حمدان: علاقتنا بطهران ايجايبة ومحاولات لتشويشها
الإربعاء ، 11 شباط، 2015
أكدّ أسامة حمدان رئيس العلاقات الخارجية بحركة حماس، أن الحركة حريصة
على علاقة متوزانة وإيجابية مع الجمهورية الإسلامية إيران، مشيرًا إلى وجود جهات تسعى
الى عرقلة هذه العلاقة والحيلولة دون إعادتها الى مربعها الأول عبر عمليات "التشويش".
وقال حمدان في حديث خاص بـ، " لا شك أن الخصوم لا يرغبون بعلاقة
سوية بيننا، ومحاولات التشويش التي تحدث من بعض الجهات لا شك أنها تساهم في تعزيز خطوات
هؤلاء".
وقد شنّت وسائل إعلامية وشخصيات مقربة من الجمهورية الإسلامية وحزب
الله ، هجومًا ناقدًا على حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، والدعوى بوجود
خلاف في توجهات الحركة حول العلاقة بإيران.
حمدان أكدّ أن هذا التشويش هو محاولة لإرباك الجهود المبذولة من أجل
تنظيم العلاقة، متهمًا من أسماهم بالخصوم، أن يقوموا بذلك كونهم لا يرغبون بمثل هكذا
علاقة.
وقد شهدت العلاقة بين الجانبين تحسنًا في الآونة الأخيرة بعد زيارة
لأعضاء من المكتب السياسي لحماس الى طهران، وقدمت حماس تعزية بشهداء حزب الله وتأييد
عمليته ضد الاحتلال في شبعا.
ولفت حمدان إلى وجود قنوات تواصل قائمة مع ايران، غير "أن الحديث
لا يتم على النتائج فهي ما زالت طور المباحثات الجارية".
مصر والسعودية
وتطرق حمدان خلال حديثه للعلاقة مع السعودية مشددًا حرص حركته منذ البداية
على إقامة علاقات صحية ورشيدة مع جميع الأطراف العربية والإسلامية، ورأى أن الأهم هو
البحث عما يصب في تعزيز العلاقة الثنائية بين الحركة والمملكة ، ومعربًا عن تقدير حركته
للدور السعودي في دعم القضية.
ورحب حمدان بالمواقف السعودية التي دعت لتعزيز العلاقة مع حماس، مؤكدًا
أن الحركة حريصة على علاقة رشيدة مع مجمل الدول بالمنطقة وفي مقدمتها المملكة السعودية.
أمّا العلاقة مع مصر، فاتهم حمدان أطرافا بالسعي لنقل المواجهة المفترضة
مع الاحتلال الى مواجهة عربية عربية، والزج بحركة حماس وفصائل المقاومة بأحداث لا دخل
لهم فيها.
وقال: "إن حركته لم تتدخل يومًا في الشأن الداخلي المصري وليس
من صالحها فعل ذلك، أو التدخل في الأحداث التي تشهدها البلاد".
ليس من مصلحتنا التدخل بمصر وهي لم تبلغنا برفض رعاية المصالحة والمفاوضات
وبشأن مصير ملفي المصالحة والمفاوضات غير المباشرة، بيّن أن حركته لم
تبلغ رسميًا من القاهرة اعتذاراها عن احتضان الملفين، وما يذاع من حديث اعلامي لا تأخذ
به الحركة ما لم تبلغ رسميًا وحينها لكل حادث حديث.
ولفت إلى أن التاريخ في العلاقة الثنائية بين الطرفين لا يمكنه ان تتأثر
بحكم قضائي عابر أو موقف اعلامي لا يعبر عن الموقف الرسمي للبلاد ، مشيرًا إلى أن الاتصالات
الثنائية وإن شهدت تعثرًا غير أنها لم تنقطع وحماس حريصة على بقائها.
وأكدّ أن هذا الموقف نابع من تقدير للتاريخ والجهد الطويل الذي تبذله
مصر في الموقف الفلسطيني، بينما أعلن ترحيب حركته وجود أي جهد عربي أو إسلامي ودولي
يصب في خانة رفع الحصار عن غزة عبر استئناف المفاوضات غير المباشرة.
وفيما يتعلق بقضية المفاوضات حول الاسرى، اكتفى بالقول" إن حركته
ليست في وارد الدخول في هذه المفاوضات قبل الانتهاء من المفاوضات غير المباشرة وإنجاز
استحقاقاتها، لأنها الأهم في الوقت الراهن لديها، نظرًا لخصوصية مباحثات الاسرى واستحقاقاتها
الخاصة".
وتابع " بل ندعو الدول العربية والإسلامية ومن دول العالم التدخل
من أجل استئناف المفاوضات غير المباشرة ودعم المصالحة الفلسطينية"، منوهًا إلى
أن هذا الدور ليس بديلًا عن الدور المصري بل هو مساند ومساعد له.
المصالحة
وأخيرا في الملف الداخلي وقضية المصالحة، أكدّ حمدان أن حركته كانت
حريصة وجادة من البداية على إنجاح المصالحة، وأنها لم تعترض يومًا ولم يكن لها
"فيتو" على مشاركة الفصائل جميعًا باتفاقات المصالحة كما جرى في القاهرة
وغيرها من المفاوضات وهي حريصة على استمرار
هذا الدور وهذه المشاركة من جميع القوى الفلسطينية.
ووجه حمدان سؤاله لحركة فتح حول المواقف التي يطلقها عزام الأحمد بين
الفينة والأخرى والشتائم التي يوجهها لحماس" فهل هي تنم عن شخصه وتعبر عن موقفه
أمّا أنها تعبر عن مسار التنظيم كرفض لمنهج المصالحة؟، وهو موقف مطالبة الحركة الإجابة
عنه"، وفق حمدان.
على فتح أن تحدد موقفها من الأحمد ومواقفه ضد حماس، ونرغب بشخصية تساعد
على إنجاح المصالحة
واستطرد: " مواقف الأحمد لا تنم عن رجل عاقل مسؤول عن ملف المصالحة،
ولا شك إن كانت تعبر عن رأيه فالمطلوب رجل حريص على إنجاح المصالحة، وفتح مطالبة بتحديد
موقفها من هذا الملف؟".
أمّا شتائم الأحمد ومواقفه ضد حماس فلم يجد فيها حمدان سوى إساءة لذات
الشخص الذي يتعمد توجيه الاهانات للحركة.
ورأى أن حركة فتح قرأت خطئًا مواقف حركته المتساهلة بشأن المصالحة،
وافترضت أن مواقفتها على تشكيل الحكومة أنها محاولة لنزع الشرعية عنها، "وهي خاطئة
لأن حماس شرعيتها مستمدة من الانتخابات وأبناء شعبها، وسيعلم الجميع أن شرعية الحركة
لا يمكن ان تنتزع بانتهاء حكومة كانت تديرها بل هي شرعية أعمق بكثير من ذلك".
وشدد على جدية حركته بشأن إنجاح المصالحة، غير أن فتح هي المطالبة بتحديد
الموقف تجاه هذه المصالحة وسبل انجاحها.
المصدر: الرسالة نت