلقي الرّصاصات
الأولى، في صدره وهو مقبل غير مُدبر".
وجدد بدران دعوة حركته للمقاومة والنفير،
موضحاً أن "فقه السياسة لا ينبثق إلاَّ في أرض المعركة، ولا يؤخذ عن سياسي
قاعد حيث تجب المشاركة في المعركة".
المقاومة هي الثابت
وأوضح بدران أنَّ الجمع بين السياسة
والمقاومة أمر ممكن، بل مطلوب وضروري، "ورغم أنه قد يكون القرار الأصعب
لكنَّه الصواب".
وبين بدران أن "المرحلية تعني
الثبات وتغيير الخطط وفق المقتضيات, لكنها يجب أن تبقى على طريق التحرير والخلاص
من الاحتلال بشكل كامل، وهو الكفيل بتراكم الإنجازات وتحقيق الأهداف".
وأوضح بدران أن المعركة مع الاحتلال
تحتاج إلى زمن لا يعلمه إلاَّ الله عزَّ وجل، قائلاً إن الصراع يلزمه نفس طويل
وصبر جميل، و"مواجهة لو كنا نقدر أن نخوضها يوماً تلو يوم حتى ننتصر
لفعلنا".
وأضاف: "ولو استطعنا أن نحارب دون
أن نلقي السِّلاح عن كاهلنا لحظة حتى نتحرّر لما تردّدنا ولو شيئاً يسيراً، لكنَّ
الأمور لا تتم بهذه الطريقة، إنَّما هي صولات وجولات تشتدّ أحياناً وتضعف
حيناً".
لا اعتراف
وجدد بدران رؤية حركته للمستقبل، قائلاً:
"لا اعتراف بالمحتل، وإنَّ اعتراف بعض الفلسطينيين بشرعية الاحتلال على أرضهم
هو خطوة تؤدّي إلى إفساد عقول الفلسطينيين وتكبّل أيدي الأجيال القادمة وتمنعها من
ممارسة حقها الطبيعي في مقاومة الاحتلال، ولذلك رفضت جماهير شعبنا هذا الاعتراف
الذي لا يمثل سوى تلك الفئة القليلة التي وقعت عليه".
حق العودة
ووصف بدران حق العودة بالحق الثابت غير
القابل للتفاوض، مضيفاً أن ذاكرة الفلسطيني بحلم العودة إلى القدس ويافا وعكا
وحيفا واللّد والرّملة وصفد وعسقلان، وهي أسماء غير قابلة للنسيان مهما امتدت
الشهور والأعوام.
وأكد بدران أن التسوية لم تكن خياراً
طبيعياً أو إيجابياً، لأنَّها أخرّت وعطلت وأفسدت، ولم تكن مطلباً جماهيرياً.
ونوه بدران إلى أن خيار التسوية سقط في
أول اختبار شعبي عبر صناديق الاقتراع حين اختار الناس مشروع المقاومة وفضلوه على
مشروع التسوية في الانتخابات التشريعية عام 2006.
التنافس الوطني
وأكد بدران أن من الصَّواب أن تتنافس
حركات المقاومة فيما بينها ولكن بصورة إيجابية، وأن تتسابق في إيذاء العدو وصدّ
عدوانه، وأن تسجّل نقاطاً لصالحها كلّما وجهت ضربة للمحتل وأن يتعاظم رصيدها بقدر
النّجاحات التي تحقّقها في الميدان، وأن ترتبط مكانتها بحجم تضحياتها.
واعتبر بدران أن هذه المنافسة مجالها
العمل لا الدّعاية، والمصداقية لا المبالغة.
وأنهى بدران اللقاء بالتأكيد على أن
المقاومة صرحٌ ضخمٌ يحتاج تشييده إلى هندسة إبداعية، ولن يتم استكمال بناؤه إلاّ
على مراحل متعاقبة، ولبنات بعضها فوق بعض، ولا يجوز بحال أن تقطع المقاومة شوطاً
ما, ثمَّ تعاود الانطلاق من نقطة البداية، وإلاّ فإنَّ توالي عمليات البناء والهدم
مرّة بعد مرة سوف يؤخّر الإنجاز ويعيق التقدّم ويزرع شيئاً من الإحباط في النفوس،
كما قال.