
بيروت – لاجئ نت|| الجمعة، 16 أيار، 2025
في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة
الفلسطينية، يستحضر الفلسطينيون مرحلة مفجعة من تاريخهم، حيث كانت النكبة نقطة
البداية لمعاناة مستمرة منذ عام 1948. تمثلت هذه المأساة في الاحتلال الصهيوني
لفلسطين، والتهجير القسري لأهلها، وتدمير المئات من القرى والبلدات، وارتكاب
المجازر التي خلفت آلاف الضحايا.
يؤكد القيادي الفلسطيني ومسؤول العمل
الجماهيري في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان الأستاذ رأفت مرّة أن هذه
الذكرى ليست مجرد استرجاع لأحداث الماضي المؤلمة، بل هي وقود متجدد لمواصلة
النضال، واستخلاص الدروس الضرورية لمتابعة طريق التحرير، وتحقيق حق تقرير المصير
وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني. فالنكبة، على الرغم من
مرور عقود، لا تزال حاضرة في وجدان الفلسطينيين، يتناقلونها جيلاً بعد جيل.
واقع مستمر ومقاومة متواصلة
في ظل هذه الذكرى الأليمة، يرى الأستاذ
مرّة أن النكبة ليست حدثاً منسياً في صفحات التاريخ، بل هي واقع حي يعيشه الشعب
الفلسطيني يومياً. فالفلسطينيون ما زالوا يواجهون الاحتلال بكل أشكاله من قمع
وحصار وتهجير. ومع ذلك، يتجلى صمودهم وثباتهم في مختلف جوانب حياتهم. فهم لا
يستسلمون لمرارة الذكرى، بل يحولونها إلى طاقة دافعة للمقاومة والأمل بتحقيق
التحرير المنشود.
دور الشتات في صون الهوية الوطنية
يؤكد الأستاذ مرّة على الدور المحوري
الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في الشتات في الحفاظ على الهوية
الفلسطينية من الضياع. تقوم هذه المؤسسات بجهود كبيرة في توثيق الرواية الفلسطينية
ونقلها للأجيال الجديدة، وتنظيم الفعاليات الثقافية والمعارض والندوات التي ترسخ
أسماء المدن والقرى الفلسطينية في الذاكرة الجمعية داخل المخيمات وخارجها. هذه
الأنشطة تساهم بشكل فعال في إحياء الذاكرة الجماعية وتعزيز الانتماء الوطني، وتشكل
خط دفاع قوي في مواجهة محاولات طمس الهوية الفلسطينية.
أوضاع اللاجئين في لبنان وتحديات
المؤسسات
يقيم الأستاذ مرّة وضع اللاجئين
الفلسطينيين في لبنان بأنه بالغ الصعوبة، حيث يعانون من وطأة الفقر والبطالة
والحرمان من الحقوق المدنية والاقتصادية الأساسية، بما في ذلك القيود المفروضة على
ممارسة العديد من المهن. ورغم هذه الظروف القاسية، فإنهم يتمسكون بحق العودة إلى
ديارهم ويرفضون أي محاولات لتوطينهم في أماكن أخرى. وفي هذا السياق، يشيد بالجهود
الكبيرة التي تبذلها المؤسسات الفلسطينية في لبنان لتقديم الدعم والإغاثة والتوعية
للاجئين، والمساهمة في تعزيز صمودهم وتأكيد ثوابتهم الوطنية.
غزة: صمود أسطوري في وجه العدوان
في ظل العمليات العسكرية المستمرة في
قطاع غزة، يرى الأستاذ مرّة أن عملية "طوفان الأقصى" مثلت نقطة تحول
مفصلية في مسار المقاومة الفلسطينية. فقد كشفت هذه العملية عن الهشاشة التي تعتري
المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وأحدثت زلزالاً على المستويين السياسي
والعسكري داخل الكيان المحتل. ورغم التضحيات الهائلة التي قدمها أهالي غزة، فإن
القطاع ظل شامخاً، يرفض الاستسلام ويؤكد أن إرادة الشعب الفلسطيني أقوى من أي آلة
حرب. ويشير إلى أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه وفي كسر إرادة المقاومة، على
الرغم من الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية.
نظرة مستقبلية واعدة
يتوقع الأستاذ مرّة أن العدوان
الإسرائيلي المستمر لن يدوم طويلاً. ويرى أن فشل الاحتلال في تحقيق أي مكاسب
سياسية أو عسكرية من شأنه أن يخلف آثاراً استراتيجية مهمة. ويعتقد أن هذه المرحلة
الراهنة تفتح آفاقاً جديدة نحو نهاية المشروع الاستيطاني الصهيوني، وتعزز بشكل
كبير من مشروع التحرير والعودة إلى الديار.
رسالة في ذكرى النكبة: لا تنازل عن
الحقوق
في ختام حديثه، يوجه الأستاذ مرّة
رسالة قوية في ذكرى النكبة، يؤكد فيها على عدم التنازل عن الحقوق الفلسطينية
الثابتة، وعلى رأسها حق العودة، وعدم التراجع عن الثوابت الوطنية. ويشدد على أن
النكبة لن تُنسى وأن الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم، مؤكداً على أهمية مواصلة
تعليم الأجيال القادمة بتاريخهم الحقيقي وبأهمية المقاومة والصمود حتى تحقيق
التحرير والعودة إلى فلسطين.