حماس: إيران أوقفت
الدعم العسكري بسبب سوريا
بركة لـ "الشرق
الأوسط": لا نريد انزلاق المخيمات الفلسطينية في المعارك المذهبية
الخميس، 22 تشرين الأول، 2015
أكد علي بركة، ممثل
حركة حماس في لبنان، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة الإيرانية كفت دعمها المالي عن
الحركة منذ عام 2012، إثر الخلاف السياسي بينها وبين حماس حول الموقف من الأزمة
السورية، مضيفًا أن الدعم الإيراني كان قبل ذلك في مجال تسليح حماس في الداخل
الفلسطيني، والإسهام في ميزانية الحكومة، كما أنها نقلت عتادًا حربيًا عبر أنفاق
سيناء لقطاع غزة.
وشدد على أن المخيمات
الفلسطينية لم تتدخل في الأحداث التي جرت بين الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني
في عام 2013، رغم المحاولات التي جرت لتوريط المخيمات في الأزمة، مبينًا أن ما
سمعوه من الأجهزة اللبنانية أفاد بأن مخيم عين الحلوة كان آخر محطات الأسير ومنه
انتقل إلى مطار بيروت حين أراد السفر خارج لبنان، لافتًا إلى أن هناك معلومات كشفت
أن الأسير أقام في طرابلس وصيدا أيضًا، ودخوله لمخيم عين الحلوة لا يعني أنه وجد
ترحيبًا من الفصائل الفلسطينية.
وأوضح بركه أن هناك
حالات فردية قليلة لعناصر فلسطينية التحقت بساحة القتال في سوريا، مؤكدًا أنهم لا
يستطيعون أن يضعوا شرطيًا على كل لاجئ فلسطيني أو يحجروا على عقول الناس، مضيفًا
أن ذلك لا يعني قبولهم أن تتحول المخيمات إلى ساحة تؤثر على استقرار المنطقة، كما
أنهم ليسوا في حاجة لخسارة المزيد من المخيمات كما جرى في نهر البارد في عام 2007،
أو ما جرى في مخيم اليرموك في سوريا.. «ومشروعنا هو العودة لفلسطين، وليس لدينا
أطماع سوى العيش بأمان وسلام».
وذكر أن الفصائل
الفلسطينية في لبنان تدرك تعقيدات الموقف على الساحة، وتداعيات الأزمة السورية على
الواقع اللبناني، مشددًا على أنها تفاهمت على تحييد المخيمات عن الصراعات، لأن
اللاجئ الفلسطيني لا يستطيع أن يتحمل المزيد من الخسائر. وأضاف أنهم دفعوا أثمانًا
باهظة في السابق، سواء من ناحية الصراع مع الكيان الصهيوني أو التورط في الأزمة
اللبنانية قبل عام 1982.
وقال إنهم شكلوا قيادة
سياسية للقوى الفلسطينية كافة، تشارك فيها حماس وفتح و«الجهاد الإسلامي»، تعقد
اجتماعًا شهريًا في السفارة الفلسطينية في بيروت، وبدأ العمل على تشكيل قوة أمنية
كالشرطة الفلسطينية المشتركة بالتعاون مع الدولة اللبنانية، مهمتها ضبط الأمن داخل
المخيمات، وعدم الانزلاق إلى معارك ذات طابع مذهبي، وخصوصًا أن لبنان يضم أكثر من
17 طائفة.
وأشار إلى أن عدد
اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يصل إلى 450 ألف لاجئ أخرجوا من ديارهم في عام
1948، ويعانون بالإضافة للنكبة والتهجير، من الحرمان من حقوقهم الإنسانية والمدنية
والاجتماعية، حيث لا يسمح لهم بالعمل بالمهن الحرة في لبنان كالطب والهندسة، إضافة
إلى 70 مهنة محظورة على اللاجئين.
وأضاف أن تراجع خدمات
وكالة الأمم المتحدة «الأونروا» المعنية بإغاثة وتشغيل اللاجئين زاد من المعاناة
أيضًا، إضافة إلى منع أنشطة منظمة التحرير في المجالات الاجتماعية والاقتصادية في
لبنان منذ عام 1982، مما قلل فرص العمل وبلوغ نسبة البطالة في المخيمات إلى 65 في
المائة، الأمر الذي فاقم الأزمة الناتجة بالأساس من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.